- بروكسل - مع استمرار الحرب وصمود أوكرانيا يتراجع مخزون روسيا من الذخيرة ما ينعكس على وتيرة عملياتها وعدم قدرتها على تحقيق تقدم ميداني، حسب تقرير لمعهد دراسات أمريكي. في المقابل يرى باحث أمريكي أنّ الحرب لن تتوقف إلا بهزيمة روسيا.
تراجع مخزون روسيا من الذخيرة وخاصة قذائف المدفعية ينعكس على وتيرة عملياتها وعدم قدرتها على تحقيق تقدم ميداني.
في أحدث تقييم للغزو الروسي لأوكرانيا يرى المحلل الأمريكي داليبور روهاك، أن هناك نهاية واحدة محتملة فقط للحرب وهي هزيمة روسيا وانسحابها وقبول نظامها بأوكرانيا كدولة ذاتية الحكم ذات سيادة.
ويقول روهاك في تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه "رغم أننا أقرب لتلك النتيجة من أي مرحلة منذ اندلاع الحرب، لا تفعل إدارة الرئيس جو بايدن ولا حلفاؤنا الأوروبيون ما يكفي لنتجاوز نحن- والأوكرانيون - خط النهاية.
وأشار روهاك، وهو أحد كبار الزملاء بمعهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، إنه يبدو أن الهجوم الرئيسي لروسيا في منطقة دونيتسك، بهدف الاستيلاء على مدينة باخموت، قد توقف بسبب الخسائر الجسيمة التي تكبدها الجيش الروسي ومرتزقة مجموعة فاغنر.
ومن غير المحتمل أن ينجح الروس في شن هجمات جديدة في مكان آخر في ميدان القتال، على سبيل المثال في لوهانسك أو زابوريجيا.
ويضيف روهاك بأن لا أحد يمنح الأوكرانيين شيكا على بياض. وتزويدهم ببطاريات باتريوت أكثر من التي يتم تسليمها حاليا، وتزويدهم بالذخيرة المطلوبة لجعل سمائهم آمنة من الإرهاب الروسي، ليس طلبا كبيرا.
كما أنه لن يكون بمثابة تضحية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة أن تزود القوات الأوكرانية بدبابات إبرامز إم 1 ، التي يحاول سلاح مشاة البحرية التخلص منها، أو أن تدعم القوات الجوية للحلفاء في أوروبا الشرقية الراغبين في إرسال أساطيلهم من طائرات ميغ القديمة من الحقبة السوفيتية، إلى أوكرانيا.
ويختتم روهاك تقريره بالقول إن الحرب الروسية ضد أوكرانيا مروعة ولا يريد أحد استمرارها لعام آخر، ولكن لا يمكن تحقيق السلام إلا إذا خسرت روسيا الحرب.
ويشدد على أن أي شيء أقل من تلك النتيجة، وبصفة خاصةمحاولات غربية للدخول في مساومة مع بوتين، من شأنه أن يضمن أن الحرب سوف تستمر، ليس فقط طوال عام 2023، ولكن لسنوات قادمة أيضا.
في غضون ذلك قال معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة، في تقييم عن العدوان الروسي ضد أوكرانيا، إن القوات الروسية تستنفد مخزوناتها من ذخيرة المدفعية، مما سيجعل من الصعب عليها الحفاظ على الوتيرة العالية للعمليات في باخموت وأماكن أخرى في أوكرانيا.
ولفت المحللون الأمريكيون النظر إلى تصريحات رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف أمس السبت (31 كانون الأول/ ديسمبر 2022)، بشأن معاناة القوات الروسية في أوكرانيا جراء مشكلات كبيرة تتعلق بذخيرة المدفعية والتي ستتضح بصورة أكبر بحلول آذار/ مارس 2023، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وقال بودانوف إن القوات الروسية كانت تستخدم سابقا 60 ألف قذيفة مدفعية يوميا وتستخدم الآن 19 إلى 20 ألف قذيفة فقط.
وذكر بودانوف أيضا أن القوات الروسية استنفدت أيضا كل ذخيرة المدفعية المتبقية في المستودعات العسكرية البيلاروسية لدعم عملياتها في أوكرانيا.
وأشار معهد دراسات الحرب أيضا إلى إعلان وزارة الدفاع البريطانية في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي بشأن افتقار القوات الروسية حاليا إلى مخزون ذخائر المدفعية الضروري لدعم العمليات الهجومية واسعة النطاق وأن استمرار العمليات الدفاعية على طول خط المواجهة الطويل في أوكرانيا يتطلب من الجيش الروسي إطلاق قدر كبير من القذائف والصواريخ يوميا.
وبحسب تقييم المحللين في معهد دراسات الحرب، فإنه من المرجح أن تمنع القيود المفروضة على الذخائر القوات الروسية جزئيا من الحفاظ على الوتيرة العالية للعمليات في منطقة باخموت على المدى القريب.
وخلص المعهد إلى أن "استنفاد مخزونات ذخيرة المدفعية العسكرية الروسية سيؤثر على الأرجح على قدرتها على تنفيذ الوتيرة العالية للعمليات في أماكن أخرى في أوكرانيا أيضا."
كما خلص المعهد إلى أن "التقرير الأوكراني بشان استنفاد الروس مخزونات الذخيرة في بيلاروسيا بالفعل هو مؤشر آخر على أنه من غير المرجح تجدد العدوان الروسي واسع النطاق من جهة بيلاروسيا في الأشهر المقبلة".