فالنسيا - شووفي نيوز - اختتم الملتقى الثالث عشر للثقافات الاسبوع الماضي في مدينة فالنسيا الأسبانية، تحت شعار "كونكورديا البحر الأبيض المتوسط"، الذي نظمه مركز اليونسكو في فالنسيا، مع وكالة السياحة في مدينة فالنسيا، حيث حظيا الملتقى باستقبال عظيم لدى المجتمع, وايضا على المستوى الأعلامي حيث حقق الملتقى صدى أعلامي ضخم في وسائل الإعلام، فإن هذا القاء الودي بين الثقافات والأديان رَحب باستضافة كل من الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط "اليهودية, المسيحية والأسلام" والأديان الأخرى في المنطقة.
وكان مصدر ألهام هذا القاء ومحوره "الكاس المقدسة" في فالنسيا, حيث يعتقد ان هذه هي الكاس التي أستخدمها السيد المسيح في العشاء الأخير. وتعتبر الكاس عنصر موحدا لأبناء ابراهيم الثلاث "اليهود, المسيحيون والمسلمون" حيث تشتمل الكاس أيضا على عناصر زخرفية من الفن الاسلامي و على نقش بالعربية وتحديدا بالخط الكوفي القديم.
و(الكاس المقدسة موجودة حاليا بالكثدرائية الرئيسية في وسط مدينة فالنسيا).
وكان اجتمع عدد من كبار السياسين والدوبلوماسيين ورجال الدين والاساتذة من أوروبا والشرق أيضا في هذا الملتقى لتأكيد على لحمة العلاقات بين هذه الثقافات و الأديان. حيث قام رجال الدين من جميع الاديان في منطقة البحر الأبيض المتوسط من "اليهودية, المسيحية, الاسلام والبوذية" باداء صلاة جماعية للسلام. ومثل الأسلام الشيخ خالد بنتونس رئيس المذهب الصوفي للطريقة الاوية. وقدم الجميع رسائل متشابهة بقاسم مشترك: السعي لتحقيق السلام والوئام.
ومن جانبه، أكد مدير الملتقى، رافائيل مونزو، أن خمسين من الشخصيات والخبراء ورجال الدين وأعضاء السلك القنصلي اجتمعوا في هذه الأيام بروح الوفاق كخلفية لمناقشة دعائم السلام الحضارية والإنسانية والأخلاقية، في الوقت الذي تعاني فيه المجتمات بأزمة القيم والحروب.
ومن الجدير بالاهتمام مشاركة الأستاذ ومصمم المجوهرات جريس مشربش من الأردن بهذا اللقاء في محفل الليونسكو بفالنسيا, حيث قدم صورة حسنة عن وطننا الحبيب الأردن بمشاركته بكلمته عن ابناء ابراهيم "اليهود, المسيحيون و المسلمون" والكاس المقدسة في فالنسيا. وتخلل خطاب المشربش كلمة ومقطع فيديو للراحل الحبيب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن السلام وخصوصا للاجيال القادمة.
وقام الفنان "أنطونيو كامارو" وهو أشهر فنانين المدينة برسم لوحة تعبيرية كشعار للملتقى, وطبعت فقط 50 نسخة ليتوجرافيه منها و وزعت على كبار الحضور من السياسين, الدوبلماسين والأساتذة.
ويعمل الان أنطونيو كامارو وجريس مشربش معا كفريق يمزج بين الشرق والغرب وبين الأبداع البصري والمجوهرات, تحت أسم "سلام للأمم" حيث تجمع الفانين صداقة وتيضة, ويتوقع ان يعرض الفنانان أول معارضهم معا في أسبانيا وأوروبا ابتداءا من الشهر القادم. حيث ستعود عوائد هذه المعارض والعروض الى الأعمال الخيرية التي يقوم بها الأثنان. ومن المتوقع أيضا أنضمام كوكبة كبيرة من كبار الفنانيين من جميع أنحاء العالم لهذه المبادرة.
وكان عبر جريس مشربش عن قلقه من تداعيات الأزمة التي نواجهها اليوم في الشرق الأوسط, حيث قال: "ما يخفني اليوم من الأزمات التي نواجهها في الشرق الأوسط هو الأرث والصور التي نقدمها للاجيال القادمة من الطائفية وعدم أستقرار الهوية, فالجيل السابق عمل جاهدا على أحلال السلام واليوم علينا جميعا دور جاهد و كبير لتدارك تداعيات الأحداث للأجيال المستقبلية ".
ويمكنكم مشاهدة كلمة الأستاذ جريس مشربش مدبلجة الى العربية على موقع اليوتيوب على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=OC0Y5gDiA3k