نويبع - قالت وزارة البيئة المصرية إنها تسابق الزمن لإنقاذ سمكة ضخمة نادرة عالمياً من نوع الشمس (Mola mola) بساحل البحر الأحمر، تم نهش أحد زعانفها الباطنية عن طريق أحد الكائنات البحرية المفترسة.
وأضافت الوزارة، في بيان، الخميس 4 مايو/أيار 2017، أن إدارة "محميات سيناء (شمال شرق) تلقت بلاغاً، الإثنين الماضي، من القائمين على إحدى القرى السياحية بمدينة نويبع (جنوب سيناء)، يفيد بوجود سمكة كبيرة الحجم على الشاطئ على قيد الحياة ولا تستطيع الحركة بشكل طبيعي، فتم تكليف لجنة فنية طارئة بمتابعتها".
وأوضحت أن "اللجنة تعرفت على نوع السمكة وهو الشمس (Mola mola)، وأخذت القياسات اللازمة كافة، حيث بلغ طول الجسم 2.10م ووزنها التقديري نحو 300 كغم".
وتبين من المعاينة في الموقع "وجود بتر كامل للزعنفة البطانية، وهي إحدى الزعانف الرئيسية المتحكمة في حركة السمكة؛ ما أصابها بحالة عدم اتزان وأصبحت غير قادرة على السباحة بشكل طبيعي، وأدى إلى دفعها للشاطئ؛ بسبب التيارات المائية".
ولفت البيان إلى أن الوزارة نسقت مع القوات البحرية المصرية، عبر توفير سفينة متخصصة وعليها حوض مائي كبير لانتشال السمكة من موقعها الحالي، أمام شاطئ القرية السياحية بنويبع لنقلها إلى أكواريوم الغردقة الذي يبعد أكثر من 9 ساعات عن موقعها الحالي.
وتابع البيان: "المكان الجديد عبارة عن مركز متخصص في علوم البحار، به حوض مائي كبير لإجراء الفحوصات الطبية ومعالجة آثار نهش الزعنفة، وأخذ القياسات اللازمة لتصميم زعنفة صناعة بديلة باستخدام أحدث التقنيات العلمية، وسيتم تركيبها بمسامير خاصة ثم وضع السمكة تحت الملاحظة في أثناء فترة النقاهة؛ للتأكد من تماثلها للشفاء".
وأشارت الوزارة إلى أن "الفريق قام بتوفير الإسعافات الأولية اللازمة كافة، ودراسة الفرص المتاحة لإبقائها على قيد الحياة، كما تم تخصيص مكان داخل المياه الضحلة بساحل خليج العقبة للسمكة، وذلك باستخدام الشباك والمواد الطبيعية لإبقائها على قيد الحياة في بيئة مناسبة".
وتصنف السمكة بأنها "سمكة أعماق وقد وصل أقصى عمق، تم رصدها فيه، إلى حوالي 600 متر تحت سطح الماء، مما يجعل من محاولات إنقاذها عملاً فريدًا من نوعه على مستوى العالم نظرًا لإجراء عملية الإنقاذ بالقرب من السطح وهو ما يعنى اختلاف الضغط عن المعتاد في بيئتها الطبيعية مما يصعب عملية الإنقاذ".
وتعتبر سمكة الشمس من أثقل الأسماك العظمية على مستوى العالم، وتتغذى على قناديل البحر والأخطبوط، وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي، ويندر مشاهدتها في المياه الضحلة نظرًا لكونها من أسماك الأعماق، ومن غير الطبيعي خروجها للشواطئ، وفق البيان.