Off Canvas sidebar is empty

«الطفل الرئيس».. فيلم رسوم متحركة يعاين العلاقات الأسرية

هوليوود - فيلم «الطفل الرئيس» (2017) فيلم رسوم متحركة يجمع بين الأفلام الكوميدية وأفلام الأسرة، وهو من إخراج المخرج توم مكجراث. وكتب سيناريو الفيلم الكاتب السينمائي مايكل مكولرز استنادا إلى كتاب الأطفال المصور بنفس العنوان مع بعض التطوير من تأليف وتصوير الكاتبة مارلا فريزي صدر في العام 2010.

ويستند فيلم «الطفل الرئيس» إلى أحداث خيالية تقع في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وتروي أحداث قصة الفيلم وجهة نظر وتخيل الطفل تيم ابن السابعة من العمر (صوت الممثل مايلز كريستوفر باكشي في طفولة تيم وصوت الممثل توبي ماكجواير في سن البلوغ). ويتمتع تيم بحب ورعاية والديه، الأب تيد (صوت الممثل جيمي كيميل)، والأم جانيس (صوت الممثلة ليزا كودرو). وينضم إلى الأسرة الطفل الرئيس (صوت الممثل أليك بالدوين) وهو طفل مبكر النشوء وصعب المزاج من مواليد شركة الأطفال الصغار الآليين، ويصل مع والدي تيم في سيارة أجرة وهو يرتدي بدلة رسمية ويحمل محفظة لنقل الأوراق والوثائق ويكتب المذكرات. ويبدأ الطفل الرئيس منذ لحظة وصوله إلى منزل الأسرة بالتحكم في إدارة المنزل ومن فيه، مما يثير استياء الابن تيم.

وتنشأ بين تيم والطفل الرئيس منافسة شديدة متواصلة إلى أن يكتشف تيم بعد مراقبة حثيثة أن الطفل الرئيس عميل سري مكلف بمهمة سرية، وأنه الوحيد القادر على مقاومة مؤامرة خسيسة تتعلق بمعركة ملحمية بين الكلاب الصغيرة والأطفال الصغار. وبعد ذلك تنشأ بين الاثنين صداقة ويتحالفان، ويمر الاثنان بسلسلة من المغامرات والمطاردات المثيرة والمواجهات مع العناصر الشريرة. وتشتمل المواجهات على اختطاف العناصر الشريرة لوالدي تيم خلال زيارتهما لمدينة لاس فيجاس وتهديدهما بالقتل لإرغام تيم على الاستجابة لمطالبهم. وينجح تيم والطفل الصغير في نهاية المطاف على إرغام العناصر الشريرة على إطلاق سراح الوالدين.

وبعد ذلك يتحوّل الطفل الرئيس من طفل آلي إلى طفل عادي ويعود لعمله كبطل ويحصل على ترقية، فيما يعود تيم إلى أسرته كطفلها الوحيد، ويشعر الاثنان بلوعة الفراق. ويكتب تيم رسالة لصديقه الطفل الرئيس ويرسل له بعض لعبه، مما يشعره بالسعادة. وبعد فترة من الزمن يعود الطفل الرئيس إلى الأسرة كطفل عادي غير آلي باسم ثيودور ليندسي تمبيلتون، مما يسعد تيم، ويواصل الاثنان مغامراتهما كطفلين. ثم تنتقل أحداث الفيلم إلى المستقبل، حيث يظهر تيم كرجل بالغ ويروي قصته لابنته التي توشك أن تشاهد شقيقتها في غرفة الولادة، وتفاجأ بنهوض المولودة الجديدة من سريرها وهي ترتدي بذلة جميلة.

وتؤكد رسالة الفيلم على أهمية الروابط الأسرية والعلاقة بين الأصدقاء في قالب كوميدي مؤثر. ويتميز الفيلم بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو وتطوير الشخصيات وبراعة الرسوم المتحركة وواقعية أصوت الممثلين في أداء شخصيات الفيلم، وفي مقدمتهم الممثل أليك بالدوين الذي يتحدث في الفيلم كشخص بالغ في شكل طفل صغير في فيلمه الخامس من أفلام الرسوم المتحركة. وتشتمل المسيرة السينمائية لهذا الممثل على ترشيحه لجائزة الأوسكار وفوزه بثلاث من جوائز الكرات الذهبية.

وافتتح فيلم «الطفل الرئيس» في مهرجان ميامي السينمائي، واحتل في أسبوعه الافتتاحي المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، واحتفظ بهذا المركز للأسبوع الثاني على التوالي. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذا الفيلم 435 مليون دولار خلال شهر، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 125 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 3773 من دور السينما الأميركية وعرض في 45 دولة حول العالم. ويقدّم فيلم «الطفل الرئيس» مثالا آخر على النجاح الكبير الذي تحققه أفلام الرسوم المتحركة منذ انبعاثها في الإنتاج السينمائي لهوليوود في أوائل تسعينيات القرن الماضي بعد غيبة دامت قرابة نصف قرن.