عمان – أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن الحكومة، وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، تضع في مقدمة أولوياتها خلال المرحلة الحالية تقديم الدعم للفئات المتضررة من تداعيات جائحة كورونا.
وأشار الرزاز إلى أنه، وفي إطار إيجاد حلول للتداعيات الاجتماعية لهذه الجائحة، تم تقديم العون والمساعدة لنحو 586 ألف أسرة أو ما يعادل حوالي 5ر2 مليون مواطن، من خلال صندوق همة وطن وصندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وبرامج الضمان الاجتماعي والتسهيلات التي قدمها البنك المركزي الأردني لتمكين العديد من الشركات على دفع رواتب موظفيها.
وعرض رئيس الوزراء خلال مقابلة متلفزة أجراها معه مدير عام وكالة الانباء الأردنية ( بترا)، الزميل فايق حجازين، أمس الخميس، جملة الاجراءات التي قامت بها الحكومة منذ بداية الجائحة، ابتداء من الاستجابة السريعة خلال الأسابيع الأولى للحد من انتشار المرض عبر اجراءات صحية واقتصادية واجتماعية، مرورا بمرحلة التكيف والتكافل ووصولا الى مرحلة التعافي والمنعة التي بدأت الحكومة بالعمل عليها.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن تقديرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بحدوث انكماش اقتصادي في الأردن يتراوح بين 4ر3 الى 7ر3 بالمئة، ما يستوجب إعادة النظر بالعديد من الأمور أولها أنظمة التكافل حتى نحمي الأسر والأفراد الأضعف في المجتمع .
وأكد أنه، ورغم الظروف والتداعيات الصعبة للازمة، إلا أن هناك فرصا يمكن للأردن استثمارها، لاسيما في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية والزراعة والتصنيع الغذائي وفي قطاعات واعدة في مجال الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات الذي يبدع فيه شبابنا في تقديم الخدمات عن بعد.
وردا على سؤال بشان الإجراءات الإسرائيلية الأحادية لضم أراض في الغور الأردني على الجانب الغربي من نهر الأردن، أكد رئيس الوزراء أن رد جلالة الملك عبدالله الثاني على هذا الأمر كان واضحا وحاسما برفض هذه الاجراءات انسجاما مع الثوابت الأردنية المؤكدة على ضرورة وجود حل عادل للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وأستهل رئيس الوزراء المقابلة بتقديم التهنئة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ووطننا وشعبنا الأردني بقرب حلول عيد الفطر السعيد وعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية العزيز على قلوب الأردنيين جميعا .
كما قدم شكره إلى “الجيش الابيض” من الكوادر الصحية الذين هم في الخندق الأمامي وإلى القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية وجميع العاملين في الميدان لمواجهة هذا الوباء .
وأكد رئيس الوزراء، أن الأرقام التي تم تسجيلها بفيروس كورونا وبعض البؤر التي تشكلت خلال الأيام الأخيرة أوصلتنا إلى إجماع، وبتنسيب من لجنة الأوبئة ووزير الصحة، بضرورة الحذر واتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والوقائية .
كما أكد أنه لا هوادة في المعركة ضد هذا الوباء محذرا أن أي تباطؤ أو تساهل سيكون له تداعيات خطرة جدا .
وقال “كنا نتمنى أن تكون الظروف أفضل ومعايير الحجر أخف قليلا مع قرب مناسبة العيد، ولكن الارقام وبعض البؤر التي تشكلت في الأيام الأخيرة اوصلتنا إلى إجماع وبتنسيب من الفريق الطبي ولجنة الأوبئة ووزير الصحة بأن نأخذ الحذر وبان لا هوادة في هذه المعركة، لان اي تباطؤ أو تساهل سيقود لتداعيات خطرة جدا، ونأمل بأن تتحسن الأمور وتكون أفضل في عيد الاضحى القادم مما هي عليه الان”.
وفيما يلي نص المقابلة :
س : هل هناك إجراءات لضمان التدرج والوصول إلى مرحلة التعافي؟ج : ما نعمل عليه الان منظومة مرتبطة بمعايير ومؤشرات وهي تصنف المعايير الصحية والمعايير الاقتصادية بالوان بدءا من الاحمر ويرمز الى الخطر وصولا الى الابيض وهو نهاية الوباء في جميع انحاء العالم .
ان الانتقال من تصنيف الى اخر مرتبط بمؤشرات صحية له علاقة بأعداد المصابين وسعة المستشفيات والقدرة الاستيعابية لها والمعايير الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وحسب اهمية القطاع ومخاطره على المواطن .
منذ البداية سمحنا لقطاع الصحة والاغذية والادوية وهكذا حتى نصل بهذه المنظومة الى فتح جميع القطاعات وعودة الحياة الى طبيعتها .
هذا التسلسل وبشكل منظم وعلمي يبعدنا عن الاجتهادات والحمد لله لغاية الان كل توصية وردتنا من لجنة الاوبئة او وزير الصحة تم تنفيذها بالكامل ، الامور بخير ولكن هذه معركة طويلة ويجب ان نحضر انفسنا بطريقة علمية ومنهجية تكون بمتناول الجميع .
س : اثار وتداعيات كورونا على الاقتصاد بشكل عام اوجدت حاجة اكثر لضمان مزيد من النمو لمواجهة بطالة محتملة اذا ما حدث تعطل في بعض القطاعات ، اين تتجه خطط الحكومة الاقتصادية في هذا المجال ؟ .
ج : عرفنا 3 مراحل انتقالية اساسية للتعامل مع ازمة فيروس كورونا ، الاولى الاستجابة الفورية الصحية والاقتصادية والاجتماعية والاجراءات التي اضطررنا لاتخاذها بسرعة خلال الاسابيع الاولى وقد تعديناها الى المرحلة الثانية التي تشمل التكيف والتكافل ، التكيف مع المعطيات الجديدة اجتماعيا واقتصاديا وصحيا وايضا انظمة التكافل لنتأكد من أن منظومتنا قادرة على العناية بمرضانا ومصابينا والذين فقدوا وظائفهم ومصدر دخلهم، والمرحلة الثالثة التي بدانا نعمل عليها هي مرحلة التعافي والمنعة للأردن وهذه المراحل جميعها مهمة وتتم المأسسة لها بالشكل الصحيح حتى نعطيها حقها .
س : كانت هناك هبة من مؤسسات الوطن والشركات وصورة من صور التكافل الاجتماعي تم اثباتها خلال هذه الجائحة، ما حجم المبالغ التي تم جمعها لصندوق همة وطن وآلية انفاقها؟ج : صندوق همة وطن يأتي تحت عنوان التكافل الاجتماعي، حيث بلغت مجموع التبرعات للصندوق نحو 100 مليون دينار وقد كان لدينا منظومة ممتازة نستطيع البناء عليها بشكل سريع ، البنك المركزي اخذ اجراءات وتسهيلات للشركات لتستطيع دفع رواتب موظفيها التي تذهب مباشرة لحسابات الموظفين مشيرا ان 25 الف موظف في هذه الشركات تسلم رواتب من خلال هذه التسهيلات كما ان الضمان الاجتماعي عمل على برامج جديدة بالإضافة الى برنامج التعطل عن العمل الذي وصل الى 170 الف عامل مياومة او من يعمل لحسابه الخاص .