عمان- يتتبع فيلم «روزيتا « للمخرجين البلجيكيين الشقيقين لوك وجان بيير ديردان، مصير فتاة شابة فقيرة تعيش مع والدتها على أطراف المدينة، وفيه يقدم المخرجان صورة دقيقة وصادقة لأوضاع العاطلين عن العمل في أوروبا والذين يحيون حياة التشرد وخاصة النساء.
في بداية الفيلم يتم فصل الشابة روزيتا من العمل ولم يكن قد مضى على التحاقها بالعمل سوى بضعة أيام فتصاب بحالة من الغضب الجنوني وترجو مديرها لكي يبقيها في العمل ولكن دون جدوى. هذا الوضع سيتكرر مع روزيتا وستبقى طوال الفيلم تبحث عن عمل يجعلها تعيش حياة طبيعية وأن لها دور في الحياة وكرامة وليست عالة على المجتمع. طيلة عرض الفيلم يبقى المتفرج متحفزا لمتابعة ما يراه بسبب من الإيقاع المتوتر للحركة المتواصلة والأسلوب الإخراجي الذي لجأ إليه مخرجا الفيلم والذي اعتمد كليا على الكاميرا المحمولة غير الثابتة والتي تتحرك باستمرار مع بطلة الفيلم عاكسة حركتها الخاصة وكأن الكاميرا توحدت مع الشخصية.
ينتمي الفيلم إلى تيار مدرسة «الدوغما» التي حاولت أن تؤسس لسينما واقعية بعيدة كليا عن المواصفات التي عممتها السينما الهوليودية، سينما لا تعتمد على تقنيات المؤثرات البصرية أو السمعية ولا على تأثير الموسيقى التصويرية.
ظفر الفيلم على بثماني جوائز دولية منها السعفة الذهبية وجائزة أفضل ممثلة لمهرجان (كان) السينمائي العام 1999.