Off Canvas sidebar is empty

الغور الشمالي: حظر التجول يحرم مزارعات موسم قطف ورق العنب

طريقة عمل محشي ورق عنب لذيذ

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي- حرمت الظروف الاستثانية التى تعيشها المملكة بسبب ازمة فيروس كورونا، العديد من المزارعات والعاملات في قطف وبيع أوراق العنب(الدوالي) من العمل في الوقت الحالي، مما زاد من معاناتهن وفقرهن نتيجة عدم قدرتهن على التكيف مع تلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة الجديدة.
وتطالب هؤلاء المزارعات والعاملات بالسماح لهن بالعمل وتسهيل اجراءات الوصول الى العمل والاسواق من قبل الجهات المعنية دون اي تعقيد، مؤكدات قدرتهن على الالتزام بالاجراءت والاشتراطات الصحية اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
وفي العادة تتوجه المزارعات والعاملات بداية كل شهر أذار(مارس) ونيسان(ابريل) من كل عام الى اسواق المحافظات، لتسويق ما لديهن من أوراق الدوالي، بعد ان يتم قطفها من حدائقهن المنزلية، او من المزارع القريبة والمخصصة لزراعة اوراق الدوالي، او التي يحصلن عليها مقابل أجرتهن بالعمل على قطفه من المزارع.
وتوكد عاملات، ان حظر التجول للمركبات حرم عشرات النساء المطلقات والأرامل والنساء اللواتي لهن ظروف خاصة، من الوصول الى اسواق المحافظات وخصوصا محافظة اربد، مشيرات الى ان بيع اوراق الدوالي اقتصر حاليا على المزارعين القادرين على التحرك من الاغوار الى المحافظات الأخرى وبيعه الى الأسواق.
وطالبت العاملة نجاح البواطي، السماح لهن باستغلال الموسم، الذي يعتبر من اهم المواسم الزراعية ويحقق ارباحا تساعدها على تلبية احتياجات اسرتها، وخصوصا في حال البيع على البسطات التى تنتشر في اسواق الخضار.
كما طالبت السماح لهن بالعمل في المزارع دون الحصول على تصاريح، لاسيما وان صاحب العمل يجد صعوبة بالحصول عليها.
وأكدت العاملة منال الخشان، ان نساء الأغوار ينتظرن موسم قطف ورق العنب سنويا بلهفة، لاسيما وانه موسم مدته قصيرة، وغير متعب ولا يتطلب بذل جهدا كبيرا بالعمل مقارنة بالاعمال الزراعية الأخرى.
وأشارت الى ان أجرة العاملة في هذا الموسم تختلف عن الأعمال الزراعية الأخرى، اذ تحصل العاملة على اجرة وفقا للكميات التى قامت بقطفها، بالاضافة الى ان فترة العمل تكون مقسمة على فترات زمنية.
وتوكد المزارعة علياء الدبيس، ان لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بزراعة ورق العنب، مشيرة الى ان هذا الموسم يعد من اهم مصادر الرزق للعديد من النسوة لتحسين أوضاعهن وإعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي اللواء الذي يعد من جيوب الفقر بالمملكة.
وأشارت الدبيس، انها اتخذت جزءا من الرصيف في منطقة الشونة الشمالية القريب من منزلها، لبيع أوراق العنب والتى اعتادت عليها في مثل هذه الفترة من كل عام، الا ان البلدية قامت بمصادرة منتوجاتها، بحجة انه طريق ولا يسمح لها بذلك في الوقت الحالي.
واكدت انها ليس لديها القدرة حاليا على استئجار محل في الوقت الحالي جراء التكلفة العالية التي يمكن ان تتكبدها.
وقالت الدبيس ان موسم ورق العنب مدته قصيرة، إلا انه يحقق أرباحا عالية يغنيها عن حاجة الآخرين او الوقوف على ابواب الجمعيات الخيرية.
واشارت الى أنها ملتزمة بالتعليمات الصحية المطلوبة منها، كلبس الكمامة والتعامل عن بعد وحفظ البضائع بأكياس بلاستيكية محكمة الاغلاق.
وتؤكد أنها تجلب ورق العنب من حديقة منزلها، لاسيما وانها كانت حصلت على دعم المشروع من الجمعيات الزراعية، مشيرة الى ان قطف ورق العنب أمن لها دخلا يعينها على سد احتياجاتها ولوازم بيتها المتواضع.
واشارت إلى انها تقوم بقطف ورق العنب، والعمل على ترتيب الورق في صناديق كرتونية وبيعه احيانا إلى تجار في المحافظات الأخرى كالعاصمة أو إربد، الا ان الوضع الاستثاني حرمها من التواصل معهم جراء الصعوبة بالتنقل من والى المحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن سعر الكيلو الذي يباع في الأسواق بـ 4 دنانير، تبيعه هي للتجار بدينارين.
وأكدت أن عملية القطف وخصوصا في الوقت الحالي تحتاج إلى فترتين من العمل، الأولى صباحية والتي تبدأ من الساعة السادسة ولغاية الساعة 12 ظهرا ، والثانية تبدأ من الساعة الرابعة عصرا ولغاية الساعة السادسة مساء، مشيرة إلى أن القطف في هذه الأوقات يبقى فيها ورق العنب طازجا، ولا يتعرض إلى الذبول أو الاصفرار.
وأكدت أن ثمن ورق العنب يأتي بفائدة عليهن ربما أكثر من العنب نفسه، الذي يحتاج إلى عناية كبيرة من حراثة متواصلة وتقليم، ورش بالمبيدات الحشرية عدة مرات قبل قطفه، كما أن سوقه غير مستقرة بسب التنافس بين المزارعين، وعملية الاستيراد.
وأشارت إلى أن ورق الدوالي من الأطباق الشعبية المرغوبة كثيرا عند اغلب العائلات، لذلك تلجأ الكثير من هذه العائلات الى التخزين من هذا الورق بطريقتين، هما التفريز في عبوات بلاستيكية أو الحفظ في عبوات زجاجية محكمة الإغلاق.
من جانبه أكد رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي ان الجمعية تقوم بتوزيع أشجار العنب على العاملات، بالاضافة الى انها تعمل على إنشاء “معرش” دوالي دون مقابل.
واشار إلى ان الغاية من ذلك هو إيجاد مصدر دخل يمكن العائلات من سد احتياجاتها اليومية، مطالبا من الجهات المعنية بتسهيل مهمة العاملات في ذلك المجال لتسويق منتوجاتهن الموسمية.
واوضح الزيناتي، الى ان العاملات يتعرضن للاستغلال من قبل تجار، مشيرا الى ان بعضهم يقوم بشراء كميات كبيرة منهن بأسعار زهيدة، مستغلين عدم قدرتهن على التنقل وعرض منتوجاتهن.الغد