رسمي الجراح - شوفي نيوز
دبي - افتتحت مؤسسة فن جميل، المؤسسة المستقلة التي تعنى بالفنون والتعليم والتراث في منطقة الشرق الأوسط، مركز جميل للفنون بدبي. وافتتح المركز بغرف الفنانين وسلسلة من أربعة معارض منفردة لفنانين بارزين من الشرق الأوسط وآسيا: مها ملوح، لاله روخ، تشيهارو شيوتا، ومنيرة الصلح. كما يتم عرض مجموعة مختارة من التركيبات والمجسّمات كبيرة الحجم، والعديد من التكليفات الجديدة في شرفة سطح المركز ومنتشرة في أرجاء الحدائق التي صممتها مهندسة المناظر الطبيعية الحدائق والمسطحات أنوك فيجل. وتركّز صالة العرض 9 على أفلام وأعمال الفيديو للفنانة جمانة منّاع.
وابرز ما تم في حفل الافتتاح توقيع اتفاقيه تعاون بين المركز ووزاره الثقافة فقد وقعت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، مذكرة تفاهم مع فادي محمد جميل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فن جميل مركز جميل للفنون،التي تهدف إلى تحفيز الحراك الثقافي وإحياء حركة الفنون في الدولة، والإسهام في الارتقاء بالوعي المجتمعي بدور الفنون في الحياة، فضلاً عن اكتشاف الموهوبين ومساعدتهم في تطوير مهاراتهم الفنية واحتضان أعمال الفنانين التشكيليين الإماراتيين وتشجيعهم على تنظيم وإقامة معارضهم الفردية وتحفيز مشاركاتهم في المعارض للتعريف بهم عربياً وعالمياً.
وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن مذكرة التفاهم مع مركز جميل للفنون ستسهم في إثراء الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية والفنية المتنوعة، وتفعّل الحراك الثقافي في المجتمع من خلال إطلاق سلسلة من الورش التدريبية والبرامج الثقافية التي تدعم الموهوبين، وتصقل مهاراتهم، وتعرض قصص نجاح وتجارب محلية وإقليمية وعالمية أمام الجمهور بهدف زيادة تقدير المجتمع للفن ولدوره كأداة معرفية، تحفظ الهوية الوطنية، وترتقي بالقدرات الإنسانية.
وقالت نورة الكعبي: " يعد مركز جميل الفنون من أهم استثمارات القطاع الخاص في مجال الفنون، وأحد المشاريع الحيوية التي تدعم الفنانين المعاصرين، وترتقي بريادة الأعمال الابداعية، وتفتح الآفاق أمام تطوير منظومة متكاملة من الوظائف في قطاع الصناعات الثقافية والابداعية عبر صياغة شراكات عالمية مع كبرى المؤسسات الفنية العالمية. يستكشف مركز جميل للفنون عالم التصاميم والابداع، ويسهم في ابتكار مدارس وأنماط فنية تبرز الفنون الإسلامية التقليدية والفنون المعاصرة بتجلياتها الإبداعية لتصل بأعمال فنانينا إلى أرقى المعارض الدولية، ويعزز من تأثير منطقتنا الإيجابي في الخطاب الفني العالمي، ويرسخ الحوار المتبادل بين الثقافات والحضارات".
وقال فادي محمد جميل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فن جميل: "يسرنا أن نعلن عن هذه الشراكة مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة حيث أنها تعبر عن رؤيتنا المشتركة لتأسيس بنية تحتية متينة للفن المعاصر في دولة الامارات العربية المتحدة وتسهم في نمو وازدهار المشهد الفني ".
وتنص مذكرة التفاهم على تعاون الطرفين في تبادل التجارب والخبرات في مجال الفنون
واحتضن مركز جميل للفنون أنشطة الأبحاث والتعليم والبرامج، وفيه تُفتتح مكتبة جميل، أول مكتبة ومركز أبحاث مفتوح في الإمارات العربية المتحدة تعنى بالفنون المعاصرة، لتضم مجموعة متنامية من الكتب والمصادر العربية والإنجليزية تقارب ثلاثة آلاف كتاب ومجلة وكتالوج وأطروحة، وغيرها. وتشمل برامج المكتبة المعارفية نقاشات ومشاريع بحثية وندوات ومجموعات قراءة.
كما تم إطلاق الدورة الافتتاحية الأولى للمجلس الشبابي؛ البرنامج الرائد لجيل جديد من المبدعين الشباب، والتي تمتّد من نوفمبر 2018 وحتى أبريل 2019. وتستهدف المبادرة إنتاج أعمال في الفن والتصميم والبحوث، علاوة على تنظيم فعاليات عامة. وتوجه هذه البرامج للشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عاماً.
وشهد أيضاً إطلاق «حديقة جداف ووترفرونت للفنون»، أول حديقة فنية في دبي. وتتضمن مجموعة الأعمال الأولى مجسّمات لكل من هيلاين بلومنفلد، تالين هزبر ولطيفة سعيد، محمد أحمد إبراهيم، ديفيد ناش، ومجموعة السلاف والتتار. كما تنطلق سلسلة من الفعاليات والأنشطة العامة برعاية فن جميل مع العرض الأول في الشرق الأوسط وآسيا للعمل «ووترليخت»، وهو تركيب فني ضوئي غامر في الهواء الطلق يقدمه المبدع الهولندي دان روزجارد.
وبدلاً من تقديم عروض فنية ثابتة لمجموعة دائمة من الأعمال، سيتم عرض الأعمال من مجموعة فن جميل ضمن المعارض المنظّمة للمركز، تضاف إليها أعمال فنية مستعارة وتكليفات فنيّة جديدة. كما سيقدم مركز جميل للفنون معارض فنيّة متجولّة يتم تطويرها من خلال شراكات المركز مع المؤسسات الدولية. وسيعلن المركز المزيد من التفاصيل حول المعارض التي ستقام في الأشهر القادمة، بما في ذلك الأعمال الفنية الجديدة لفنانين مثل هيمالي بوتا، حسن خان، سحر شاه، راندهير سينج، وفرح القاسمي.
وفي تعليقه على الافتتاح الرسمي، قال فادي جميل، رئيس ومؤسس فن جميل: «لقد كان من دواعي سرورنا أن يكون طلاب المدرسة من أول زوار مركز جميل للفنون. وأحببنا كثيراً حماسهم وتقديرهم للفن والفنانين واستكشافهم للمعارض. التعليم هو جوهر مركز جميل للفنون ودعوتنا لطلاب المدارس في يوم الافتتاح هو دلالة على دور المركز في إتاحة الفنون المعاصرة لجميع أطياف المجتمع»
من جهتها قالت أنطونيا كارفر، المدير التنفيذي، لفن جميل: «يتّوج الافتتاح اليوم سنوات من المشاركة الفعّالة والبرامج التعاونية مع المجتمعات في المنطقة والعالم. ومن خلال مركز جميل للفنون في دبي، والذي يعّد أول مساحة مخصصة لمؤسسة فن جميل، سنتمكّن من تقديم معارض فنية ديناميكية وتكليفات جديدة، فضلاً عن موارد عامة لا نظير لها للبحث والتوثيق. نحن نعمل على تطوير سبلٍ جديدة ومبتكرة للمشاركة مع فئات المجتمع المتنوعة من الشباب والأكاديميين والفنانين وعامة الناس».
وكان شهد المركز زيارة مجموعات من طلاب المدارس المختلفة، في تأكيد على التزام المركز تجاه التعليم من خلال هذا الاهتمام الخاص بالطلاب منذ يومه الأول.
شارك أكثر من 300 طالب من جميع أنحاء الإمارات في جولات بصحبة خبراء في الفن عبر أرجاء المبنى، وتفاعلوا مع العديد من قيّمي الفن والفنانين وأعمالهم. وفي ختام هذه التجربة الثقافية الثرية، أتيحت للزائرين الناشئين، الذين تراوحت أعمارهم ما بين 12 إلى 14 عاماً، فرصة عملية لاستكشاف الخامات والوسائط الفنية وموضوعات المعارض ومراقبة عمل الفنانين عن كثب.
هدفيهدف برنامج المدارس في مركز جميل للفنون إلى تزويد الشباب بالتثقيف المستمر في مجال الفنون. هكذا، اتسمت المدارس التي وجهت إليها الدعوة بالتنوع؛ سواءً لجهة الجنسية؛ فقد مثل الطلاب مزيجاً من المواطنين والمقيمين من جميع أنحاء العالم، أو مجموعة فرص التثقيف الفني. وقد تحققت هذه الفعالية من خلال التوعية المكثفة وتطوير العلاقات، لتكون الأولى ضمن نشاط تفاعلي مستمر مع المدارس والتربويين في أنحاء البلاد.
وقد صُمِمَ مركز جميل للفنون على مساحة 10 آلاف متر مربع من ثلاثة طوابق متعددة الاختصاصات من قبل «سيري أركيتكتس» البريطانية، ليكون أول مؤسسة خاصة تعنى بالفنون المعاصرة في منطقة الخليج، بعد الافتتاح الرسمي الذي كان في 8 نوفمبر 2018 والذي رعاه نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، ليشهد أسبوعاً حافلاً بالبرامج التي تستهدف جميع الأعمار.
وفي ما يعكس التزام المؤسسة بتقديم البرامج الديناميكية التي تترك أثراً قوياً لدى طيف متنوع من جمهورها، يطلق مركز جميل للفنون سلسلة من المعارض والتكليفات والفعاليات، ومنها المعرض الافتتاحي، «خام»، الذي يمتّد على خمسة صالات عرض، ويتناول موضوع النفط في السياقات التاريخية والمعاصرة. وتم افتتاح غرف الفنانين، وهي سلسلة تعاونية مستمرة من المعارض التي تركز على فنان واحد وتعتمد الأعمال في جزء منها على مجموعة فن جميل.