عمان - شو في نيوز - برعاية الاميرة وجدان الهاشمي ينظم المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة وبالمشاركة مع Artizotic Online Gallery المعرض الفني "الاثار والانقاض" للفنانة العراقية هناء مال الله، وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الاربعاء 14/9/2022. في المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة مبنى2. ويستمر الى 5 من تشرين الاول القادم.
يطرح المعرض "آثار وانقاض" سؤالا مفاده :هل يمكن للأنقاض الأثرية أن تمنحنا فرصة للتعمق في الماضي لاستقراء مستقبلنا؟
تتخيل الفنانة مال الله وهي تتأمل في تجربتها الخاصة في العراق، احتضان المنطقة للآثار والأنقاض، التي ما هي الا بقايا للمواقع الاثرية التي تهيئ نفسها لتسافر في رحلة عبر الزمن، وهي دليل مادي على مجتمع مضى على وجوده وقت طويل، ولكنه لا يزال يحمل روابط عميقة مع حاضرنا ومستقبلنا. من ناحية أخرى، تشير الانقاض من وجهة نظر الفنانة الى فقدان الثقافة والهوية، الذي نتج عن الآثار المميتة للحرب والفوضى والدمار.
لذلك ، لا ترى الفنانة انقاض بلدها على انها حطاماً، بل كمواقع حية تمتلئ بالأمل، ودليلاً على الماضي الذي لا يزال متجسداً في الحاضر. تناقض صارخ مع الطاقات المميتة للتفكك من تحت الانقاض.
تتطرق مال الله في مشروعها البحثي الى حالة الخراب المستمر، الذي يشغلنا جميعاً في بيئة ما بعد الاستعمار، حيث سيدور حوله المعرض، فهي مهتمة بتغيير طريقة التعامل مع الاثار باعتبارها جمالية جديدة، تهتم بالتاريخ في الوقت الحاضر (القوة الكامنة للخرائب)، تلك التي قد توفر الأسس لبناء علاقة جديدة بين الماضي والحاضر، ذلك الترابط الذي يفكك الاستمرارية التقليدية للمكان والزمان. وبالتالي فإن هذا الماضي ليس حاضرنا بل مستقبلنا ؛ حيث تسكننا هذه الحالة من الخراب المستمرالتي تقدم امكانيات مستقبلية اخرى.
كفنانة وباحثة، تعيش هناء مال الله هذه الحالة من الخراب المستمر، والتي تعد بمثابة فرصة قوية للتجديد من خلال السماح للحوار بين تجاربنا مع الآثار القديمة ، والاحتلال الاستعماري وأنقاض الحرب. ومن خلال التنقيب عن الماضي في أدائنا للحاضر، ترسم هناء الله علاقات جديدة مع الماضي والمستقبل المحتمل من خلال انتاج اعمال فنية ، مما يوفر إجابة بسيطة لما بدا في البداية سؤالًا معقدًا: الإجابة نعم، تكمن قوة المواقع الأثرية بكونها آثار من الماضي تقوم باستقراء المستقبل.
بغض النظر عن العمل الفني، هناك دائمًا تأمل فكري أو نظري في العملية الإبداعية لهناء مال الله، لتحث جمهورها على التأمل في استنتاجاتهم عن عملها، والتي سيكتشفونها من خلال البحث في نفس الأسئلة التي طرحتها.