عمان- مع اقتراب انتهاء مهلة دولية للإعداد لإقامة مناطق لوقف إطلاق النار في سورية، اكدت مصادر رسمية اردنية وجود مفاوضات اميركية روسية جرت في عمان اخيرا، ويتوقع استئنافها قريبا، تستهدف إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، المحادد للمملكة.
وشددت على دعم الأردن لكل الجهود الدولية والاقليمية “التي تضمن حماية حدودنا وتضمن مصالحنا”. وبينت أن “الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الاطراف لتحديد طبيعة المنطقة الامنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف اطلاق النار فيها”.
وكانت انباء صحفية اشارت امس إلى استئناف مسؤولين أميركيين وروس في عمان بعد أيام، محادثات عسكرية ودبلوماسية لإقامة “منطقة آمنة” جنوب سورية.
وقالت المصادر الرسمية لـ”الغد” ان الأردن “ينسق” مع كل الاطراف الدولية والاقليمية للوصول الى مرحلة وقف اطلاق النار في سورية، بما فيها الجنوب السوري، المحادد للمملكة. وأوضحت ان “وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وان يبقى هذا الجنوب هادئا ومستقرا، هو مصلحة أردنية”.
وشددت المصادر على ان الاردن “منفتح على كل الاطراف”، وهو “يقوم بكل الخطوات والإجراءات المناسبة لحماية أمننا وحدودنا ضد أي اخطار يمكن ان تأتي من الجنوب السوري”، وبما يتضمن “دعم إقامة مناطق آمنة”.
وأكدت المصادر وجود المفاوضات الروسية الأميركية في عمان، وان الأردن مطلع عليها، وينسق مع الطرفين كما مع كل الاطراف المعنية، لضمان الوصول الى حماية الحدود الاردنية واستقرارها.
وجددت المصادر التأكيد على ان الاردن يقبل بوجود أية قوات على حدوده، باستثناء قوات من عصابة “داعش” او من الميليشيات الطائفية”، في اشارة الى ميليشيات محسوبة على إيران وتقاتل في سورية.
وحرصت المصادر على التاكيد مجددا على موقف الاردن الداعي لحل سياسي للأزمة السورية بما يضمن “وحدة الاراضي السورية واستقلالها واستقرارها”.
يشار الى ان الرابع من حزيران “يونيو” القادم، هو موعد انتهاء المهلة التي تعهدت فيها روسيا وايران وتركيا، في محادثات استانا الخاصة بالازمة السورية، لتقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين اربع مناطق آمنة ويسري فيها وقف إطلاق النار، في سورية، بينها واحدة في الجنوب السوري.
في الأثناء، لم تعلق مصادر دبلوماسية غربية في عمان على المحادثات الروسية الأميركية في عمان، وقالت لـ”الغد”، إن “هذه المعلومات ليست من النمط الذي يصل إلى المواقع الدبلوماسية أو الإعلامية”، مشيرة إلى أن نتائج اجتماعات “استانا” المتعلقة بموضوع الممرات الآمنة “لم تعلن بعد”.
وكانت اخبار صحفية تحدثت امس عن ان المباحثات الروسية الاميركية تاتي “في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن حماية فصائل “الجيش الحر” في التنف قرب حدود العراق، ودعم “قوات سورية الديمقراطية” لتحرير الرقة من “داعش”، وذلك ضمن تحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاختراق “الهلال الإيراني” في سورية”.
ونقلت تلك الانباء عن مسؤولين غربيين بأن “الغارات الأميركية على “ميليشيا إيرانية” موالية لدمشق قبل أيام، كانت لمنعها من التقدم إلى معسكر التنف، الذي يقيم فيه مقاتلون معارضون ومدربون أميركيون وبريطانيون ونرويجيون، “وهي المرة الأولى التي يدافع فيها الجيش الأميركي عن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة”.
وأشارت إلى أن “المسؤولين الروس الذين كانوا يتفاوضون وقتذاك مع نظرائهم الأميركيين في عمان حول “المنطقة الآمنة” لم ينسحبوا من الاجتماع، رغم القصف الأميركي قرب التنف”.
وبحسب المسؤولين “ستتناول المحادثات المقبلة مساحة “المنطقة الآمنة” والمجلس المحلي والمراقبين والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى اشتراط واشنطن رفض أي وجود لميليشيا إيران في المنطقة الممتدة من القنيطرة في الجولان إلى درعا وريف السويداء، وصولًا إلى التنف، مع احتمال قبول وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن”.