بيروت - تحدث بعض المهتمين في الدراما عن إمكانية سرقة فكرة مسلسل «الهيبة» من فيلم عالمي من دون ذكر دلائل كافية. لكن الفايسبوك وقف للعمل الأكثر شعبية هذا العام في المرصادّ يوم الجمعة الماضي، نشرت صفحة تدعى «دراما رمضان- سوريا» تعليقاً طويلاً فنّدت فيه حجم الافادة المفضوحة للمسلسل من عمل مصري اسمه «أبو هيبة في جبل الحلال» ( 2014 تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج عادل أديب، بطولة الراحل محمود عبد العزيز).
ينطلق التعليق الفايسبوكي الناري من التحسّر على النجم السوري تيم حسن الذي بات نجم الأعمال المسروقة بعدما صار التقاطع واضحاً بين «الهيبة» (بعد عرض سبع حلقات منه) والمسلسل المصري الذي عرف اختصاراً باسم «جبل الحلال». لا يقف التشابه عند العنوان فقط، بل يتعداه إلى معطيات جوهرية بوّبتها الصفحة السورية في نقاط عدة أبرزها أنّ جبل (تيم حسن) في «الهيبة» يعمل تاجر سلاح، وهي مهنة منصور أيضاً (محمود عبد العزيز). وإن كان تشابه المهن ليس بالمشكلة العميقة، إلا أن الرجلين يقودان مافيات، ويتمتعان بهيبة وكاريزما ساحرة، ويملكان المرجعية ذاتها من المبادئ والقيم، ويسيطر كل منهما بشكل تام على منطقته، ويشغّل عائلته! كما أن علاقة كل منهما بأمّه المتقدمة في السن مميّزة. لا تتوقف معطيات التشابه عند هذا الحد، بل تتخطاها نحو موضوع الأولاد. ففي «الهيبة»، يعاني جبل من موضوع الإنجاب كما هو مطروح حتى الآن. أما في «جبل حلال»، فمنصور رزق بخلفة كلّها بنات، وكان يأمل أن ينجب صبياً. كذلك، يتشابه منطق شخصية جبل في اختباره تجارة السلاح، والسيطرة عليه حتى لا يصل إلى الإرهابيين، وضرورة أن تقتصر تجارته على السلاح الخفيف حتى يحمي الناس أنفسهم، والابتعاد عن السلاح الثقيل... وهو المنطق ذاته الذي تبنى عليه شخصية منصور في العمل المصري، إلى درجة تطابق الحوارات في ما يخص هذه النقطة. كذلك، تخوض الشخصية البطلة في مسلسل «المحروسة» حروباً في منطقتها، وهو ما تلّوح بشائره في «الهيبة»، وبطلها يعتمد على يده اليمنى أي أخيه صخر (يلعب دوره أويس مخللاتي) الذي يهوى ابنة عمه ويلاحقها بقصد حمايتها، لدرجة انتظارها ساعات أمام جامعتها، لكنها لا تبادله المشاعر. هكذا، نصل إلى نتيجة تمنعه من التقدّم لخطوبتها بسبب الخلافات بين العائلتين. في مقابل ذلك، فإن منصور في «جبل الحلال» يعتمد على ابن أخيه ماهر (لعب الشخصية كريم عبد العزيز) الذي يعشق ابنة عمّه (أدت دورها ياسمين صبري) بطريقة متطابقة لما نراه في «الهيبة». أما شقيقة جبل (روزينا لاذقاني) فتعاني من مشاكل مع زوجها الخائن الذي يرد على مكاشفاتها، بالضرب... كذلك هي الحال مع ابنة منصور أمينة (هبة مجدي) التي تلاحقها مشاكل خيانة مع زوجها (محمد علي رزق) تصل إلى الطلاق في النهاية.
لا تقف الصفحة السورية عند هذا الحد، بل تستمر بالمقارنة مع عمل مصري آخر وهو فيلم «الجزيرة» للنجم أحمد السقا، إذ ينهل منه «الهيبة» فكرة وراثة المهنة من الأب، والصراع مع بيت العم، وتاريخ الثأر مع عائلة أخرى، ورغبة ضابط شاب بالقبض على زعيم المافيا، مع نصائح توعية من ضابط أكبر وأقدم منه... وعلى هذا النحو، تكتمل خيوط المسلسل الذي يحقق شهرة طائلة ونسب مشاهدة مرتفعة حالياً.
يختم التعليق حديثه بالقول بأن «كل تفصيل مما سبق لا يشكّل مسألة تذكر، لكن تراكمها وتجميعها بهذا الشكل المتطابق مع عملين مصريين أحدهما تلفزيوني بشكل واسع، والآخر سينمائي بصيغة أقل، يجعل من القضية تستأهل الوقوف ملياً».- الاخبار