Off Canvas sidebar is empty

فيلم «ديدبول» عودة إلى البطل الخارق

عمان -يجمع فيلم «ديدبول» (Deadpool) (2016) بين أفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي والأفلام الكوميدية، وهو من إخراج المخرج تيم ميلر، وأول أفلامه الروائية الطويلة بعد إخراج فيلمين قصيرين. واشترك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان ريت ريس وبول ويرنيك استنادا إلى شخصيات من ابتكار الكاتبين فابيان نيسيزا وروب ليفيلد.
وهذا الفيلم من أفلام الأبطال الخارقين المستمدة من مسلسلات مارفيل للقصص المصورة التي انتشرت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي واستندت إليها عشرات الأفلام. وتدور قصة فيلم «ديدبول» حول اكتساب جندي أميركي سابق قوة خارقة وقيامه بتعقب الرجل الذي دمّر حياته وحوّلها إلى جحيم والانتقام منه. ونتعرف على الجندي السابق في القوات الخاصة الأميركية ويد ولسون (الممثل ريان رينولدز) الذي يتحوّل إلى مرتزق يجوب الشوارع في مدينة نيويورك، ويتعرف على الشابة فانيسا كارلاي (الممثلة مورينا باكارين) وتربط بينهما علاقة حب ويتفقان على الزواج. إلا أن ويد ولسون يصاب بانهيار صحي مفاجىء، ويتبين أنه مصاب بحالة مميتة لمرض السرطان، فيقرر الانفصال عن خطيبته.
ويلتقي ويد ولسون في أحد المختبرات بأجاكس دست (الممثل إيد سكريم) وزوجته أنجيل (الممثلة جينا كارانو)، ويقوم أجاكس بحقن ويد بمصل هدفه إحياء الجينات الكامنة في جسمه، ليس خدمة لمصلحة ويد، بل كتجربة لتنمية عبيد ذوي مقدرة متفوقة لبيعهم لزبائن أثرياء. ويقوم أجاكس بتعذيب ويد لعدة أيام لتوليد الضغط اللازم لإحياء الجينات الكامنة لدى المريض ويد، ولكن دون جدوى. إلا أن جسم ويد يطوّر خلال احتجازه عاملا يؤدي إلى شفائه من مرض السرطان ويكسبه قوة خارقة، مع أنه يترك تشويهات في سائر أنحاء جسمه. ويفرّ ويد من موقع احتجازه، متسلحا بقوته الخارقة الجديدة، ويهاجم أجاكس الذي يخدعه ويقنعه بأن التشويهات في جسده قابلة للشفاء، ثم يعتدي عليه ويتركه في مختبر محترق، اعتقادا منه بأن ويد قد فارق الحياة.
إلا أن ويد ينجو ويفر من المختبر ويمنح نفسه اسم «ديدبول» بعد المرور بتجربته القاسية التي تركته بقوة خارقة ومهارات عالية، ويستخدم قناعا على وجهه لتغطية التشوهات التي ظهرت عليه. ويقرر مطاردة أجاكس وإرغامه على معالجة التشوهات في جسمه، وذلك بعد سلسلة من المواجهات والمطاردات العنيفة مع حراس أجاكس الشريرين الذين يقوم بقتلهم. إلا أن أجاكس يلوذ بالفرار ويقوم باختطاف فانيسا خطيبة ويد السابقة. وبعد وقوع المزيد من المعارك والمطاردات العنيفة يتغلب ويد وأصدقاؤه على أجاكس وزمرته الشريرة. ويقوم ويد بقتل أجاكس وينقذ حبيبته فانيسا ويتبادلان في نهاية الفيلم قبلة للتعبير عن حبهما. ويعقب ذلك إعلان للمشاهدين بانتظار فيلم متمم لفيلم «ديدبول» هو فيلم «كيبيل» (Cable) في المستقبل القريب.
ويجمع فيلم «ديدبول» بين العديد من المقومات الفنية، ومنها قوة الإخراج وبراعة المخرج تيم ميلر في عرضه الواقعي لأحداث الفيلم وتنفيذ السيناريو الذي يجمع بين العرض الارتجاعي والقفز إلى الأمام، وبراعة تصميم وتنفيذ مشاهد الحركة والمعارك والمطاردات باستخدام أحدث ما توصلت إليه تقنية المؤثرات البصرية والخاصة، مما يشدّ المشاهدين من بداية الفيلم حتى نهايته. كما يتميز الفيلم بقوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم بطل الفيلم ريان رينولدز وتجسيده الواقعي لشخصية بطل القصة ويد ولسون وانسجام أدائه مع الممثلة مورينا باكارين التي قامت بدور حبيبته في الفيلم، والتي يشترك معها في تقديم قصة حب رقيقة في فيلم يحفل بالإثارة والعنف، مما يمنح الفيلم بعدا عاطفيا لا نجده عادة في معظم أفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي.
وقد احتاج الممثل ريان رينولدز إلى ثماني ساعات يوميا خلال تصوير مشاهد الفيلم لوضع الماكياج الضروري بإضافة التشوهات إلى وجهه وجسمه والملابس والمعدّات الثقيلة المختلفة التي تطلبها دوره. وبذل الممثل ريان رينولدز جهودا كبيرة استمرت عدة سنوات لإقناع استوديو فوكس القرن العشرين بإنتاج فيلم «ديدبول» الذي عاد على الاستوديو بأرباح ضخمة غير متوقعة.
واحتل فيلم «ديدبول» في أسبوعه الافتتاحي المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، واحتفظ بهذا المركز على مدى ثلاثة أسابيع. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 760 مليون دولار، مسجلا بذلك أعلى إيرادات يحققها أي فيلم تخضع مشاهدته للإشراف العائلي (R-Rated)في تاريخ السينما العالمية، وذلك بسبب مشاهد العنف والإثارة. وبلغت ميزانية هذا الفيلم 58 مليون دولار. وافتتح الفيلم في 3856 من دور السينما الأميركية، وعرض الفيلم في 69 دولة حول العالم.- الراي