Off Canvas sidebar is empty

كورونا بين الاشاعات وفكرة المؤامره

مواقع التواصل الاجتماعي أضحت ميداناً لنشر نظريات المؤامرة حول كورونا
برلين - لا تتوقف المواقع الاجتماعية عن نشر نظريات المؤامرة حول كورونا، معتمدة على مواقع غير موثوقة، وحتى على تصريحات مسؤولين في إطار حروب إعلامية

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، والكثير من الإشاعات تتناسل حوله، خاصة منها نظريات المؤامرة، والتي تتمحور جلها عن أن الفيروس ليس طبيعياً أبداً، وأن هناك تدخلاً بشرياً لتسريعه أو حتى لتصنيعه. نتعرف على بعض أشهر نظريات المؤامرة حول كورونا:

ليس هناك فيروس، بل تداعيات إطلاق الجيل الخامس من الانترنت:

انتشرت هذه الفكرة بقوة مؤخراً، ومفادها أن الوفيات في مدينة ووهان الصينة جاءت نتيجة إطلاق الـG5. وهناك من قال إن انتشار الوفيات في الدول الغربية يعود تحديداً للسبب ذاته. وتقول الإشاعة إن هذا الجيل يطلق أمواجاً كهرومغناطيسية، تتسبب في أعراض تشبه أعراض الانفلونزا. الإشاعة حسب موقع exberliner بدأت من موقع يحمل اسم connectiv events نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها لم تنتشر إلّا مؤخراً.

وطبعا لا تتوفر الإشاعة على أيّ أساس علمي بدليل أن الجيل الخامس انطلق في عدة بلدان منذ مدة ولم تنتج عنه أيّ مشاكل صحية بالشكل الذي يصل إلى الوفاة. ونقل موقع CORRECTIV عن متحدث باسم المكتب الفيدرالي للحماية من الإشعاع قوله إن حتى "لو سلمنا بوجود إشعاع كهرومغناطيسي من الانترنت الخامس، فإنه لا يسبب تداعيات صحية تشبه أعراض الانفلونزا". كما يخلص الموقع إلى أن فيروس كورونا معدي، بينما لا تصل التأثيرات الإشعاعية إلى أن يعدي إنسان مصاب بها إنسان آخر.

الفيروس صنع في مختبرات بأفغانستان:

خرج مستخدم  من أحد البلدان العربية في فيسبوك قبل أيام بفيديو وصل إلى حوالي 4 مليون مشاهدة قبل أن يقوم بحذفه، يقول فيه إن الفيروس صُنع في أفغانستان على شكل غاز السارين، وإن عددا من الجنود أصيبوا به، ولكي يخفوا إصابتهم، سافروا إلى مدينة ووهان الصينية حيث نشروا عدوى السارين. مصدر كلام المستخدم حسب قوله هو معهد سكريبس للأبحاث، لكن بالعودة إلى موقع المعهد، لا توجد أي دراسة أو تقرير يحمل هذا الكلام!
الملابس الوقائية أحد الإجراءات اللازمة في مواجهة فيروس كورونا

اللقاح موجود، لكن لا يريدون الإعلان عنه:

ليست هذه النظرية جديدة، إذ ترددت مع الكثير من الأوبئة القديمة، ومفادها أن الإعلان عن اللقاح لن يتم إلّا بعد مدة والهدف تحقيق أكبر قدر من الأرباح. من الطرق التي انتشرت بها الإشاعة، هناك تدوينة بالإنجليزية على فيسبوك انتشرت بشكل مهول، تقول إن اللقاح موجود، لكن يتم التستر عليه. وقد قام معهد بوينتر بتقصي الموضوع ولم يجد أيّ مصدر موثوق يؤكد وجود لقاح مسبق للفيروس تتستر عليه الحكومات.

الفيروس هو سلاح بيولوجي في حرب الصين وأمريكا:

نشرت بعض وسائل الإعلام الغربية كقناة فوكس نيوز وديلي ميلي تصريحات متضاربة عن وجود مختبرات في الصين، بشكل تم تفسيره عن أن الصين مسؤولة عن تطوير الفيروس، في المقابل حفلت بعض المواقع الصينية باتهامات من مسؤولين صينيين للولايات المتحدة بالأمر ذاته، في إطار حرب إعلامية مستمرة بين البلدين.

وكذب موقع rollingstone هذه الإشاعة بتصريح من أستاذ لعلم الأحياء، أدلى به للواشنطن بوست،  جاء فيه أنه لا يوجد أي شيء في تحليل جينوم الفيروس يبين أن الفعل تمت هندسته، مؤكدا أن العلم يدحض فكرة أن الفيروس عبارة عن فيروس بيولوجي، لكن مع ذلك، يؤكد موقع rollingstone أن حتى بعض السياسيين الأمريكيين يعتقدون بالفكرة إياها!

خدعة لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:

نقلت صحيفة ذي صن أن بعض مستخدمي المواقع الاجتماعية في بريطانيا يروجون لهذه الفكرة، خاصة منهم الذين صوتوا لهذا الخروج، ومن التبريرات ما قالت إن عدد أرقام الإصابات خارج بريطانيا يخدم غرض منع خروج بلادهم من الاتحاد القاري. طبعا مجرّد استخدام القليل من المنطق ينفي مثل هذه النظريات، فالإصابات في بريطانيا، لحد الآن، لا تصل إلى دول أخرى تضررت من الفيروس، لا تزال توجد في الاتحاد الأوروبي.

مؤامرة ضد الشعوب:

نظرية ليست جديدة، وهناك حتى من قال إن ارتفاع الإصابات في أوروبا يعود لرغبة هذه الدول بالتخلص من كبار السن فيها لأجل خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية، علما أن هذا اتهام خطير تكذبه أرقام المسنين الذين يتم علاجهم من الفيروس في أوروبا.

 بل من الباحثين من يقتنعون بهذا الأمر، ومنهم عضو في المركز العربي للدراسات، قال في برنامج الاتجاه المعاكس على الجزيرة إن الفيروس مؤامرة يقودها حكام كترامب الراغب في الاستفادة اقتصاديا من الفيروس. لكن الباحث قال كلامه منتصف مارس، في وقت لم تكن فيه الإصابات كثيرة في الولايات المتحدة، واليوم صار هذا البلد الأول في العالم من رقم الإصابات، بشكل أثر كثيرا على اقتصاد أمريكا!
دويتشه فيليه