Off Canvas sidebar is empty

إسطنبول-تمثل تفجيرات خطي نورد 1و2، لنقل الغاز الروسي نحو ألمانيا، تطورا جديدا للحرب في أوكرانيا، وتعميقا لأزمة الطاقة في أوروبا، في خطوة من شأنها فطم الاتحاد الأوروبي بسرعة عن الغاز الروسي، وانخراطه بشكل أكبر في الحرب الأوكرانية.

وتتبادل كل من روسيا والدول الغربية الاتهامات والإيحاءات بوقوف الطرف الآخر وراء هذه التفجيرات، رغم أن التحقيقات لم تكتمل بعد، ولكن هناك إجماع على أن الانفجارات التي وقعت "متعمدة" وتقف وراءها "دولة" ولها علاقة بـ"الحرب في أوكرانيا".

وإذا تتبعنا منطق من له مصلحة في قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا ومن المتضرر، فسنجد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي إجمالا أكثر المتضررين من انقطاع تدفق الغاز الروسي قبل استكمال استعداداتهم لملء خزاناتهم وتحضير البدائل.

لكن المستفيدين من انقطاع الإمدادات الروسية عن أوروبا هم أربعة دول رئيسية؛ الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وبولندا ودول البلطيق وبريطانيا، ولكل منها مصلحة فيما وقع من تفجيرات في بحر البلطيق، بحسب اتهامات متبادلة، دون أن يعني أن أيّا من هذه الدول متورط فعلا في هذه التفجيرات، قبل صدور نتائج التحقيق الجنائي.

ـ أضرار لا يمكن إصلاحها
"سيكون عديم الفائدة إلى الأبد بعد التخريب"، هذا ما توصلت إليه السلطات الألمانية إذا لم يتم إصلاح أنابيب غاز نورد ستريم١و٢، بسرعة، ما يكشف أن الجهة التي دبرت التفجيرات تسعى لإخراجه من الخدمة إلى ما بعد الشتاء المقبل.

وتوضح وسائل إعلام ألمانية، نقلا عن مسؤولين، إنه "إذا لم يتم إصلاح الأضرار بسرعة، فسوف يدخل الكثير من المياه المالحة إلى خط الأنابيب، مما سيؤدي إلى التآكل".

بينما ترى السلطات الروسية أنه إذا تم توفرت الظروف المناسبة فسيتم إصلاح الأنبوب، لكن ذلك "سيتسغرق 6 أشهر على الأقل"، بحسب موقع "أفيا برو" الروسي.

هذا الوضع سيجعل ألمانيا تعاني بقسوة في الشتاء المقبل، رغم أنه تمكنت من ملء بخزاناتها بنسب تتراوح ما بين ٨٠ و٩٠ بالمئة، وهو ما يكفيها لفترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

وتنقل صحيفة "دير شبيغل"، عن دوار حكومية ألمانية، أن الأضرار التي لحقت بخطي نورد ستريم، "كانت واسعة النطاق لدرجة أن ترميمها مستحيل ببساطة".

وأضافت أن "التآكل السريع لأنابيب الغاز بسبب تأثير المياه المالحة على جزء كبير من الأنابيب، وبالتالي لم يعد إصلاح نورد ستريم ممكنًا".

واستمر تدفق الغاز من الأنبوب الروسي لعدة أيام بعد التفجير، ما يعكس أنه كان ممتلئا بالغاز، بما فيه أنبوب نورد ستريم٢، الذي تم تجميد استغلاله حتى قبل بداية تشغيله رسميا، بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، بينما توقف نورد ستريم١، قبل أسابيع قليلة من الانفجارات الثلاثة.

جدير بالذكر أن ثلاث تفجيرات استهدفت أنبوبي ستريم ١و٢، في ٢٦ سبتمبر/أيلول، قبل أن يتم اكتشاف تسريب رابع في ٢٨ سبتمبر لكن أقل حجما من سابقيه.

ووقعت الانفجارات في المياه الدولية ببحر البلطيق، بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية، ما بين السواحل السويدية والبولندية، غير بعيد عن جيب منطقة "كالينغراد" الروسية، المفصولة جغرافيا عن بقية أراضي البلاد.

ـ "أقوى رد ممكن"
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتي شغلت من قبل منصب وزير الدفاع الألماني، اعتبرت تفجيرات خطي نورد ستريم، "محاولة متعمدة لتعطيل البنية التحتية الأوروبية للطاقة".

لكن تهديدها بأن هذه المحاولة "ستواجه أقوى رد ممكن"، تحمل ضمنيا حجم الضرر الذي أصاب "البنية التحتية الأوروبية للطاقة"، وتداعيات ذلك على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ومن بين تلك التداعيات ارتفاع أسعار الغاز 25 بالمئة بعد يومين فقط من التفجيرات، ما يفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، التي دفعت آلاف الألمان للتظاهر شرقي البلاد، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وسياسة بلادهم تجاه روسيا والحرب في أوكرانيا، في نفس اليوم الذي وقعت فيه تفجيرات أنابيب الغاز ببحر البلطيق.

كما أن الرسالة موجهة ضمنيا إلى موسكو بالوقوف وراء هذه التفجيرات في خضم الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي.

فلا يمكن أن توجه رئيسة المفوضية الأوروبية، تحذيرا من هذا النوع، لو كان المتهم واشنطن أو أي من الدول الأوروبية الأخرى.

ـ هل أطلقت روسيا النار على قدمها؟
تتوجه معظم أصابع الاتهام الغربية إلى روسيا بالوقوف وراء تفجير أنابيب غاز نورد ستريم ١و٢، ولا تترد أوكرانيا، التي تخوض

وترد موسكو بأن الاتهام "متوقع، وغبي، وعبثي"، ويشير المتحدث باسم الكرملين، أن الغاز الروسي المتسرب منه "مكلف للغاية".

فروسيا متضررة أيضا من التفجيرات، لأن أنابيب الغاز روسية والغاز المتسرب روسي، ومن الصعب تقبل أنها أطلقت النار على قدمها.

لكن ذلك لا يكفي لتبرئة روسيا، فلكل حرب تكاليفها، ويمكن التضحية ببعض الخسائر من أجل أهداف أكبر، وموسكو تبرع في "حرب الخداع"، ومارستها مرارا، أشهرها عندما نفت واستخفت باتهامات لها بحشد قواتها للهجوم على أوكرانيا، وهو ما حصل فعلا.

فتفجيرات أنابيب نورد ستريم ١و٢، جاءت قبل يوم واحد من إعلان نتائج الاستفتاءات التي جرت في أربع مقاطعات أوكرانية تخضع لسيطرة الجيش الروسي (خيرسون، زاباروجيا، لوهانسك، دونياتسك).

ومن مصلحة موسكو أن يغطي حدث كبير، مثل تفجيرات أنابيب الغاز، على تصويت المقاطعات الأربعة لصالح الانضمام إلى روسيا، والذي ترفض أوكرانيا والدول الغربية الاعتراف بنتائجه بشدة.

فالإعلام العالمي يركز على تفجيرات أنابيب نورد ستريم، مع القليل من الضوء على استعداد روسيا لضم مقاطعات أوكرانية، لا تحظى بتأييد حتى حلفاء موسكو ناهيك عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

أما الضرر الروسي من تفجير أنبوب تملكه وغاز تنتجه، فيمكن تعويضه من خلال الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز، التي أعقبت التفجيرات.

ناهيك أن نورد ستريم ١، متوقف منذ نهاية أغسطس/آب الماضي، بعد أن قلصت روسيا إمداداتها لألمانيا، بحجة إجراء إصلاحات، وتحتاج حاليا إلى حجة أقوى حتى تستغرق هذه الإصلاحات أشهرا بدل أيام وأسابيع، لتواصل الضغط على ألمانيا في ذروة الشتاء، ودفعها للتخلي عن دعمها لأوكرانيا بالسلاح وتراجع عن عقوباتها ضد موسكو.

واشنطن لها مصلحة
لا تترد موسكو في اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف وراء تفجير نورد ستريم ١و٢، وتسوق إلى ذلك العديد من الشواهد والسياقات دون دلائل مؤكدة، ولكنها تطالب بالتحقيق في هذا الملف.

موقع "أفيا برو" المحسوب على دوائر أمنية روسية، ذكر أنه "قبل أسبوعين من تفجيرات نورد ستريم، لوحظ نشاط غريب لطائرات وسفن حلف شمال الأطلسي الناتو في المنطقة".

وأضاف "تم ملاحظة نشاط الناتو الغريب قبل وقت قصير من تفجيرات نورد ستريم".

ويشير الموقع الروسي أنه في 2 و13 سبتمبر، حلقت طائرات ومروحيات تابعة لحلف الناتو فوق المنطقة التي انفجر فيها خط أنابيب نورد ستريم، ولمحت إلى تورط الغرب فيما حدث.

ويتقاطع هذا الخبر مع ما نشرته صحيفة دير شبيغل الألمانية في ٢٧ سبتمبر، بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية حذرت ألمانيا من هجمات محتملة على خطوط أنابيب الغاز في بحر البلطيق، قبل أسابيع من تسرب الغاز من نورد ستريم.

لكن دير شبيغل لم تخلص إلى نفس النتيجة التي وصل إلى موقع الروسي.

فإذا كانت واشنطن ترغب في تفجير أنابيب الغاز في بحر البلطيق فلما تحذر ألمانيا.

كما تستند موسكو في اتهامها لواشنطن بالوقوف وراء التفجيرات إلى تسريات للرئيس الأمريكي جو بايدن، في أوائل فبراير/شباط الماضي ، والذي قال إن بلاده "ستُنهي" نورد ستريم 2، إذا تدخلت موسكو عسكريًا في أوكرانيا.

بولندا أم أوكرانيا
وزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي، نشر تغريدة على تويتر بعد التفجيرات قال فيها "شكرا الولايات المتحدة"، في إشارة إلى ان واشنطن من تقف وراء هذه التفجيرات.

وقال سيكورسكي، في تغريدة أخرى "أنا سعيد لأن (نورد ستريم)، الذي حاربت ضده جميع الحكومات البولندية لـ20 عاما، مشلول في ثلاثة أرباعه، وذلك أمر جيد لبولندا".

لكنه استدرك بأن كلامه مجرد تحليل وليس مبنيا على معلومات، إلا أنه يضع بذلك بولندا ضمن دائرة الدول المستفيدة من التفجيرات، وبالتالي من الدول التي يمكن توجيه أصابع الاتهام لها.

وأوكرانيا هي الأخرى ليست مستبعدة، خاصة وأنها سارعت لاتهام روسيا بالوقوف وراء تفجير أنبوبي الغاز، ومن مصلحتها أن تسوء العلاقة أكثر بين موسكو وحلف الناتو، ما سيعزز الدعم الأوروبي والأمريكي العسكري لجيشها.

فكييف لا تريد أن تكون كبش الفداء في عملية استنزاف الجيش الأمريكي للدب الروسي، بل تريد توريط حلف الناتو بشكل مباشر في حربها ضد روسيا، حتى ولو أدى ذلك إلى نشوب حرب نووية.إسطنبول/ الأناضول

حلب - كشفت “وكالة الأنباء السورية الرسمية” (سانا)، عن “عدوان إسرائيلي إستهدف مطار ​حلب​”، مؤكدةً أن “الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ ​العدوان الإسرائيلي​ وأسقطت عددًا منها”. ولم ترد أنباء حتى الآن حول وقوع خسائر في الأرواح أو الأضرار المادية.

وفي السياق، أفادت وكالة “سبوتنيك” ، بأن “أصوات إنفجارات قوية سمعت في محيط مدينة ​اللاذقية​ نتيجة تصدي قواعد الدفاع الجوي لصواريخ إسرائيلية، والتي دخلت ​الأجواء السورية​ قادمة من قبالة السواحل السورية بإتجاه حلب”.

بدوره، أفاد “​المرصد السوري​”، بأن “صواريخًا إستهدفت محيط مطاري حلب و​دير الزور​”، معلنةً أن “صواريخ إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في حلب”. وكالات 

 واشنطن - يعتقد أمثال إلبريدج كولبي أن على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يعزز خطابه الصارم بشأن الدفاع عن تايوان باستعراض أكبر للقوة.

إيلاف من بيروت: كان صقور الإدارة الأميركية يردون على المناورات العسكرية الأكثر عدوانية التي تجريها بكين بالقرب من تايوان من خلال الدعوة إلى زيادة الجهود الأميركية لحمايتها من هجوم محتمل. مثال على ذلك: جادل إلبريدج كولبي في مجلة "فورين أفيرز" بأن الولايات المتحدة غير مستعدة لمواجهة حرب على تايوان.

كتب كولبي: "بالنظر إلى تصريحاتها واستراتيجياتها العلنية، سيكون من المنطقي أن تتصرف واشنطن كما لو أن الولايات المتحدة قد تكون على وشك حرب كبرى مع قوة عظمى مسلحة نوويا".

إعادة نظر

إذا كانت التصريحات والاستراتيجيات العلنية للحكومة الأميركية قد وضعت الولايات المتحدة في مثل هذا الموقف الخطير، فهذا يشير إلى أنه على الولايات المتحدة إعادة النظر بجدية في تلك البيانات والاستراتيجيات ومراجعتها قبل أن تخطئ بلادنا في كارثة يمكن تجنبها. فكولبي محق في شيء واحد: هناك فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي في واشنطن بشأن تايوان والإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة لدعم هذه التصريحات. ارتكب بايدن خطأ الادعاء بأن الولايات المتحدة ملتزمة الدفاع عن تايوان من الهجوم، وتضمنت زيارة رئيسة مجلس النواب بيلوسي غير الحكيمة إلى تايبيه تصريحها بأن دعم الولايات المتحدة لتايوان كان 'صارما'.

في حين أن الدعوة إلى الحشد العسكري يتم تأطيرها كرادع لمنع نشوب صراع في المستقبل، إلا أنها تبدو مضمونة عمليا لتكثيف سباق التسلح مع الصين وتغذية خوف الحكومة الصينية من خسارة تايوان بشكل دائم. إذا شجعت الولايات المتحدة بكين على الاستنتاج أن الوقت ليس في صالحها وأن إمكانية إعادة التوحيد ستبقى مغلقة إلى الأبد، فقد يعجل ذلك ببداية الحرب بدلا من تأجيلها. بعبارة أخرى، كلما زادت الولايات المتحدة من بناء جيشها وتركيزه على هزيمة الصين، زاد الحافز الذي سيتعين على الحكومة الصينية الرد عليه بالمثل لمطابقة ما تفعله الحكومة الأميركية.

تكلفة عالية جدًا

ثمة حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة والصين قوتان نوويتان تمتلكان أسلحة أكثر من كافية لتدمير كلا البلدين. وإذا فشل الردع لأي سبب من الأسباب، فإن تكاليف مثل هذا الصراع ستقزم أي شيء رأيناه في أي وقت مضى. وقد تعهدت الولايات المتحدة بتحمل هذه المخاطرة من أجل حلفائها في المعاهدة، ولكن لا ينبغي لها أن تخاطر بنفس المخاطر في هذه الحالة.

مطلب الاستعداد للحرب مع الصين يعتبر أمرا مفروغا منه بأن الولايات المتحدة يجب أن تذهب إلى الحرب من أجل تايوان إذا تعرضت للهجوم، لكن الحكومة الأميركية ليست ملزمة بالقيام بذلك، وليس لدى بلدنا أي مصالح حيوية على المحك تبرر القيام بذلك. يمكن للولايات المتحدة ويجب عليها الاستمرار في مساعدة تايوان في بناء دفاعاتها الخاصة، ولكن يجب عليها القيام بذلك بهدوء من دون الخطابات المتوترة المتكررة في نظر الحكومة الصينية، التي لا تخدم سوى زيادة التوترات دون مصلحة أحد.

إن افتراض أنه ستكون هناك حرب عاجلا وليس آجلا وأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لخوضها عندما لا يكون لديها سبب مقنع للقيام بذلك دون داع يضع اثنين من القوى الكبرى في العالم على مسار تصادمي. لاحظ جورج كينان ديناميكية مماثلة في التحالف المشؤوم، تاريخه الممتاز لتشكيل التحالف بين فرنسا وروسيا قبل الحرب العالمية الأولى: 'إن مثل هذه الإكراهات قوية جدا، في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن، لدرجة أن غياب أي دوافع عقلانية للحرب، أو أي غرض بناء يمكن أن يخدمه أحدهم، قد غاب تماما عن وراءها. يسمح لافتراض حتمية الحرب أن يعتمد حصرا على حقيقة أن 'نحن' و 'هم' يستعدان لها بشكل مكثف. ولا حاجة إلى سبب آخر لقبول ضرورتها'.

فخ الصين

على الولايات المتحدة تجنب الوقوع في هذا الفخ في حالة تايوان.

يدعو كولبي الولايات المتحدة إلى تشجيع "مساهمات عسكرية أكبر" من الحلفاء لأغراض مواجهة الصين وتحرير الموارد الأميركية في أجزاء أخرى من العالم. ومن المشكوك فيه أن ترغب العديد من الدول الحليفة في القيام بذلك، خاصة عندما تواصل واشنطن زيادة إنفاقها العسكري إلى مستويات قياسية عالية. وبينما تتحمل الولايات المتحدة أعباء وتكاليف أكبر طواعية، فإن ذلك يشير إلى الحلفاء بأنهم ليسوا مضطرين إلى زيادة مساهماتهم الخاصة.

انتهجت واشنطن عادة سيئة تتمثل في الوعد بأكثر مما يمكنها تقديمه، وفي كل حالة من الحالات تقريبا، كان الخطأ هو خلق توقعات خاطئة بالدعم الأميركي الكامل الذي لم يكن يأتي أبدا. قد يشجع الحديث الفضفاض عن الدفاع عن تايوان الحكومة التايوانية على تحمل المزيد من المخاطر في تعاملاتها مع بكين، لكن الخطر الأكبر هو أنه يقود الحكومة الصينية إلى الاستنتاج أن الولايات المتحدة تتراجع عن التزاماتها السابقة تجاهها. ويشير الرد الصيني الأولي على زيارة بيلوسي إلى تايوان إلى أن هذه هي بالضبط الطريقة التي تنظر بها حكومتهم إلى اتجاه السياسة الأميركية، لذلك سيكون من المتهور أن تعطي الولايات المتحدة الحكومة الصينية أسبابا إضافية للتفكير في ذلك.

سياسة ثابتة

الخط الرسمي لإدارة بايدن هو أن سياسة الولايات المتحدة لم تتغير في ما يتعلق بالصين وتايوان. إذا كان هذا صحيحا، تحتاج الإدارة إلى القيام بعمل أفضل في إدارة العلاقة مع بكين مما فعلته حتى الآن. وقد جعلت التداعيات المباشرة لزيارة رئيسة مجلس النواب بيلوسي ذلك أكثر صعوبة، ولكن هذا هو السبب الأكبر للإدارة لبذل الجهد. يجب على الولايات المتحدة على الإطلاق ألا تنغمس في المدافعين عما يسمى ب 'الوضوح الاستراتيجي' من خلال تقديم التزام أمني صريح تجاه تايوان، لأن هذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في العلاقة ويعرض تايوان لخطر أكبر.

في نهاية التحالف المشؤوم، أصدر كينان تحذيرا من مخاطر التنافس بين القوى العظمى في العصر النووي: 'إذا كانت الحكومات اليوم لا تزال غير قادرة على إدراك أن القومية الحديثة والعسكرية الحديثة هما مجتمعتان قوتان مدمرتان ذاتيا، وكذلك. إذا كانوا غير قادرين على النظر بوضوح إلى تلك القوى، وتمييز طبيعتها الحقيقية، ووضعها تحت نوع من السيطرة ؛ وإذا استمروا في ذلك، سواء لأسباب تتعلق بالخوف أو الطموح، في زراعة تلك القوى ومحاولة استخدامها كأداة لأغراض تنافسية تخدم مصالحهم الذاتية - إذا فعلوا هذه الأشياء، فإنهم سيعدون هذه المرة لكارثة لا يمكن التعافي منها ولا عودة'.

السياسة التي تضع الولايات المتحدة والصين على طريق التوترات المتزايدة والصراع المباشر تخاطر بالشروع في مسيرة نحو الحماقة التي ستكون أكثر تدميرا من تلك التي دمرت أوروبا قبل أكثر من قرن من الزمان.

أعد موقع"إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي