"مصر مستعدة لغزو الغرب"، عنوان مقال نتاليا ماكاروفا وأناستاسيا كوليكوفا، في "فزغلياد"، حول الأسباب التي تدفع مصر إلى دخول المعركة في ليبيا والمخاطر التي تجعلها تتردد.
وجاء في المقال: منح البرلمانيون المصريون، الثلاثاء، الرئيس عبد الفتاح السيسي تفويضا بإرسال قوات إلى ليبيا.
وفي الصدد، قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية المبتكرة، كيريل سيميونوف، لـ"فزغلياد"، إن القاهرة جادة بما فيه الكفاية. ويشعر المصريون بدعم الإمارات، ولكن الكثير يعتمد هنا على ما إذا كان الحلفاء سيقدمون الأموال للحملة العسكرية. فليس لدى مصر ما يكفي من الموارد المالية.
أما المحلل السياسي غيفورغ ميرزايان فيرى أن أنقرة والقاهرة تنظران إلى بعضهما البعض منذ فترة طويلة بعين المنافسة الإقليمية. وقال لـ"فزغلياد": "وفي هذا السياق، سيكون من المفيد للمصريين ضرب أتباع تركيا في ليبيا من أجل إظهار أن مصر تستعيد مكانتها كأقوى دولة عربية في الشرق الأوسط. أي الدور الذي خسرته مصر بعد الربيع العربي".
ويضيف أن مصر لا تمضي إلى العملية في ليبيا لطموحات مبيّتة (كما يفعل أردوغان)، إنما لأسباب أمنية. فإذا خضع الجزء الشرقي من ليبيا لسيطرة حكومة الوفاق ونفوذ تركيا، فستقوم على طول الحدود الغربية مع مصر معسكرات الإخوان المسلمين، أعداء نظام السيسي العلماني.
ومن خلال استعراضها القوة في ليبيا، يمكن لمصر أن تقتل عصفورين بحجر واحد: إثبات قوتها في المواجهة مع تركيا، وإرهاب إثيوبيا. إلا أن من المستبعد أن تتكلل خطوة مصر في ليبيا بالنجاح الكامل. فأن يسيطر الجيش المصري على شرق ليبيا، لا يعني أن يتمكن السيسي من السيطرة على البلد بأكمله.
وفي رأي كيريل سيمينوف أن الحملة الليبية بالنسبة لمصر تحمل مخاطر كبيرة. فقال: "ربما أراد خصوم القاهرة إقحامها في حرب لتقويض النظام الحاكم في مصر. كما أن مشاركة مصر يمكن أن تثير جولة جديدة من التصعيد وتتسبب في عواقب لا رجعة فيها على ليبيا. في هذه الحالة، هناك احتمال كبير جدا لحدوث صدام مباشر بين مصر وتركيا، وهذه بالطبع نتيجة لا يتمناها أي طرف. لذلك، سيفعل دبلوماسيو الدول ذات النفوذ في المنطقة كل شيء لمنع حدوث ذلك".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب