لندن - معظمنا ينفق الكثير من المال لفرد الشعر وجعله انسيابياً، لكن الرموش بطبيعة الحال لا تحتاج إلى هذا القدر من العناية، فقط لأنها تنمو لمدة معينة ثم يتوقف نموها بعد ذلك.
بالطبع توجد استثناءات لهذا، فبالتأكيد تعرف شخصاً على الأقل حواجبه كثيفة، وبالطبع الحواجب لا تنمو بالقدر الذي يجعلك تذهب إلى الحلاق.
ذكر موقع Mynet التركي، وجود ثلاث مراحل لنمو بصيلات الشعر، مرحلة النمو (طور التنامي)، المرحلة الانتقالية (طور التراجع)، ومرحلة الراحة (مرحلة تساقط الشعر).
إذ ينمو 85% من شعر الإنسان في مرحلة طور التنامي في وقت ما خلال حياة الإنسان، وخلال هذه الفترة ينتج الجسم بصيلات شعر جديدة، وينمو الشعر تقريباً بطول 15 سم سنوياً.
وأثناء المرحلة الانتقالية يتقلص طول بصيلات الشعر الأصلي إلى السدس، ما يسبب فصل الشعر عن إمدادات الدم، وبالتالي يتحرك نحو سطح الجلد مباشرة.
وبعد مرور حوالي أسبوعين تأتي مرحلة الراحة، ويبقى الشعر هكذا دون نمو لبضعة أشهر، قبل أن تحدث دورة جديدة.
يكون حوالي 10- 15% من شعر الرأس في مرحلة الراحة، أي لا داعي للذعر أبداً عندما ترى بعض بصيلات من شعرك في يدك أثناء غسله أو تمشيطه. لكن بالطبع إذا كانت بصلات الشعر عبارة عن كتلة كبيرة، عليك زيارة الطبيب على الفور.
ويمكن أن يختلف طول مرحلة طور التنامي اختلافاً كبيراً، اعتماداً على مكان وجود الشعر في الجسم، فطول المرحلة بالنسبة للرموش يتراوح من 30 يوماً إلى 6 سنوات.
وكلما طالت مدة مرحلة الطور التنامي للشعر ازداد طوله، فلا توجد فرصة لزيادة طول الرموش والحواجب قبل انسيابه، لأن مرحلة طور التنامي تستمر لفترة أقصر بكثير عن طور التنامي الخاصة بالشعر.
كما تختلف بصيلات الشعر عن باقي أجزاء الجسم الأخرى، إذ تستخدم البروتينات الزائدة أو المعاد إنتاجها من أجل إطالة الشعر.
ويختلف طول المدة في كل مرحلة وفق كل شخص عن الآخر، إلى جانب العوامل الوراثية، فبعض الناس لديهم بصيلات شعر طويلة، وهذا عادة يرجع إلى أن فترة التنامي لديهم طويلة أكثر من الطبيعي؛ لذلك يتم إنتاج بصيلات شعر طويلة بشكل غير عادي في بعض أجزاء أجسامهم.
ومن الحقائق المدهشة أن قص الشَّعر لا يسهم في زيادة طوله، فاللحية، على سبيل المثال، تتميز بخصائص الشعر نفسها، ورغم حلقها دائماً فإنها لا تنمو بشكل أكبر كل مرة.
ومن هذا المنطلق، ليس هناك ما يدل على أن قص الشعر يسهم فعلاً في نموه؛ إذ إن الشعر ليس كالنباتات، فضلاً عن أنه ليس عضواً حياً في الجسم. في المقابل، فإن الجزء الوحيد في الشعر الذي يعتبر "حياً"؛ هو جذور الشعر التي تنمو في فروة الرأس، ويتم تغذيتها عن طريق الدم.
هذا يعني أن نمو الشعر مرتبط أساساً بصحة الجسم، علاوةً على ذلك، يختلف نسق نمو الشعر من شخص لآخر، وحسب اختلاف الأعراق والأجناس، بحسب صحيفة Ça m’intéresse الفرنسية.
على سبيل المثال، يُقدر معدل نمو شعر شعوب إفريقيا بنحو 0.9 سنتمتر في الشهر الواحد، في حين ترتفع نسبة نمو الشعر لدى شعوب القوقاز، وتُقدر بأقل من 1.3 سنتيمتر في الشهر. أما بالنسبة للآسيويين، فإن معدل نمو الشعر يُقدر بنسبة 1.3 سنتيمتر شهرياً.
يعود الرقم القياسي لموسوعة غينيس لأطول شعر حاجب في العالم إلى الياباني سوميتو ماتسومورا، بطول 18.1سم، كما يعود لأطول شعر للرموش إلى جون ستيوارت مولر من فلوريدا.
لكن هذه الأرقام القياسية تكون باهتة بعض الشيء مقارنة بأطول شعر في العالم، ووفقاً لموسوعة غينيس فإن امرأة صينية تدعى كيسي كيوبينغ لم تقص شعرها منذ العام 1973، وعندما قامت بقياس طوله في العام 2004 وجدت طول شعرها يبلغ 5627 سنتيمتر.
أي إذا تدلى شعر هذه المرأة من نافذة في الدور الثاني للمس الأرض، مثل قصة رابونزل الخرافية، ولم تذكر كيسي سبب تركها لشعرها وعدم قصه، لكن نأمل أنها لم تكن تنتظر أميراً وسيماً طوال 31 عاماً.