الشارقة - شووفي نيوز -- يسر مركز مرايا للفنون الإعلان عن معرضها المقبل " كان يا مكان: حديقة الأمة" للفنان العراقي صادق كويش الفراجي. حيث يقدم الفنان عملاً تركيبياً بانورامياً بوسائط متعددة، ويتم المعرض بتقييم وإشراف لورا ميتزلر والدكتورة الكسندرا ماكجليب، ويفتتح أبوابه في 4 مارس ويستمر حتى 6 مايو 2017.
في هذا المعرض، يقوم الفنان بمحاولة لإحياء تجربة طفولته في حديقة الأمة في بغداد التي أنشئت في ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت زاخرة بأنواع الأشجار والزهور ، ونوافير المياه ، والملاعب. واعتبرت آنذاك، الوجهة المفضلة لأولئك الراغبين في الانزواء بعيداً عن ضجيج المدينة. كانت الحديقة محاطة بمحالَّ لبيع الأدوات والتسجيلات الموسيقية والتصوير الفوتوغرافي وكذلك المحلات التجارية ودور السينما والمسارح والمطاعم والمقاهي والأسواق. وعلى الرغم من أنها فقدت الكثير من جمالها وخصوصيتها على مر السنين، إلا أنها بَقيت حيةً في ذاكرة وذهن الفنان لدرجة أنه استخدم ذكرياته البصرية والعاطفية لإعادة صياغة إيقاعها.
ولد الفنان صادق الفراجي في بغداد عام 1960، ويعمل الآن في آمرسفورت هولندا حيث يقيم. حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987 وعلى دبلوم عالي في التصميم الجرافيكي في هولندا عام 2000.
في هذا العمل، استطاع الفراجي أن يعيد للحياة مرتادي الحديقة بلوحات جميلة متحركة صممت من أصل 14,000 رسمة باللونين الأبيض والأسود تعرض على تسعة شاشاتٍ للعرض. وهذا التركيب الفني المتقن من شأنه أن يثير الذكريات والعواطف، لأنه يستعرض تاريخ حديقة عامّة كانت تشكل مَعْلماً بارزاً من معالم مدينة بغداد والتي رسخت في ذاكرة أجيال من العراقيين. ووظّف الفراجي في هذا العمل صوراً فنية لنصب الفنان العريق فائق حسن وتمثال جواد سليم الشهير في حديقة الأمة وذلك في محاولة هامة لإسترجاع أهم ركائز الهوية العراقية الثقافية. هذا العمل الذي يُعيد إحياء ذكريات الفراجي في حديقة الأمة في فترة السبعينات ينتمي إلى مجموعة أعمال تبحث في شؤون الضياع والتشرد والغربة وهو العمل الثاني بعد سلسلة أعماله الشهيرة: كان يا مكان:ذلك البيت الذي بناه أبي.
يبحث الفراجي في مواضيع الوجودية من خلال الرسومات، واللوحات والرسوم المتحركة، والكتب الفنية، والفن الجرافيكي والتركيب. بطل أعماله دائماً ما يكون شخصيةً غامضة تكاد تمثّل فجوةً عميقة يستكشف من خلالها تعقيدات الوجود وحقيقة الإستقرار والضياع في وقتنا الحالي. يرسم الفنان هذه الشخصية بظلال فحمية ويقلل من خصائصها الشكلية ليركّز بدلاً منها على حركاتها والتواءاتها الخفية التي توحي بخفايا وغموض سيكولوجي باهر. يسجل الفنان غالياً قصصه عن طريق هذه الأشكال الغامضة بالأبيض والأسود وكأنّه يؤكد على استمرار حالة الفقدان والضياع والتشتت في غربته.
بالنسبة للفراجي، حديقة الأمة ليست مجرد منتزهاً صغيراً يتوسط بغداد، بل يصفها قائلاً: " كانت باباً مفتوحاً على عوالم من العشق والأحلام والخيال .. تلك التي كونتني منذ الصغر.."
ويضيف قائلاً: " كنت أمر من هناك طفلا سعيداً مع أبي، تبهرني جدارية الثورة لفائق حسن ونصب الحرية لجواد سليم وإعلانات الأفلام والمطاعم والمقاهي.. وتأخذني رائحة الأشجار وصوت نوافير المياه الممزوجة مع صوت الباعة والأغاني وهمس العشاق وهديل الحمائم التي كنت أكاد أن أسمع أنفاسها وهي تقترب عائمة في الهواء.."
وعلّق يوسف موسكاتيلو، مدير إدارة مركز مرايا للفنون عن هذا المعرض قائلاً: " يوثّق هذا المعرض لحظة مهمة في تاريخ العراق الحديث والذي شهد تدمير معالمه التاريخية. ولهذا تعتبر أعمال صادق الفراجي توثيقاً مرئياً مهماً للذاكرة والحنين وعلاقتها بواقع العراق الحالي."
وأضاف موسكاتيلو أيضاً: " نسعد بإقامة هذا المعرض الفردي للفنان العراقي صادق الفراجي والذي هو تقديرٌ منا لمساهمة الحركة الفنية العراقية سواءً في داخل العراق أو في المهجر في تطوير المشهد الفني والثقافي العالمي."
تم إنجاز هذا العمل بتكليف من مؤسسة بارجيل للفنون ، كما وتم دعم المعرض بسخاء من قبل غاليري "أيام".
ولد صادق الفراجي في بغداد عام 1960، يعيش ويعمل في آمرسفورت، هولندا. حصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة والتشكيلية من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، وعلى دبلوم في التصميم الجرافيكي من كونستاتين هيغنز، هولندا عام 2000.
قدم الفنان مؤخراً معارض فردية عدة، من بينها: متحف ريد ستار لاين، بلجيكا (2016)؛ غاليري تانيت، ميونيخ (2016)؛ غاليري أيام بيروت (2015)؛ غاليري أيام القوز، دبي (2015)؛ مركز بيروت للمعارض (2014)؛ غاليري أيام لندن (2015، 2013)؛ غاليري أيام مركز دبي المالي العالمي، دبي (2011)؛ غاليري ستادس، امرسفورت، هولندا (2010)؛ متحف ستيشن، هيوستن (2008)؛ متحف ستيديليك، دن بوش (2007).
كذلك شارك في معارض جماعية عدة، من بينها: ثلاثية بينالي، ريو دي جانيرو (2015)؛ معرض P21، لندن (2015)؛ المتحف البريطاني، لندن (2015)؛ بينالي البندقية السادس والخمسين، إيطاليا (2015)؛ مهرجان أبو ظبي، أبو ظبي (2015)؛ مركز مرايا للفنون، الشارقة (2015)؛ متحف كانتري، لوس أنجلوس (2015)؛ بينالي فوتوفيست، هيوستن (2014)؛ سامسونغ بلو سكوير ومتحف بوسان للفنون، كوريا الجنوبية (2014)؛ مهرجان ايكونو على الهواء وعلى النت، وعلى الإذاعة (2013)؛ متحف موري آرت، طوكيو (2012)؛ معهد العالم العربي (2012)؛ المركز الثقافي العام سان مراتن، بيونس آيريس (2012)؛ متحف الفن الحديث والمعاصر، الجزائر (2011)؛ والمتحف العربي للفن الحديث، قطر (2010).
مركز مرايا للفنون:
يعود تأسيس مركز مرايا للفنون إلى العام 2006، ويتكون مركز مرايا للفنون من ثلاثة طوابق، وهو مركز إبداعي غير هادف للربح، يتخذ من الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة، مقراً له، وقدم للجمهور منذ إنطلاقته برنامج معارض فنية مبتكرة لنخبة من الفنانين الرواد في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومرافق للوسائط المتعددة، وأرشيف للفيديو، ومكتبة للفنون، وبرنامج اعتيادي من ورش العمل والفعاليات العامة التي يعدها فريق عمل مرايا ومجموعة من القيمين الفنيين الزوار. ويمتلك مرايا أيضاً العديد من مواقع الحدائق الفنية على مقربة من المركز، حيث يتم عرض أعمال فنية تفاعلية ومجسمات ومنحوتات.
للمزيد من المعلومات يرجى التواصل معنا:
يسر وسام الدباغ
0566363906