في كل علاقة عاطفية هناك بعض المواقف التي تكون فيها الغيرة سيدة الموقف. لكن عندما تأخذ الغيرة أشكالاً مرضية، فإن ذلك يدخل العلاقة في متاهات تعكر صفوها، بل تصبح في كثير من الأحيان مهددة بالفشل.
في تصريح نقله موقع "إم إس إن"، تعرّف استشارية العلاقات العاطفية، الألمانية دانييلا فان زانتن، الغيرة بأنها "أمر طبيعي بل صحي وينتمي إلى الخصائص التي تميز الكائن البشري". وتؤكد فان زاتن أن "89 في المائة من البشر يعرفون هذا الشعور"، الذي تعتبره عادياً، بل وإيجابياً، حيث يمكنه أن يعيد للعلاقة توهجها في حال ما أصابها الوهن والخمول.
بيد أن هذه الغيرة يمكن أن تصبح مرضيةعندما يقع الشريك في شرك الشك، الذي يكون في الغالب دون سبب. وعادة ما ينتبه الشريك إلى أن انفعالاته كانت مبالغاً فيها بعد مدة عند مراجعته لنفسه، حيث ينتبه إلى أنه قد يدمر علاقته العاطفية في حال ما استسلم لانفعالاته غير المبررة.
وبحسب فان زاتن، المتخصصة في معالجة الغيرة المرضية، فإن لهذا النوع من الغيرة عدة أسباب، من بينها الاكتئاب والذُهان وأمراض الرهاب واضطرابات القلق وإدمان الكحول. وهو ما يجعل الغيرة أمراً "ثانوياً إذا جاز التعبير"، كما تقول استشارية العلاقات العاطفية، حيث يجب هنا البحث عن أسباب ظهور الغيرة المرضية من أجل السيطرة عليها.
فإذا ما تمت معالجة الاكتئاب، على سبيل المثال، إذا كان محركاً لظهور الغيرة ، فإن هذه الأخيرة ستختفي أو تعود "لمستوياتها الطبيعية".