برلين - هل تعلم أن الكثير من العطور ومواد التجميل ربما تكون سبباً لعدم القدرة على التركيز؟ هذا ما أثبتته دراسة أمريكية مؤخراً، ما يعني أن علينا الانتباه إلى وجود مواد معينة في ما يستهلكه الأطفال والمراهقين من منتجات
يستهلك المراهقون بطبيعة الحال الكثير من مواد التجميل والعطور ومنتجات العناية بالنظافة الشخصية بشكل يومي دون الانتباه إلى أن هذه المنتجات ربما تكون سبباً لما يعاني منه بعضهم من مشاكل تتعلق بالتركيز، والمعروفة طبياً باسم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
وتوصل باحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية إلى وجود علاقة بين أعراض نقص الانتباه والنشاط المفرط، وبين استهلاك المنتجات التي تحتوي على مواد معطلة لعمل الغدد الصماء في الجسم، وفقاً لورقة بحثية نشرت مؤخراً على موقع (جاما) العلمي. والغدد الصماء هي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تلعب دوراً أساسياً في عمليات النمو والتكاثر وتنظيم وظائف الجهاز العضلي.
وفي مقدمة هذه المواد مادة الفثالات، المستخدمة عادة في صناعة المنتجات البلاستيكية بهدف زيادة مرونتها وشفافيتها وتحملها وإطالة عمرها.
ويوضح فريق البحث الأمريكي أن هذه المواد الكيميائية، وعلى رأسها الفثالات، تعمل كهرمونات صناعية تؤثر على عمل الهرمونات الطبيعية التي يفرزها الجسم، ومن ضمنها هرمون الذكورة (تستوستيرون) الموجود بكميات مختلفة لدى جميع البشر.
وتنبه الدراسة إلى أن المواد المعطلة لعمل الغدد الصماء يتم استخدامها حالياً في صناعة الكثير من المنتجات، ما يؤدى إلى التعرض لتلك المواد على نطاق واسع، وفقاً لموقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتوصل الباحثون إلى أن التعرض لبعض تلك المواد خلال فترة المراهقة يمكن ربطه بالإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إلا أن هذا الرابط ظهر بشكل أقوى لدى الذكور بالمقارنة مع الإناث.
وتم التوصل للنتائج بسحب عينات بول من 205 مراهق ومراهقة بغرض الكشف عن نسبة المواد الكيميائية في أجسادهم، وفقاً لموقع "ميد بيج توداي" الطبي. كما اعتمد فريق البحث على استطلاع تم إجراؤه للتعرف على سلوكيات المراهقين، شارك فيه كل من أولياء الأمور والمدرسين أيضاً.
وبمقارنة نتائج التحليل والاستطلاع، تمكن فريق البحث من تحديد المراهقين الذين يعانون من مشاكل سلوكية.
وبالرغم من أن التعرض لمادة الفثالات تحديداً أثناء الطفولة والمراهقة يرتبط بقوة بظهور أعراض نقص الانتباه وفرط الحركة، يؤدي التعرض بشكل متزايد لغيرها من المواد المعطلة لعمل الغدد الصماء لازدياد نسبة ظهور مشاكل سلوكية.
ويرجح العلماء أن السبب وراء العلاقة بين مشاكل ضعف الانتباه وفرط الحركة من جانب والتعرض للمواد الكيميائية من جانب آخر ربما يكون ناتجاً عن طبيعة فترة المراهقة باعتبارها المرحلة الأهم في نمو وتطور المخ. كما أنها الفترة التي يكون فيها المراهقون أكثر تعرضاً وتأثراً بالمواد المعطلة لعمل الغدد الصماء.
د.ب/ي.أ