Off Canvas sidebar is empty

الإسكندر وطروادة والساموراي.. أفلام شهيرة زيَّفت التاريخ ولكننا صدقناها!

برلين - يميل الجمهور بشكلٍ كبير لمشاهدة الأفلام المبنية على قصص حقيقية، ويزداد اهتمامهم بمتابعتها عندما تكون تلك الأفلام مستوحاة من أحداث تاريخية حقيقية، حيث تنجح هذه الأعمال عادة في الاستحواذ على إعجابهم، وكذلك على حصد العديد من الجوائز العالمية.

ولكن ليست كل الأفلام التاريخية التي قدمتها السينما التزمت 100% بالوقائع الحقيقية التي بنوا عليها أحداثهم، فكثيراً ما كان يتدخل خيال صناع تلك الأفلام لإضافة خلطات معينة يعلمون جيداً أنها ستجعل أفلامهم أكثر نجاحاً وشهرة، وأنها ستجذب انتباه الجمهور والجوائز المهمة أكثر مما لو كانوا قد نقلوا التاريخ بحذافيره.

وفي هذا التقرير نقوم باستعراض عدد من الأعمال التاريخية الناجحة التي قدمتها هوليوود، والتي قدّمت للجمهور معلومات خاطئة عن أحداثها.

Braveheart

من بين تاريخه السينمائي الطويل، يعد Braveheart هو أهم وأبرز أفلام النجم الأميركي ميل جيبسون، خاصة أنه ربح عنه جائزتي أوسكار: كأفضل فيلم وأفضل مخرج.

ورغم إشادة الكثير من النقاد به وعشق الجمهور له، إلا أنه جاء مليئاً بالمغالطات، فالأسكتلنديون مثلاً لم يكونوا يدهنون وجوههم باللون الأزرق كما ظهر في الفيلم، كما أن أزياء الحروب التي ارتدوها كانت سابقة لعصرهم بأكثر من 3 قرون.

ولكن أكبر الأخطاء كانت في قصة الحب التي جمعت بين جيبسون والنجمة الفرنسية صوفي مارسو التي لعبت دور أميرة ويلز إيزابيلا، فوفقاً لكتب التاريخ، فقد كانت تبلغ من العمر حوالي 9 سنوات وقت حدوث الانتفاضة التي قام بها ويليام والاس، كما أنها لم تتزوج من الملك إدوارد إلا بعد إعدام والاس بسنوات.


Alexander

جدل كبير أثاره فيلم Alexander –الذي قام ببطولته النجم الأيرلندي كولين فاريل- وقت عرضه.

جزء كبير من هذا الجدل سببه الأخطاء التاريخية العديدة التي امتلأ بها الفيلم، فالكثير من الأحداث الهامة في حياة الإسكندر الأكبر تم اختصارها وتقديمها بشكل متواضع في الفيلم.

على سبيل المثال هناك 3 معارك ضخمة خاضها الإسكندر الأكبر في حياته هي: Battle of the Granicus وBattle of Issus وBattle of Gaugamela، وقد تم اعتبارها كلها معركة واحدة فقط في الفيلم.

كما أن هناك العديد من الشخصيات التي ظهرت في الفيلم كانت أعمارها أصغر بكثير من الشخصيات الحقيقية المعروفة في كتب التاريخ.


300

لا شك أن معركة مقاتلي إسبارطة ضد الإمبراطورية الفارسية التي ظهرت في فيلم 300 كانت واحدة من أشهر المعارك في تاريخ السينما، والتي تم تنفيذها بحرفية شديدة.

لكن لا يعرف الكثيرون أن المعركة الحقيقية التي عُرفت باسم Battle of Thermopylae لم تتم بنفس الطريقة التي ظهرت في الفيلم.

على سبيل المثال لم يكن مقاتلي إسبارطة يحاربون بصدور عارية وحرامل حمراء كما ظهر في الفيلم، بل كانوا في الحقيقة يرتدون دروعاً واقية ثقيلة.

وبينما كان عدد مقاتلي إسبارطة في الحقيقة 300 بالفعل، إلا أنهم لم يخوضوا المعركة بمفردهم كما ظهر في الفيلم، بل انضمت لهم عدة تحالفات، ليتجاوز عددهم في النهاية أكثر من 7000 مقاتل.

كما أن ملك فارس Xerxes كان في الحقيقة قصيراً، ولم يكن ضخماً وأصلع كما ظهر في الفيلم.


Gladiator

5 جوائز أوسكار ربحها فيلم Gladiator بينها أفضل فيلم وأفضل ممثل لبطله النجم النيوزيلندي راسل كرو.

ورغم أن الكثيرين يعدونه أحد أهم الأفلام التاريخية في السينما العالمية، إلا أنه أيضاً لم يخلُ من تقديم العديد من المعلومات الخاطئة حول الشخصيات والأحداث التاريخية التي استوحى منها.

مثلاً شخصية الإمبراطور كومودوس التي لعبها الممثل البورتوريكي واكين فينكس؛ لم تكن في الحقيقة بهذا القدر من الانحرافات والسلوكات الشاذة التي ظهر بها في الفيلم، كما أنه مات مخنوقاً في حوض الاستحمام وليس في حلبة القتال.

أما شخصية ماكسيموس التي لعبها كرو؛ فهي ليست شخصية حقيقية، بل مستوحاة من عدة شخصيات تاريخية بينها القائد الروماني تروتينيوس باتيرنوس الذي واجه القبائل الجرمانية، والمصارع ناركيسوس الذي خنق كومودوس في الحقيقة.


The Last Samurai

بينما ظهر النجم الأميركي توم كروز بشخصية مقاتل أميركي سرعان ما أصبح ناصحاً للقوات اليابانية في The Last Samurai، فإن الحقيقة لم تكن كذلك على الإطلاق.

شخصية كروز كانت خيالية، كما أن اليابان في تلك الفترة لم تكن تستخدم ناصحين غالباً من فرنسا، بالإضافة إلى أنه لم يكن وارداً أن يقوموا بتعليم هذا الشخص الغريب خفايا وأساليب الساموراي.

كما أن محاربي الساموراي لم يكونوا في الحقيقة بهذا القدر من النُبل الذي أظهره الفيلم، حيث كانوا يسيئون كثيراً السلطة والنفوذ الكبيرين اللذين كانا يحظيان بهما وقتها، بالإضافة إلى أن السبب الرئيسي لحركة التمرد التي قاموا بها؛ كان لحماية أملاكهم.


Marie-Antoinette

ربما تكون ماري أنطوانيت هي أشهر الملكات التي عرفتها فرنسا، ولكن الشخصية التي قدمتها النجمة الأميركية كريستين دانست في الفيلم الذي حمل نفس الاسم؛ كانت مختلفة تماماً عن الشخصية الحقيقية.

دانست ظهرت في الفيلم ساذجة وبريئة، بينما الحقيقة أن أنطوانيت كانت شديدة الذكاء.

كما أن أحد أسباب الجدل الكبير الذي أُثير حول الفيلم وقت عرضه هو ابتعاده الكامل تقريباً عن السياسة، حيث ظهرت ماري أنطوانيت في الفيلم مهتمة أكثر بالتسوق والأكل والعلاقات الغرامية، بينما في الحقيقة أنها كانت منخرطة بشكل كبير في سياسة بلدها.

هافينغتون بوست عربي  |  هشام قاسم