Off Canvas sidebar is empty

محلل سياسي عن أفضل وأسوأ سيناريو لروسيا في سوريا

موسكو- عرضت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" لرأي المحلل السياسي البروفيسور فيودور لوقيانوف بشأن الأوضاع السورية، التي يشير فيه إلى أن الخيار الأمثل قد تم تجاوزه.
تتفاقم الأوضاع السورية ساعة بعد أخرى. فقد أكدت وزارة الدفاع الروسية إرسال منظومة الدفاع الجوي "إس–300" إلى مسرح العمليات الحربية في سوريا، ما جعل واشنطن على لسان وزير خارجيتها جون كيري تهاجم موسكو وتعلن أن موسكو ودمشق "تخلتا عن الدبلوماسية". وقد توجهت "موسكوفسكي كومسوموليتس" بسؤال إلى رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع البروفيسور فيودور لوقيانوف، عن أفضل وأسوا سيناريو بالنسبة إلى روسيا في سوريا؟ وهل لا تزال أمام روسيا فرص للنصر؟ وكيف سيكون هذا الخيار؟

وأجاب لوقيانوف بأن الخيار الأمثل قد تم تجاوزه. وكان هو ممكنا لو حقق الطرفان نجاحا في محاولات التوصل إلى التسوية السلمية التي اتخذت مرتين، الأولى في شهر فبراير/شباط من السنة الحالية والثانية قبل فترة قريبة، والتي تضمنت إنشاء آلية أمريكية–روسية مشتركة: أولا - للسيطرة على كثافة العمليات الحربية، وثانيا – لعملية التسوية السياسية.

أما الخيار المثالي الثاني – فهو إحراز القوات السورية انتصارا عسكريا سريعا، لأن الانتصار غير الكامل مستحيل. والحديث يدور عن المرحلة الأولى من عملية استعادة حلب ووقف المذبحة هناك. في هذه الحال، سيظهر شكل جديد لتوازن القوى أكثر استقرارا، وبالتالي فرصة جديدة للتسوية السلمية. أما مدى إمكانية هذا، فالسؤال مفتوح. ولكن هناك شعورا بتكثيف العمليات الحربية بصورة حادة، من دون أن تؤدي إلى النتائج المنشودة. أي ستُبذل جهود كبيرة ويسقط عدد كبير من الضحايا ويبقى كل شيء على حاله. وكلما استمرت هذه العمليات ساءت الأوضاع أكثر. لذلك من الأفضل لروسيا عدم البقاء هناك لفترة طويلة استنادا إلى نجاحات وفشل القوات الحكومية، وخاصة أنه لم تعد هناك شكوك بشأن تقديم الولايات المتحدة في هذه الأوضاع دعم كاملا لمعارضي بشار الأسد بما في ذلك الأسلحة.

أما الخيار الأسوأ بالنسبة إلى روسيا، هو وقوع صدام روسي–أمريكي غير مقصود وغير مخطط له. إذ تنشط في المنطقة قوتان جويتان، ولكن من دون تنسيق نشاطهما. فمثلا وقع مثل هذا الصدام قبل سنة. صحيح أن تركيا ليست الولايات المتحدة، ومع ذلك كانت هناك مغامرة في تصعيد المواجهة. أما حاليا، فالمغامرة أكبر وحجم عواقبها أضخم بكثير. لذلك أعتقد أن الجانبين سيسعيان لتجنب الصدام، وبذل كل ما في وسعهما لتجنب وقوعه. وفي هذه الحالة ستتطور الأحداث بروح "الحرب الباردة". وتصبح الحرب حربا بالوكالة، حيث تحارب قوى وراء كل منها قوة عظيمة.