عمان - رغم كم اللوحات الكبير والمجموعات الفنية الخاصة من الاعمال الفنية لدى المؤسسات الحكومية والمتاحف وصالات الفن والاشخاص الا ان كل الجهات المذكورة لم تفكر ولم تبادر لاقامة معرض فني دولي في الاردن على غرار بيروت ارت فير او فن ابو ظبي او ارت دبي وفن باريس وهونغ كونغ ونيويورك وغيرها من المعارض الدولية.
تتكدس الاعمال في مخازن المؤسسات وفي المتاحف ومحترفات الفنانين ويعلوها الغبار وفي الخارج سوق اللوحة رائج وتجني المؤسسات ومن ترعاهم من الفنانين الارباح الطائلة واللوحة الواحدة تباع بالملايين وتدر دخلا للدولة وللفنانين وتنعش السوق التجاري وتؤشر على عافية الفن والثقافة.
المسالة تحتاج الى تنظيم وجهد كبيرين لكنها ليست من المستحيلات انها تحتاج الى قرار ورؤية واضحة ومن سبقونا في هذا المجال يمكن ان نستفيد من خبرتهم وحينها سيتم عرض مالدينا من كنوز فنية نعرض جزءا منها للبيع وضمن معادلة متوازنة ونكون بذلك كسبنا سمعة دولية على صعيد الفن والثقافة وتم تحريك السوق التجارية الراكدة لايام قد تمتد لاسبوع كامل ثم ان تسويق اسم الرسام الاردني مغنما اخرا لايقل عن المكسب المادي للمؤسسة والفرد على حد سواء.
بما ان الفن له ارتباط بالجانب السياحي فان الجانب الاخير سيتاثر تلقائيا وايجابيا لان استضافة المعرض لنقاد فن ومدراء متاحف وفنانين ومقتنين واعلاميين واصحاب صالات فن واكاديميين من كل دول العالم، امر بالغ الاهمية لان هؤلاء تحديدا لهم عين راصدة وينقلون صورة عن المكان بطريقة مغايرة مما يعزز مكانة المملكة السياحية.
على صعيد اخر ياتي جلب لوحات من مختلف دول العالم امرا في غاية الاهمية لانه سيخلق سياحة مايسمى بالسياحة الثقافية والفنية بعد ترويج جيد في وسائل الاعلام العالمية والعربية والمحلية وسيضع الاردن في قائمة الدول التي تعنى بسوق اللوحة لتكون فيما بعد مقصدا مهما.
يجب ان نستبدل الترهل والملل وفقدان الامل والشهية الفنية بالعمل والسعي والتخطيط لمعرض دولي وقد تبدا الفكرة صغيرة لكن الاصرار ومواصلة المسير لابد وان تكبر وتغدو تظاهرة عالمية تعم فائدتها ليس على المؤسسات والفنانين بل على طلاب الفن في المدارس وكليات الفنون، فكما هو معروف تخصص المعارض الدولية اياما محددة لطلاب الفن وهنالك ايضا اياما للعائلة.
يمتلك الاردن ميزات كثيرة تجعله ينجح في هذا المسعى من ميزات الطقس المتنوع ثم مكانته الجغرافية المتوسطة واحتضان العاصمة الاردنية عددا من صالات الفن التي تمتلك مجموعات فنية مهمة والمسالة فقط تحتاج قرارا جريئا وتخطيطا سليما.
مؤخرا بيع تمثال «امرأة في عربة»، للنحات السويسري ألبرتو جياكوميتي بمبلغ خيالي تجاوز المئة مليون دولار، وسجلت مؤسسة المزاد سوذبي لتجارة الفنون قبل أيام رقماً قياسياً جديداً في تاريخ عملها الذي انطلق قبل 270 عاماً، حيث بلغ حصاد ليلة المزاد في نيويورك، 264 مليون دولار، لبضعة أعمال فنية، شارك فيها مضاربون من مختلف انحاء العالم الامثلة تلك سيقت للاشارة على اهمية «آرت فير» اردني عالمي.