fhvds - رسم فان جوخ عام ١٨٩٠ وهو نزيل مصح عقلي في مدينة سان ريمي بجنوب فرنسا، نقلاً عن لوحة بالأبيض والأسود للرسام الفرنسي جوستاف دوريه كان ثيو قد أرسلها لأخيه وهو في المصح بإرادته بعد نوبة الهياج التي أصابته في مدينة أرل وهو يقيم مع الفنان بول جاجان، والتي انتهت بقطع فان جوخ لأذنه.
هذه اللوحة التي أحبها نجيب محفوظ تمثل الحالة الإنسانية أصدق تمثيل: الإنسان سجين، يدور في حلقات مفرغة، يراقبه برجوازيون ميسورون يرتدون القبعات العالية ويبرز في هذه اللوحة السجين الذي يتوسطها، والذي رأى فيه النقاد شخصية فان جوخ نفسه، وهو الوحيد الذي لا يرتدي قبعة السجن، ويتطلع أمامه إلى المجهول في ترقب وقلق وحيرة، وتذكرت حيرة كمال عبدالجواد الوجودية، وصيحته المعبرة في "قصر الشوق" أنا الحائر أبدًا، وقد كتب فان جوخ لأخيه ثيو بعد إتمام اللوحة قائلًا: إن كل مايحيط بي ها هنا قد بدأ يثقل علي، لقد قضيت عامًا بحاله في المصح ولا أستطيع الاستمرار، فقد نفد صبري يا أخي ولا أستطيع أن أتحمل المزيد لابد من التغيير، حتى لو كان إلى الأسوأ" وقد قضى فان جوخ على حياته بعد أشهر من رسمه لهذه اللوحة.