إربد-اكتشف فريق كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك مجموعة من الانفاق المائية، تقع في وسط مدينة أم قيس الأثرية وعلى عمق عشرات الأمتار من مستوى الشارع الرئيس والذي كان يطلق علية شارع الديكامونس ويخترق مدينة أم قيس من الشرق إلى الغرب، كما تم الكشف عن معبد ذي تخطيط هللنستييتكون من مدخل المعمد، وقدس الأقداس، وساحات أمامية مقدسة، ويرتكز على منصة متدرجة، وأعمدته من الطراز الأيوني، كما أن جدران هذا المعبد مبنية من حجارة ضخمة ومهذبة.
وأكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور زياد السعد خلال تفقده لموقع التنقيبات أهمية هذه المعالم الجديدة واحتمالية أن تكون الأنفاق المائية الجديدة لها ارتباط بالنفق المائي الرئيس في المدينة، وهذا ما سيتم اكتشافه في الحفريات القادمة للكلية، لافتاً إلى أن هذه الاكتشافات قد أضافت معلومات جديدة حول مخططات المعابد الهللنستيةفي الأردن خاصة وأن المعبد المكتشف يعتبر من المعابد ذات التخطيط اليوناني النادر والمكتشف في الاردن، والذي أعيد استخدامه في العصر الروماني والعصرين البيزنطي والاسلامي.
واوضح الشياب أن أهم ما يميز هذا الاكتشاف الجديد لشبكة الأنفاق المائية انها موجود تحت الأرض وعلى عمق عشرات الأمتار وتتكون من ممرات يستطيع الانسان المشي من خلالها، وتحتوى على قنوات مائية مقصورة كانت تنقل المياه الى مرافق المدينة المختلفة، كما ويتميز نظام الأنفاق المكتشف بأنه يحتوي على محابس حجرية يتم من خلالها التحكم بقوة وتوزيع المياه إلى مرافق المدينة المختلفة، مشيراً إلى أن هذه الاكتشافات الجديدة تعتبر من الاكتشافات النادرة في الأردن والمنطقة المجاورة، وتعد الأولى من نوعها في مدينة أم قيس، الأمر الذي سيمنح الموقع أهميةً كبيرة، وسيساهم بشكل كبير في تفسير موقع أم قيس الأثري من الناحية الوظيفية، والمعمارية، وعلاقتها بباقي أجزاء مدينة أم قيس ومدن الديكابولس الاخرى.
أشار الدكتور عبد الرحمن السروجي من قسم صيانة المصادر التراثية إلى أن الهدف من إدماج طلبة القسم في العمل الميداني، وتدريبهم على مهارات وطرق رفع الاثار المكتشفة في موقع بمدينة أم قيس الاثرية، والحفاظ على العناصر المعمارية عند الكشف عنها، وتوثيقها وطرق حفظها وصيانتها، عن طريق تنظيفها ميكانيكاً وكيميائياً، وتدريبهم على طرق ملئ الفجوات وتثبيت القطع الحجرية والعناصر المعمارية المنفصلة وتكحيلها، إضافة إلى تدريب الطلبة على طرق الترميم وحفظ الآثار في المدن داخل أطول نفق مائي في العالم، وهو نفق أم قيس الاثري الذي يقوم قسم صيانة المصادر التراثية وإدارتها بتعاون مع دائرة الاثار العامة، بتمويل من صندوق سفراء الولايات المتحدة الامريكية من أجل ترميمه وصيانته واعادة تأهيله وتقديمه الى المجتمع المحلي وفتحه امام الزوار، الأمر الذي يسهم في تعزيز الهوية الثقافية والتاريخية لموقع ام قيس الاثري، وتفعيل دور السياحة والاثار في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحلي.