برلين - دُعِي أكثر من 800 مليون إنسان في أكثر من 30 دولة إلى ملازمة منازلهم، أكان ذلك بسبب قرارات الحجر العام أو التوصيات أو حظر التجول، بحسب تعداد أجرته فرانس برس.
ففي ألمانيا، التي سجلت وفق أحدث إحصائية، نحو 20 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، و69 حالة وفاة، اتخذت بعض الولايات إجراءات تقييد واسع أو جزئي لحركة السكان، فيما تبحث السلطات تشديد الإجراءات من أجل تقييد الحياة العامة وإلزام أغلب السكان بالتزام منازلهم. كما أغلقت ألمانيا حدودها مع عدد من الدول المجاورة، وأوقفت استقبال مواطني الدول الأخرى من خارج الاتحاد الأوروبي.
وتستعد إيطاليا، البلد الأكثر تضررا في أوروبا بالفيروسالذي أودى بحياة أربعة آلاف شخص فيها وكانت أول دولة بالقارة العجوز تأمر بوضع السكان في الحجر، لتعزيز إجراءاتها في مواجهة انتشار المرض. وستغلق كل الحدائق والمحميات أمام الجمهور في عطلة نهاية الأسبوع على أن تفرض قيودا أخرى لدفع الإيطاليين إلى البقاء في بيوتهم، بعد أن أعلنت السلطات وفاة 627 شخصا بالفيروس خلال 24 ساعة في البلاد، في ما يشكل ذروة منذ بداية الأزمة. وبدأ الإيطاليون، الذين يلازمون بيوتهم منذ حوالى عشرة أيام التململ، ووجه تأنيب إلى أكثر من 53 ألفا منهم بسبب خروجهم غير المبرر إلى الشوارع.
وفي الولايات المتحدة، قال حاكم ولاية نيويورك الأميركية أندرو كومو "نحن في الحجر الصحي"، مؤكدا أنه "الإجراء الأكثر تشددا الذي يمكن أن نتخذه". ومع فرض الحجر في نيويورك وكاليفورنيا وولايتي نيوجيرسي وإيلينوي، بات على أكثر من 85 مليون شخص ملازمة بيوتهم باستثناء القيام بالتسوق ونزهة قصيرة. وفي لوس انجليس، خلا شارع المشاهير "ووك اوف فيم" الشهير المزدحم عادة بالسياح الذين يلتقطون الصور أمام النجوم التي تحمل أسماء المشاهير، من المارة باستثناء قلة من المشردين.
وانضمت دول أخرى في نهاية الأسبوع إلى لائحة البلدان التي تفرض عزلا. فقد أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد فرض حجر صحي عام في البلاديبدأ الأحد، كما بدأ الأردن اليوم حظرا عاما للتجول في كل أنجاء البلاد. وعلقت السعودية رحلات الطيران الداخلي وجميع وسائل النقل العام والأجرة.
وعززت بريطانيا بشكل كبير الجمعة ردها على الوباء وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية. سويسرا من جهتها عززت إجراءاتها ومنعت كل تجمع لأكثر من خمسة أشخاص، لكنها استبعدت فرض عزل معتبرة أنها "سياسة استعراضية".
وأحصيت في إسبانيا الجمعة وفاة أكثر من ألف شخص بوباء كورونا المستجد، فيما ناهز عدد الإصابات عشرين ألفا، وتستعد البلاد، التي باتت البلد الرابع الأكثر تضررا بالوباء بعد الصين وإيطاليا وايران، لما هو أسواء. وتشهد إسبانيا منذ السبت الماضي إغلاقا تاما في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس. ولا يسمح للناس بالخروج إلا للذهاب إلى العمل وشراء الطعام والأدوية والاعتناء بالأشخاص المتقدمين في السن.
فرنسا، التي سجلت الجمعة 78 وفاة جديدة في الساعات الـ 24 الأخيرة ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في البلاد إلى 450، كانت قد اتخذت الثلاثاء الماضي تدابير حجر لم يلتزمها جزء من السكان خصوصا في المرحلة الأولى من تطبيقها.
أما بوينوس آيرس العاصمة الأرجنتينية المعروفة بحيويتها بوجود حانات ومسارح ومكتبات، فقد تحولت إلى مدينة أشباح بعدما قررت الحكومة فرض العزل على السكان حتى نهاية آذار/مارس.
لكن يصعب تطبيق الإجراءات الوقائية في أماكن بالغة الحساسية مثل الأحياء العشوائية في آسيا أو السجون المكتظة والمتهالكة في جميع أنحاء العالم.
ولا يملك ثلاثة مليارات نسمة الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه الجارية والصابون حسب خبراء الأمم المتحدة الذين يخشون موت "ملايين".
وفي سان سلفادور يسود خوف من أن يفوق الوضع قدرات السلطات إلى درجة أنها "استبقت" الأمر حسب رئيس البلدية، وقامت بحفر 118 قبرا جاهزا للاستخدام.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ)