ام قيس - نال حريق آثم اندلع مساء أمس السبت، في محمية غابات اليرموك، على قرابة 1630 دونما من أراضي المحمية، قبل أن تسيطر عليه الجهات المعنية بالتعاون مع كوادر المحمية والمجتمع المحلي.
واستطاعت كوادر المحمية أن تجنب المحمية كارثة حقيقية بسبب يقظتها وتبليغها عن الحريق بشكل سريع، بالإضافة لتعاونها مع كوادر الدفاع المدني والأجهزة الأمنية، التي سيطرت على الحريق وهو ما منع من تفاقم الأضرار.
وقال مدير المناطق المحمية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عثمان الطوالبة، إن المؤشرات الأولية تظهر أن الحريق قد يكون مفتعلاً، خصوصا وأن المنطقة التي نشب فيها من المناطق المحمية، والتي لا يدخلها الزوار أو حتى كثير من موظفي المحمية، وحصل في ساعات الليل وهو ما يدل أن من دخل إلى تلك المنطقة كانت لديه نوايا مسبقة.
وعن الخسائر، ذكر الطوالبة أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الحريق أتي على قرابة 1630 دونما في المحمية وقرابة 500 شجرة ملول بين حرق كامل أو جزئي و50 شجرة بلوط و2000 شجيرة صغيرة.
وبين أن حصر الأضرار ما يزال مستمرا للوقوف على الأرقام الدقيقة بالإضافة إلى حجم الخسائر في الأنواع البرية ككل من حيوانات وطيور، وهو الذي قد يتمدد إلى ما بعد الحريق.
وطالب الطوالبة بتشكيل لجنة موسعة تضم الجمعية وكافة الجهات المعنية للوقوف على حقيقة أسباب الحريق ومعاقبة المتسببين في حال تم إثبات أنه مفتعل وتحت أي ظرف.
وزار وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة محمية غابات اليرموك اليوم الأحد، للوقوف على الواقع والأضرار التي تسبب بها الحريق وجال برفقة مسؤولي الجمعية في مرافق المحمية والمناطق المتضررة من الحريق.
بدوره، قال مدير المحمية محمد الملكاوي إن كوادر الجمعية والمحمية واصلت منذ الأمس جهودها يدا بيد مع الدفاع المدني والأجهزة المعنية وبذلت جهودا جبارة لمنع تفاقم الحريق وامتداده لمناطق أخرى، خصوصا وأن اتجاه الرياح كان يساعد على انتشار الحريق.
وبين الملكاوي أن الحريق وقع في المنطقة البرية مساء الأمس بحدود الساعة الحادية عشرة مساء، وهي منطقة يمنع دخولها باستثناء بعض موظفي الجمعية ممن يتطلب طبيعة عملهم ذلك.
وأكد أن الجمعية تمتلك خطة للحريق وتم تطبيقها وهو الأمر الذي قلل من الأضرار ومنع من امتداد الحريق بشكل أكبر، مشددا على ضرورة إجراء تحقيق من قبل لجنة موسعة وبشكل فوري لتحديد الأسباب وتطبيق القانون على أي متسبب في حال تم إثبات ذلك.
يُشار إلى أن محمية غابات اليرموك تقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة على حدود مرتفعات الجولان، وتبلغ مساحة المحمية 20.5 كم²، ويتكون الموقع من جزئين طبوغرافيين أساسيين: الجبال حيث يصل ارتفاعها إلى 500 متر فوق سطح البحر وتنخفض في بعض المناطق إلى 100 تحت مستوى سطح البحر وتغطيها غابات البلوط متساقط الأوراق بشكل جيد، وما يتخللها من الأودية الصغيرة والمتوسطة والتي تنحدر نحو نهر اليرموك، حيث يكون فيها الجريان موسمياً باستثناء وادي شق البارد.
وتقع محمية غابات اليرموك ضمن إقليم البحر الأبيض المتوسط الجغرافي الحيوي الذي يتميز بمناخ معتدل، حيث الجو حار صيفاً وبارد شتاءً ويصل فيه معدل هطول الأمطار إلى 400-600 ملم/سنة.
وتحتوي المحمية على أربعة أنماط نباتية: نمط غابات البلوط متساقط الأوراق (الملول) ونمط النبت المائي العذب والنمط اللاغابوي ونمط الصنوبر الحلبي المستزرعة، وقد أظهرت المسوحات الأولية السريعة وجود 547 نوعا من النباتات؛ أهمها البلوط متساقط الأوراق والذي يعد الشجرة الوطنية للأردن بالإضافة إلى البطم الأطلسي، الصفصاف الأبيض، الدلب الشرقي، الأوركيد الأناضولي، الصنوبر الحلبي. الغد