Off Canvas sidebar is empty

"مونا"..فيلم يعاين ثقافة سكان جزر المحيط الهادي وأساطيرها

 

واشنطن -فيلم "مونا" من أفلام الرسوم المتحركة التي تجمع بين أفلام الحركة والمغامرات والكوميدية والموسيقية والفنتازيا والأسرة. واشترك في إخراج هذا الفيلم المخرجان رون كليمينتس وجون ماسكر، وكتب سيناريو الفيلم الكاتب السينمائي جاريد بوش.
وهذا الفيلم هو فيلم الرسوم المتحركة السادس والخمسون من إنتاج استوديوهات والت دزني لأفلام الرسوم المتحركة، أشهر استوديوهات هوليوود المنتجة لهذا النوع السينمائي.
والشخصية المحورية في فيلم "مونا" هي الفتاة المراهقة مونا واياليكي (صوت الممثلة أوليلي كرافالهو) التي تعيش في إحدى جزر المحيط الهادىء، وهي الابنة الوحيدة للزعيم القبلي توي واياليكي (صوت الممثل تومويرا مورنيسون) ووالدتها سينا واياليكي (صوت الممثلة نيكول شيرزينجر). ويعمل زعيم القبيلة على تنشئة ابنته مونا لتخلفه كزعيمة للقبيلة بعد وفاته، وعمل على منع أفراد قبيلته على مدى سنين عديدة من استكشاف العالم خارج الجزيرة التي يعيشون فيها، مع أن والدته تالا وجدّة مونا (صوت الممثلة راتشيل هاوس) تخالفه الرأي.
وتدخل إلى هذه الصورة الفتاة مونا التي تتحلى بروح المغامرة والشجاعة والطيبة والتي تريد الخروج عن طاعة والديها والانطلاق بحرّية في جزر المحيط الهادىء. وعندما تتعرض جزيرتها للتقهقر ولتهديد كيان غامض خارج عن الطبيعة تقرر مونا المعروفة بتصميمها وشجاعتها، بتشجيع من جدّتها الحكيمة تالا، الانطلاق في عالم المحيط بحثا عن نصف الإله ماوي (صوت الممثل دوين جونسون – المغني ذي روك)، وتزوّدها جدّتها قبل وفاتها بقارب للإقلاع به في مياه المحيط. ويساعد ماوي الفتاة مونا على وقف انتشار الفساد المستشري في جزر المحيط الهادىء، والذي أدى إلى دمار بعض الجزر. وبعد سلسلة من المغامرات المثيرة تنتصر عناصر الخير على عناصر الشر وتعود مونا إلى جزيرتها التي يعمّ فيها السلام والرخاء والازدهار، حيث تتولى منصب زعيمة القبيلة خلفا لوالدها.
وتقدّم أحداث قصة فيلم "مونا" عرضا لثقافة وحضارة جزر المحيط الهادىء، وأثر المحيط والبحر والمياه في حياة السكان. ويعني عنوان الفيلم المشتق من اسم بطلته "مونا" في لغات جزر المحيط الهادىء المحيط أو البحر.
وقام مخرجا الفيلم رون كليمينتس وجون ماسكر بزيارة طويلة لجزر المحيط الهادىء واختلطوا بسكانها للتعرف على أثر المحيط على حياتهم وكعامل مشترك يوحّد الجزر ويربط بينها وليس شيئا يفرّق بينها.
كما أمضى مخرجا الفيلم عدة أشهر في الأبحاث المتعلقة بثقافة تلك الجزر لكي يكون الفيلم مطابقا لثقافة وأساطير سكانها.
ويستخدم المحيط كشخصية رئيسية من شخصيات فيلم "مونا"، ويقترن ذلك بالبراعة المستخدمة في تصوير المحيط بالرسوم المتحركة في الفيلم، ويظهر ذلك في المستوى المتقدّم للمؤثرات البصرية والخاصة في فن الرسوم المتحركة.
ويشتمل فيلم "مونا" على العديد من المقومات الفنية، إضافة إلى المؤثرات البصرية والخاصة، ومنها قوة أداء أصوات الممثلين، وفي مقدمتهم بطلة الفيلم الممثلة المراهقة أوليلي كرافالهو المولودة في هاوايي والتي جمعت بين أداء الصوت كممثلة ومغنية، وهي تتمتع بصوت سوبرانو، وهو أعلى صوت غنائي عند النساء. وفازت هذه الشابة الموهوبة بدورها في الفيلم بعد التنافس مع مئات النساء في جزء المحيط الهادىء. وشاركها في أداء الصوت والغناء الممثل والمغني دوين جونسون – المغني ذي روك – وتميّز أداؤهما بتناغم واضح. كما يتميز الفيلم بسلاسة القصة وتطوير الشخصيات. وسجّل فيلم "مونا" معدل 97% على موقع الطماطم الفاسدة الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين، وهو من أعلى المعدّلات التي سجلتها أفلام العام 2016.
وعرض فيلم "مونا" في مهرجانين سينمائيين هما مهرجان معهد الأفلام الأميركي السينمائي ومهرجان مار ديل بلاتا السينمائي الأرجنتيني. ورشح هذا الفيلم لما مجموعه 42 جائزة وفاز بأربع جوائز شملت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة من كل من رابطة نقاد نيفادا ورابطة ناقدات السينما الأميركيات ورابطة الصحفيات السينمائيات الأميركيات وجائزة هارتلاند السينمائية لأفضل مخرج. واحتل هذا الفيلم المرتبة الأولى في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينمائية الأميركية على مدى ثلاثة أسابيع، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 241 مليون دولار خلال ثلاثة أسابيع، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 150 مليون دولار. وافتتح فيلم "مونا" في 3875 من دور السينما الأميركية وعرض في 47 دولة حول العالم.