شو في نيوز - يترشح رسام الكاريكاتير الزميل عماد حجاج، للمرة الثانية، إلى القائمة القصيرة لجائزة الكاريكاتير الأوروبي لعام 2023، بعد ترشحه لها في العام الماضي 2022.
وحجاج الرسام العربي الوحيد بين المرشحين الـ16 لهذا العام، عن كاريكاتير أنجزه عقب وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني.
وأعلن أمس الخميس عن قائمة المرشحين، على أن يُعلن الفائز في 14 سبتمبر/ أيلول المقبل في مدينة لاهاي.
وقال عماد حجاج، لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتراك في الجائزة كفنان عربي يعني لي الكثير، فهي جائزة أوروبية مرموقة، ومعظم المشاركين فيها يعملون في صحف أوروبية، ومن الصعب على أي فنان من خارج القارة الأوروبية المشاركة فيها".
ويضيف حجاج: "كنت محظوظاً بالمشاركة، خاصة أن صحيفة العربي الجديد، حيث أعمل، تشكّل رافعة صحافية متميزة، بحضورها وبموضوعاتها السياسية والاجتماعية، وهذه الرسومات أترجمها إلى اللغة الإنكليزية. أحياناً، لا تحتاج ترجمة، ففن الكاريكاتير لغة عالمية، وتنشر هذه الأعمال والمواضيع في المواقع الأوروبية، لا سيما أن اهتمامات صحيفة العربي الجديد ترتبط بمواضيع ذات أبعاد إقليمية وعالمية، وبالقضايا الإنسانية. نشرت هذه الرسمة (مهسا أميني)، بعد نشرها في العربي الجديد، في موقع كارتون موفمنت، وهو من أهم مواقع الكاريكاتير الأوروبية".
بعد حديث حول فن الكاريكاتير الذي يخمد ويضمر، بانحسار الصحافة الورقية، اتضح بعد عديد من أزمات، انتعاش هذا الفن في أوروبا، ليحتل مساحات واسعة في الإعلام الجديد
وتابع: "هم لا يعرفون لغتنا العربية، والاختيارات لا تتم وفق الجنسية، بل من خلال لغة الألوان والخطوط والفكرة العميقة. لقد قدّروا الفكرة المرسومة، وأنها تستحق الوصول إلى النهائي".
وذهب حجاج إلى أن "المشاركة في مثل هذه الجوائز فخر لي"، معللاً ذلك بأن "الجوائز التي تهتم بالكاريكاتير عربياً قليلة، بعكس القارة الأوروبية التي يختلف فيها الأمر، فبعد حديث حول فن الكاريكاتير الذي يخمد ويضمر بانحسار الصحافة الورقية، اتضح، بعد العديد من الأزمات، انتعاش هذا الفن في أوروبا، ليحتل مساحات واسعة في الإعلام الجديد، وتتكاثر الجوائز المتخصصة فيه. والجوائز الأوروبية من أهم الجوائز العالمية حالياً".
وبيّن حجاج أنه شارك في هذه الجائزة ثلاث مرات: "وصلت مرتين إلى القائمة القصيرة مرشحّاً نهائياً العامين الماضي والحالي. ووصل هذا العام إلى القائمة النهائية 16 فناناً، أغلبهم من القارة الأوروبية".
في الكاريكاتير، يرى حجاج "فناً للناس وفناً للشعب، لا فناً للنخب. الجميع يستطيع فهمه وتذوقه، وهو فن التعاطي مع الواقع اليومي، السياسي والاجتماعي، وفنانو الكاريكاتير معرفون بأنهم ضمير الناس، ينحازون دائماً إلى المواطنين والطبقات المسحوقة، وتعبيرهم الصادق يزرع حبهم في قلوب الناس، هذا هو الواقع في جميع بلدان العالم".
وأشار إلى أنه استطاع، انطلاقاً من السياسي والإنساني العالمي المجرد، الوصول إلى مستوى أوسع من الظهور المحلي، فـ"الكاريكاتير لغة عالمية، بعد أن وفّقت من خلال شخصية أبو محجوب في الأردن" التي وجدها شخصية طريفة "تمثّل الإنسان المرح المتفاعل مع الواقع بطريقة ساخرة وهادفة، وقد عرفها الناس طيلة 30 عاماً".
وحول ظروف وبيئة فن الكاريكاتير، قال: "هناك قاعدة عامة معروفة أن الكاريكاتير فنّ يزدهر في الدول التي تنخفض فيها هوامش حرية التعبير، كما النكتة السياسية، والفنون المحرمة والمهربة، فالوطن العربي معروف بازدهار فناني الكاريكاتير"، مذكراً بناجي العلي وعلي فرزات، لكن "في مشهد الكاريكاتير العربي الحالي نجد فناني الكاريكاتير يعانون في بلدانهم، بسبب انخفاض أسقف التعبير وضيق صدر السلطات".
وبرأي حجاج، فإن رسامي الكاريكاتير هم "أول الضحايا الذين تتخلى عنهم الصحف في كثير من الدول العربية، خاصة بسبب أزمة الصحف الورقية"، ولفت إلى أن من الصور الأبشع لضحايا الكاريكاتير "ناجي العلي يغتال، علي فرزات تكسر أصابعه، أكرم رسلان، وهو رسام سوري معارض، يقتل تحت التعذيب، والقائمة تطول".
ونصح حجاج بـ"التمسك بلغة الكاريكاتير الرائعة... فإذا كان المواطن العربي لا يستطيع أن ينتخب رئيسه أو يشارك حكومته باتخاذ القرارت، فمن حقه، على الأقل، أن يسخر ويضحك، وأن يرسم، ويتذوق، ويتعاطى الكاريكاتير، لينتعش كما ينتعش في أوروبا، وأي بلد يدعي الحرية يجب أن يكون المجال فيه مفتوحا لرسامي الكاريكاتير".
رسامي الكاريكاتير هم أول الضحايا الذين تتخلى عنهم الصحف في كثير من الدول العربية، خاصة بسبب أزمة الصحف الورقية
مشواره الإبداعي
عماد حجاج فنان كاريكاتير ومصمم أردني، وتتناول رسوماته مواضيع سياسية اجتماعية، وقد اشتهر بشخصية أبو محجوب الساخرة، وفاز بجائزة دبي للصحافة العربية مرتين عن فئة الكاريكاتير، كما أبدع في الكاريكاتير السياسي الساخر، وأفلام الرسوم المتحركة، وكتابة النص الحواري الساخر، وله العديد من المطبوعات في مجال الكاريكاتير.
ولد في رام الله في العام 1967، وعمل في عدّة صحف محلية وعربية، تناولت رسوماته الوضع السياسي في الشرق الأوسط والعالم، بالإضافة إلى المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشغل المجتمع الأردني، من خلال شخصية أبو محجوب الكارتونية.
وحصل عام 1974 على أول شهادة تقدير للرسم عن مسابقة مدرسية حول موضوع إحراق المسجد الأقصى. والتحق عام 1986 بجامعة اليرموك لدراسة الفيزياء، ثم تحوّل عام 1988 لدراسة الفنون الجميلة، ليحصل عام 1991 على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة (فن الغرافيك)، مع تخصص فرعي في الصحافة والإعلام.
والعام الماضي، وصل كاريكاتير للزميل عماد حجّاج إلى القائمة القصيرة لترشيحات جائزة الكاريكاتير الأوروبية European Cartoon Award لعام 2022، ويحمل الرسم عنوان "أوروبا واللاجئون الفارون من أوكرانيا"، ونشره موقع وصحيفة العربي الجديد في الأول من مارس/آذار الماضي، وسط اتهامات لأوروبا بالتمييز بين الفارين من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتنافس حجّاج على الجائزة الأوروبية في العام 2022 مع 15 رسام كاريكاتير آخرين، هم تاسو بوركوفيتش، وديف براون، وهاري برتون، وهايو دي رايخر، وجان-ميشال ديلامبري، وكارلوس ديفيد فوينتيس، وفاسكو غارغالو، وسيلفانو ميلّو، وماريلينا ناردي، وبيير باوما، وتجيرد روياردس، وياتيس سيوكا، وماتياس تاجيدا، وماهناز يازداني، وناهيد زماني.