روسيا - أ ف ب - تحطمت طائرة بوينغ فجر امس في مطار روستوف اون دون في جنوب روسيا بسبب سوء الاحوال الجوية، ما ادى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وهم 62 شخصا.
وكانت الطائرة وهي من طراز بوينغ 737 القادمة من دبي تحاول الهبوط للمرة الثانية عند نحو الساعة 00,50 ت غ عندما خرجت عن المدرج وتحولت الى كتلة من النار وتحطمت وتناثرت انقاضها على مساحة واسعة.
وقالت يانا التي تعيش بالقرب من المطار «لقد اهتز منزلي باكمله. ونظرت الى ساحة منزلي واكتست السماء بلون احمر لم ار مثله في حياتي». واكدت لجنة تحقيق روسية مقتل جميع ركاب الطائرة ال55 وطاقمها السبعة وبدأت تحقيقا في احتمال وجود اعطال فنية او خطا طيار او سوء احوال جوية.
واعرب الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي غيث الغيث عن حزنه للحادث وقال «نيابة عن الجميع في فلاي دبي أرغب بالتعبير عن الأسى الذي نشعر به بسبب الحادث المأساوي (..) جميع من في الشركة يشعرون بالصدمة العميقة».
وتاسست فلاي دبي التي تملكها حكومة دبي في آذار 2008 وشهدت نموا كبيرا مع شقيقتها الكبرى طيران الامارات الاولى في العالم في عدد المسافرين على الرحلات الدولية.
وقالت الشركة «لا نعرف بعد كل ملابسات الحادث، لكننا نعمل مع السلطات بشكل وثيق لمعرفة ما حدث تحديدا».
وقالت الشركة ان الطائرة كانت تقوم بالرحلة رقم في زي981 وكان من المقرر ان تهبط عند الساعة 22,40 ت غ.
واوضحت الشركة في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان الركاب هم «44 روسيا وثمانية اوكرانيين وهنديان واوزبكستاني».
وقالت السلطات القبرصية ان قائد الطائرة هو المواطن القبرصي اريستوس سوكراتوس. واعرب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس امس عن «صدمته وحزنه العميقين» للحادث.
وذكرت عدة مصادر اثنين من الطاقم من اسبانيا والاربعة الباقين من روسيا وكولومبيا وجزر السيشل وقيرغيزستان.
- «خسارة كبيرة» -
داخل مبنى روستوف-اون-دون الدولي، وضع السكان المحليون اكاليل الزهور امام قائمة تحمل اسماء الضحايا، فيما حاول اقارب الركاب المصدومون استيعاب النبأ.
وقال الكسندر خيستياكوف الذي كان شقيقه بين الركاب «ادرت التلفزيون لاستمع الى الاخبار واعتقدت لوهلة ان الحادث ارهابي، ولكنه تبين ان الحادث وقع هنا في المطار». وقال «شقيقي كان اكبر مني ب15 عاما. وكان جراحا ناجحا في المستشفى المحلي. خسارة كبيرة».
واظهرت لقطات بثتها شبكات تلفزيون روسية كتلة من اللهب ترتفع بعد سقوط الطائرة. واستغرق اطفاء الحريق اكثر من ساعة، بحسب وزارة الطوارئ.
وعرض الاعلام المحلي لاحقا صور عمال الانقاذ يمشطون الانقاض التي تناثرت وسط الثلوج، وقالت وزارة الحالات الطارئة الروسية ان رجال الاطفاء احتاجوا لاكثر من ساعة لاخماد الحريق، موضحة انها ارسلت اكثر من 700 من رجال الانقاذ ومئة آلية الى مكان الحادث.
واكد المحققون العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة.
وقالوا ان الطائرة «ارتطمت بالارض وتفككت الى اجزاء» تناثرت على امتداد كيلومتر ونصف الكيلومتر.
وكان صدر تحذير من رياح عاتية في المنطقة، وكان المطر يتساقط بغزارة وقت وقوع الحادث.
واعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لعائلات الضحايا بعد ان اطلعه وزراء النقل والطوارئ على الحادث، بحسب الكرملين.
والغت شركة الطيران الروسية ايروفلوت رحلاتها امس واليوم الى روستوف-اون-دون بينما حولت شركات اخرى مسار عدد كبير من رحلاتها الى مطار كراسنودار على بعد 300 كلم جنوب روستوف-او-دون.
وروى احد ركاب طائرة حطت في كراسنودار قبيل تحطم طائرة البوينغ للايف-نيوز ان «الاحوال الجوية كانت رهيبة وكانت الطائرة تهتز بشكل مخيف».
- سجل الشركة قوي -
وعقب الحادث تم فتح تحقيق جنائي لتحديد ما اذا كانت هناك مخالفات لقواعد السلامة، واذا ما لعب الاهمال دورا في الحادث.
وقال الناطق باسم اللجنة فلاديمير ماركين انه «يتم تحليل روايات عدة عن الحادث بينها خطأ محتمل من قبل الطاقم ومشكلة تقنية في الطائرة والاحوال الجوية الصعبة وعوامل اخرى».
واعلنت مجموعة بوينغ انها على علم بالحادث موضحة انها تريد «جمع مزيد من التفاصيل» حول الكارثة قبل اصدار بيان رسمي.
واعربت الشركة عن استعتدادها «لتوفير المساعدة الفنية في حال طلبت منها ذلك الاجهزة الحكومية التي تجري التحقيقات». ولشركة فلاي دبي سجلا قويا في السلامة، رغما ن احدى طائراتها اصيبت بعيار ناري اثناء هبوطها في بغداد في كانون الثاني 2015، ما دفع العديد من شركات الطيران الى تعليق رحلاتها الى العاصمة العراقية. ولم يصب احد في الحادث.
وتسير الشركة رحلات الى تسعين وجهة لا تبعد اكثر من ست ساعات عن دبي وتملك اسطولا يتألف من خمسين طائرة بوينغ 737.
وتعرف المطارات الروسية بتاريخها غير القوي للسلامة حيث تحطمت طائرة خاصة في 2014 وادت الى مقتل رئيس شركة توتال النفطية العملاقة كريستوف دي مارجيري عند اقلاعها في موسكو، اضافة الى سلسلة من الحوادث الاخرى.