عمان - شوو في نيوز - بمناسبة يوم المرأة العالمي يقيم مركز رؤى32 للفنون اعتباراً من الثامن آذار الحالي معرضاً جماعياً لتصاميم أربع فنانات أردنيات ، يفتتح المعرض تحت رعاية معالي السيدة هيفاء نجار، ويضم أعمال أربع فنانات أردنيات هن: سعاد عيساوي ونوال عبد الله وتغريد خصاونة ومصممة المجوهرات لمى حوراني. ويستمر المعرض المذكور حتى 31 آذار الحالي.
سعاد عيساوي: قصة الرقم 3
المعرض الذي يحمل عنوان " ربيع أفروديت " يقدم منتجاً تصميمياً جديداً على شكل شالات نسائية بتوقيع سعاد عيساوي. وهو يعكس شغفها بالأزياء و الاكسسوارات ذات اللمسة الفنية، حيث تعرض منتجها الذي يعتمد في هذا المعرض على "رموز الحظ عند الشعوب"، والمنتج على شكل وشاح أو شال نسائي يتضمن تصاميم مبتكرة ومتنوعة، ، كما تعتمد هذه التصاميم على الجمع ما بين تقنية التطريز اليدوي وإضافة الاكسسورات المتنوعة، بما فيها الخرز والخيطان والشراشيب.
وحسب سعاد عيساوي، فإن كل قطعة من الشالات التي تصمِّمها فريدة بذاتها و منفَّذة يدوياً على أقمشة عالية الجودة، مثل القماش النجفي اليدوي والنجفي الناعم والقطن والتول والمخمل والشيفون والجورجيت. وهي كذلك تعتمد في تصميماتها على الالوان الجديدة القوية والالوان الترابية المنسجمة مع بعضها أو على اللون الواحد ..كما تعتمد هذه التصاميم على الجمع ما بين تقنية التطريز(الفلسطيني، والأردني، والسوري) حيث نرى القطبة المتعاكسة والقطبة الممتدة وقطبة الجذر. كما تستلهم عيساوي في منتجاتها روح الطبيعة ومفرداتها من زهور ومنها الورد الجوري والياسمين والزهور البرية المختلفة التي يغتني بها ربيع بلادنا وحتى نباتات الصبار وغيرها. وقد أدخلت على تصميماتها بعض رموز الحظ عند الشعوب ودلالاتها ومنها :
دلالات الرمان عند الشعوب
الرمّان هو في الغالب رمز للحب والخصوبة ومصدر للعلاج والشباب الدائم والجمال. فقد حظي الرمان بتقدير كبير من جميع الأديان السماوية بل والديانات الأخرى صاحبة الانتشار الكبير في الأرض والتي جميعا ومن دون استثناء تنظر إلى هذه الفاكهة بتقديس واحترام كبيرين.
ففي القرآن الكريم ذُكر الرمان على أنه إحدى النعم ومن الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته. وفي الفنون المسيحية يعتبر رمزاً للبعث والحياة الأبدية. وعند اليهودية يرمز إلى الحرمة والقداسة والخصوبة. أما في الحضارة اليونانية القديمة فكان يمثل الحياة والتكاثر والزواج، ودخلت حكاياته وفوائده الخارقة في كثير من الأساطير اليونانية. وكان المصريون القدماء يعتبرونه من الفاكهة المقدسة، ووُجد في الرسوم الموجودة على معابدهم. والفُرس كانوا يعتبرون أن بذور الرمان إذا أكلها المقاتل جعلته لا يُهزَم في الحرب. والبابليون اعتبروا أن بذور الرمان هي العنصر المحفز للبعث والنشور. وعند الصينيين القدماء فإنه يرمز للحياة الأبدية، ويستخدمه الصينيون بشكل كبير في فنون الخزف، حيث يرمز إلى الخصوبة والوفرة والذرية الصالحة والمستقبل السعيد. ويرى عدد من مواطني طاغست- الجزائر في هذه الثمرة الخير الكثير، حيث تُرمى حبيبات الرمان في الحرث تبركاً وتفاؤلاً بسنابل مليئة كثمرة الرمان.
دلالات الرموز عند الشعوب:
زهرة اللوتس: وهي زهرة الفرح، تعمل على إيقاظ الوعي الروحي وترمز إلى الوعي الذاتي. اللوتس هو شعار الانتعاش والنقاء. وترمز زهرة اللوتس في الحضارة المصرية القديمة إلى الولادة لأنَّ إله مصر العليا ولد منها، كما ترمز الى النقاء والخلود. وفي حضارات أخرى إلى الجمال. كما تُعَد في الحضارة الصينية و اليابانية رمزاً للحقيقة والكمال والخلود وكذلك للحب.
اليد: رمز للقوة الروحية والهيمنة والحماية. وتستخدم كتعويذة لدرء الحسد والسحر.
العين: من أقدم الرموز المستخدمة في تاريخ البشرية حيث ترمز الى الرعاية والخلود وقد ظهر ذلك عند المصريين القدامى حيث استُخدمت للحماية من الحسد ومن الأرواح الشريرة .ويعتبرها كثيرون أنها عين الله التي تحرس الانسانية.
المفتاح: يدل المفتاح على الرزق والعون وفتح أبواب العلم، كما يرمز الى حب الاكتشاف والمعرفة وكشف الأسرار والغموض. ويدل أيضاً على الخير وتيسير الأمور وفتح ما هو مغلَق. ويرمز في الموروث الشعبي الشرقي إلى الحمل بالنسبة للمرأة.
السهم: يرمز إلى الشجاعة في الحرب والقوة والسرعة وأشعة الشمس والمعرفة واصابة الهدف وتحقيق الأمنيات. وتبجله بعض الحضارات على أنه رمز للسلطة.
الريشة: ترمز الريشة - في بعض الثقافات - إلى الصدق والحقيقة والعدالة، وعند العرب إلى القيادة والشجاعة.
عشبة أربع ورقات: يقال لونها أخضر كالزمرد القوي، وكل ورقة ترمز الى ميزة مختلفة: الشهرة و الثروة و الحب و الصحة و الحظ . إذا كنت ترتدين قلادة تكونين محظوظة ولا يمكن أن يؤذيك الشر والحسد.
سنابل القمح: هي رمز الخير والوفرة والكثرة والثبات والطمأنينة. ففي الموروث الشعبي في بلاد الشام كانت العروس تلصق على باب بيتها الزوجيّ في بداية قدومها إليه عجينة من طحين القمح وعليها ورقة عنب.
السمكة: دلت السمكة على المال والخير وعلى الوفرة والعطاء والرزق. وهي أيضا رمز للإيمان في المسيحية. وفي عصور الاضطهاد كان عندما يتقابل شخصان، يرسم له رأس سمكة مع نصف جسمها، فيبادله الآخر برسم نصفها الثاني مع ذيلها، فيتعارف الاثنان على أنهما مسيحيان .أما في العهد الجديد فقد اتخذ المسيحيون من السمك رمزاً لهم في كثير من فنونهم وصناعاتهم؛ فقد كان الفنانون القدماء ينقشونه علي حوامل الأيقونات القديمة حيث كانت تُرسم الحمامة رمزاً للروح القدس الذي حل علي المسيح في نهر الأردن. والسمك يرمز دائماً إلى السيد المسيح وإلى المؤمنين وإلى الإيمان. و كلمة سمك في اليونانية مشتقة من الحروف اليونانية الأولى ل "يسوع المسيح بن الله المخلص". كما أن السمك رزق من الله لأن الله يهبه لنا من البحر يصطاده الصيادون دون مقابل. وهو في تراث كل الشعوب للحظ والكثرة والوفرة والخير والفأل الحسن .
. تضيف السيدة عيساوي أن منتجها الجديد وفَّر فرص عمل دائمة لعشرات النساء و ربات البيوت في المناطق الشعبية.
يذكر هنا أن سعاد عيساوي خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، تخصص عمارة داخلية، وقد أسست جاليري رؤى للفنون منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، حيث لاتزال تديره حتى اليوم.
و تفسر سعاد عيساوي اعتماد العدد 3 رمزاً لتصاميمها بقولها " إنه عدد يقترب من القداسة لدى مختلف الشعوب السامية، وهو أيضاً محمَّل بالرموز و المعاني لدى معتنقي الأديان السماوية الثلاث ، إضافة إلى مكانته الخاصة في الديانة البوذية. و تضيف:
"ان العدد 3 محبب لدى، فهو يرمز إلى الخير و الفأل الحسن، إن 3 ليس مجرد علامة تجارية لتصاميمي، انه رمز للإبداع والتوازن و الشغف و الجمال." وأتفائل أيضاً به لأنه عدد بناتي الثلاث "لمى وريم وفرح".
نوال عبد الله و ورشة "نارا 1" للإبداع
وعن مساهمتها في معرض " ربيع أفروديت" تقول الفنانة التشكيلية نوال عبد الله " أُحب أن أمنح حياة جديدة لقطع الأثاث القديمة، والتي جمعتها منذ زمن طويل. إني أُعيد تشكيل كل قطعة أعمل عليها حتى تتخذ لها هوية و استعمالات جديدة. كما أُحب ان أُضفي على هذه القطع نوعاً من الطرافة وأن أجعلها مبعثاً للبهجة والسرور. إن العملية التي أتخذها في إعادة تشكيل قطع الأثاث القديمة تعتمد على التجربة واللعب و الضوء، وفي النهاية أتوخى أن تكون القطع التي أخرج بها مصدر سعادة لمقتنيها.
إن المجموعة المعروضة باسم نارا (1) تدور حول إضفاء المزيد من اللون و المرح، بأمل أن أرسم ابتسامة على وجوه و قلوب الناس في هذه الأزمان الصعبة التي نعيشها اليوم.
و تصف نوال عبد الله أن نارا (1) (Nara1) ورشة إبداع فني، تعمد إلى تنفيذ مختلف الأفكار الفنية، مثل تجميع المقتنيات وإعادة تشكيل قطع الأثاث القديمة وإحياء قطع "الأنتيك" بأشكال طريفة و أنيقة في الوقت ذاته وخلق أشياء مفيدة من المفردات الشرقية أو منتجات الشرق الأقصى. إن مختلف هذه المنتجات المعاد تشكيلها معدة لاستخدامها كهدايا. كما أطلقت نوال عبد الله خطاً للحروفية العربية الاسلامية المنفذة على الحجارة، وهي تعمل على تنفيذ أثاث للحدائق من مادة الحجر.
ويذكر هنا أن الفنانة نوال عبد الله المولودة في عمان العام 1951، حاصلة من أكاديمية فلورنس للفنون الجميلة في إيطاليا العام 1979 على بكالوريوس فنون جميلة. ومنذ العام 1975، عرضت لوحاتها الفنية في معارض شخصية وجماعية في عمان، كما أنها شاركت في معارض جماعية عربية ودولية عديدة منها المملكة المتحدة وكندا وغيرهما.
" أنا فسيفساء"- تغريد الخصاونة
تُعرِّف تغريد الخصاونة نفسها و أعمالها في معرض " ربيع أفروديت " بقولها: " أنا فنانة أردنية تخصصت، وعلى امتداد سبع سنوات سابقة، في إنتاج قطع الفسيفساء المنفذة يدوياً، والتي أشتغل على كل قطعة منها بكثير من الشغف و المشاعر القوية. إن الجودة هي أولويتي، لذلك فإني أستخدم في أعمالي المواد الأفضل، كما أحرص على أن تكون تصاميمي مبتكرة ومراعية لأحدث اتجاهات الموضة. و هذا هو حال الأشكال و الألوان في أعمالي.
ولما كانت لوحات وجداريات الفسيفساء الفنية القديمة جزءاً من تراث بلادنا، فقد شكلت المحفز الرئيسي لي لاختيار هذا الخط من الأعمال الفنية. وعليه فقد عقدت العزم على أن أُشرك معي كل الأشخاص الموهوبين والذين يشاركونني هذا الشغف، من أجل التوسع في أعمالي و تطوير مفاهيمي الخاصة في هذا النوع من المنتجات الفنية.
لمى حوراني " مجوهرات " مجموعة حب واحد :
تقول لمى حوراني عن مجموعتها الجديدة: الحروف جزء من هويتنا البشرية، وكل مانعيشه من تجارب، وأعتقد أن شعوري بالغربة بسبب إقامتي في مدينة شنغهاي الصينية وسفري الدائم مابين برشلونة وباريس، انعكس على شخصيتي التي تشعر بالاشتياق للمنطقة العربية، خاصة وأن زياراتي للعاصمة الأردنية عمان تكون في فترات متباعدة بعض الشيء، لذا فكرت أن أختار بعض الحروف العربية من خلال رؤيتي لكلمات راسخة في ذاكرتي مثل " إلهام، شوق، نور، عزيمة، بالقلب، نور، هو، هي، حب، حق، شجاعة"، وغيرها من الكلمات التي تعبر عن مشاعرنا.
وتتابع لمى "واعتمدت على الحروفية العربية التي منحتها روحاً جديدة من خلال رؤيتي الخاصة للكلمات المستخدمة في المجموعة".
معظم تصاميم لمى حوراني الجديدة استوحتها من ارتحالها في كثير من بلدان العالم، وآخرها نيبال والأرجنتين وبيرو ونيجيريا واليابان، حيث تحيل المعاني العميقة لحياة الشعوب، ورموزها الثقافية إلى قيم جمالية وتعاويذ للسعادة والأمل. يُذكر أن تصاميم لمى حوراني تنفذ يدوياً بالكامل، من خلال ورشتها في شنغهاي، وكذلك من خلال ورشتها الخاصة في عمان بالأردن. لمى حوراني، التي تتوزع إقامتها حالياً بين عمان وبرشلونة وشنغهاي، عرضت تصاميمها في عشرات الصالات والمتاحف حول العالم، بما فيها بعض العواصم العربية، إضافة إلى لي بون، مارشيه - باريس، المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، نيويورك، متحف سنسناتي للفن الحديث، متحف أتاوا للحضارة / كندا، وكذلك مشاركتها للمرة الثالثة في أسبوع الموضة في باريس وأسبوع الموضة الدولي لمدينة شيكاغو، آرت بازل، قسم التصميم في ميامي، متحف الفن المعاصر في بالم بيتش، متحف هاناو - ألمانيا. ونتيجة للنجاحات التي حققتها المصممة الأردنية، اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي قائدة عالمية لعام 2012، تكريماً لها على جهودها في خدمة المجتمع، كما فازت، في العام نفسه، بجائزة أفضل تصميم إبداعي لفئة المصممين العرب الشباب بالبحرين.