Off Canvas sidebar is empty

فيلم "شكرا لخدمتكم" معضلة الجنود الاميركيين العائدين من العراق


 نيويورك -يجمع فيلم "شكرا لخدمتكم" (Thank You For Your Service) (2017) بين أفلام السيرة الذاتية والحربية والدرامية. وهو أول فيلم من إخراج المخرج جاسون هال الذي كتب سيناريو الفيلم استنادا إلى رواية بنفس العنوان من تأليف الكاتب ديفيد فينكيل. وحققت هذه الرواية التي نشرت في العام 2013 نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا ورشحت لجائزة منظمة نقاد الكتب القومية الأميركية.
وتدور أحداث وشخصيات فيلم "شكرا لخدمتكم" حول وقائع حقيقية تتعلق ببعض الجنود الأميركيين الذين عادوا من الحرب في العراق وواجهوا مشاكل وصعوبات عسيرة ولم يتمكنوا من الاندماج من جديد بشكل طبيعي مع أسرهم ومجتمعاتهم بوجه عام بعد مغادرتهم ساحة القتال في العراق، فيما يعيشون ذكريات الحرب التي تهدّد بتدمير حياتهم بعد مضي وقت طويل على مغادرة ساحة القتال. ويطلق على هذه الحالة من الناحية الطبية "اضطراب ما بعد الصدمة"، وهو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها.
وتتركز أحداث قصة فيلم "شكرا لخدمتكم" على ثلاث حالات من الجنود الأميركيين العائدين من الحرب في العراق إلى بلادهم وما يواجهونه من مشاكل واضطرابات نفسية بعد عودتهم إلى الحياة المدنية في وطنهم الأصلي الولايات المتحدة. ويستعرض الفيلم بعض المشاكل التي يواجهها كل من هؤلاء الجنود الثلاثة وعلاقاتهم بأسرهم وغيرهم من الأشخاص القريبين منهم. وأحد هؤلاء الجنود العائدين من الحرب هو العسكري آدم شومان (الممثل مايلز تيلير) الذي واصل البحث بدقة عن القنابل والمتفجرات على جوانب الطرق بعد عودته إلى الولايات المتحدة، كما كان يفعل خلال الحرب في العراق، وتطارده ذكريات مقتل رفيقين عسكريين أميركيين في الحرب في العراق لم ينجح في إنقاذهما.
ومن شخصيات الفيلم الرئيسة الأخرى الجندي بيلي والر (الممثل جو كول) الذي يصاب بصدمة حين يكتشف بعد عودته من العراق إلى ولاية كانساس أن خطيبته قد هجرته. وهناك أيضا الجندي توسولو أيتي (الممثل بيولاه كول) الذي يعاني من تأثير فقدان الذاكرة منذ عودته من العراق.
ويجمع فيلم "شكرا لخدمتكم" بين العديد من المقومات الفنية، وفي مقدمتها قوة إخراج وسيناريو المخرج والكاتب السينمائي جاسون هال في أول فيلم من إخراجه ورابع فيلم يكتب له السيناريو. وجاسون هال فنان متعدد المواهب يجمع بين الإخراج والتأليف والتمثيل والإنتاج السينمائي. وتشمل إنجازاته السينمائية الترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس عن فيلم "القناص الأميركي" (2014)، وهو من إخراج المخرج الشهير كلينت إيستوود. ويتعلق فيلم "القناص الأميركي" – شأنه في ذلك شأن فيلم "شكرا لخدمتكم" – بالجنود الأميركيين الذين اشتركوا في الحرب في العراق والمشاكل الشخصية التي واجهوها بعد عودتهم إلى الولايات المتحدة.
كما يتميز فيلم "شكرا لخدمتكم" بقوة أداء الممثلين كمجموعة، وفي مقدمتهم الممثلون مايلز تيلير وبيولاه كول وجو كول والممثلتان هيلي بينيت وآمي شومر، وبالتطوير الواقعي لشخصيات الجنود وزوجاتهم، والتصوير الواقعي لأحداث الفيلم التي لا تعتمد على التفجيرات والاصطدامات التقليدية المثيرة، خلافا لمعظم الأفلام الحربية، بل تركّز على المحن والمعاناة التي يتعرض لها الجنود الأميركيون العائدون من الحرب في العراق. و"شكرا لخدمتكم" فيلم درامي إنساني عاطفي وواقعي قبل أن يكون فيلما حربيا مثيرا.
والجدير بالذكر أن عنوان فيلم "شكرا لخدمتكم" والرواية المبنية عليها بنفس العنوان يشتمل ضمنا على رسالة مبطنة، حيث يخاطب الجنود الأميركيين الذين تعرضوا للمعاناة بعد عودتهم من الحرب في العراق إلى الولايات المتحدة، وذلك بتوجيه الشكر لهم تقديرا لخدمتهم في الحرب بدلا من تقديم المساعدات الرسمية والإنسانية تقديرا لتضحياتهم الشخصية.
واحتل فيلم "شكرا لخدمتكم" في أسبوعه الافتتاحي المركز السادس في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية تسعة ملايين دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 20 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 2054 من دور السينما الأميركية وعرض في 14 دولة حول العالم. وعرض فيلم "شكرا لخدمتكم" في مهرجانين سينمائيين هما كل من مهرجان هارتلاند السينمائي الأميركي الذي فاز فيه بجائزة أفضل فيلم مؤثر وأفضل مخرج للمخرج جيسون هال، ومهرجان ليدين السينمائي الدولي الهولندي.
واشترك في إنتاج فيلم "شكرا لخدمتكم" أعداد معتدلة من الطواقم الفنية التي شملت 54 في التصوير وإدارة المعدّات الكهربائية و45 في القسم الفني و24 من البدلاء و18 في قسم الموسيقى و16 في قسم الصوت و16 في الماكياج و13 في تصميم الأزياء و12 في المؤثرات الخاصة و12 في المؤثرات البصرية وعشرة في المونتاج، بالإضافة إلى تسعة من مساعدي المخرج.
بنود مترابطة - 1