عمان- حقّق الموسم الشتوي الحالي 2019 – 2020 أداء غير متوقع على مشارف نهاياته، عقب تسجيل فيضانات متكررة من عدة سدود رئيسة، ووصول مخازين بعضها لكامل سعتها التخزينية، وذلك عقب مرور أعوام طويلة عانت فيها من تدني المخازين، وتذبذب الهطولات المطرية، نتيجة انعكاسات التغيرات المناخية على العالم، ومن ضمنها الأردن.
وفيما ارتفعت حدة تحديات القطاع المائي مؤخرا، تأتي هذه المؤشرات مبشرة بتحسين وتعزيز الواقع المائي والزراعي، في الوقت الذي وفرت فيه الأمطار الأخيرة كميات مياه إضافية وحسنت نوعية المياه المخزنة في السدود وتغذية المياه الجوفية، بحسب تصريحات سابقة لوزير المياه والري رائد أبو السعود.
ومن أبرز المؤشرات التي رصدتها وزارة المياه والري، امتلاء وفيضان سد وادي شعيب البالغة سعته التخزينية 1.7 مليون متر مكعب، لنحو مرتين أو ثلاث مرات متكررة خلال الموسم المطري الحالي، بالإضافة لامتلاء وفيضان سد الوالة بسعة تخزينية نحو 8.1 مليون متر مكعب، لحوالي مرتين إلى ثلاث مرات، إلى جانب امتلاء وفيضان سد الملك طلال البالغة سعته 75 مليون متر مكعب لحوالي مرتين، فيما وصل سد الكفرين لكامل سعته التخزينية البالغة 8.3 مليون متر مكعب مرة واحدة خلال الموسم الشتوي الحالي، وبعد مرور أعوام طويلة، وامتلاء سد الموجب بكامل سعته البالغة 29.8 مليون.
وبدت علامات تحسن أداء الموسم المطري الحالي ظاهرة، سيما وأن حجم الكميات الهاطلة على مختلف مناطق المملكة منذ بداية الموسم المطري، سجلت نحو 11.6 مليار م3 من المعدل السنوي طويل الامد، معادلة ما نسبته 119% من حجم الأمطار التي سقطت على المملكة الموسم المطري السابق.
وعانى الموسم المطري الحالي انحباسا منذ مطلعه اعتبارا من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلا أن نهايات الموسم كانت كفيلة بتعويض نقص كميات المياه المسجلة، حيث ينتظر أن تقر وزارة المياه والري خطة الموسم الصيفي في كافة محافظات المملكة، قبل نهاية شهر آذار (مارس) الحالي، وسط تأهيل بعض مصادر المياه وتشغيل مصادر جديدة ودراسة كميات المياه الإجمالية المخزنة في مختلف السدود.
وتتوزع الأهداف والأغراض من السدود الرئيسية بالمملكة، لتزويد مياه الشرب من خلال السدود المخصصة لتزويد مصادر المياه للشرب، وتزويد الشركات الصناعية وتزويد المياه لتلبية الأغراض الزراعية.
وساهمت انعكاسات مختلف الهطولات المطرية التي شهدها الموسم الشتوي الحالي، بتعزيز مخازين سدود المملكة الرئيسية، خاصة ما سجلته تبعات تعاقب عدة منخفضات جوية شهدتها المملكة خلال فترة أربعينية الشتاء والمعروفة بالـ”مربعانية”.
وانعكست التبعات الإيجابية عن تأثر الأردن بمنخفضات جوية متعاقبة، على ترطيب الأرض، وتحسين مخازين السدود لما يتجاوز حجمه 50 % والتي كانت تعاني ظمأ، خاصة في مطلع فترة الموسم الشتوي الحالي، إلى جانب استفادة المزروعات. الغد