الميسيسبي يحترق فيلم درامي اميركي لا علاقة له ابدا في المقالة التالية الا بكلمة الحريق وهي الشرارة التي ننطلق منها لعلنا نوقف حرائق الغابات التي تجتاح الاردن كل عام فاذا استمرينا في حرق مالدينا من اشجار يتيمه موزعه هناك وهناك سنجد انفسنا تحت الشمس ايتاما بلا ظلال نمني النفس بنسمه .
اننا نمعن في حرق انفسنا قبل اشجارنا ففي كل موسم صيف تلسعنا حرائق الغابات وعند كل حريق نتفاجا ونهدد و نستهجن ونتحسر وتمضي الامور في النهاية وببساطة نهمد وكان شيئا لم يكن.
جميعنا مقصرون فمع بزوغ اول شمس ربيعية نتسابق ونتزاحم لنحتل ظلال الغابات القليلة ونمعن فيها التشويه والتحطيب و الحفر بجوارها وتلويثها ونختتم حفلنا الساهر بحرقها اذ نترك نارنا مشتعلة او جمرها لم يخمد.
عند كل حريق نتقن فقط فن القاء اللوم ومهارة عض الاصابع وماهرون في التحليل ونحن في مقاعدنا , نستعد للشتاء وللثلج والصقيع وللفيضان والريح العاتيه ان تقتلعنا ولا نستعد للصيف ولحرائقه وكاننا في نزهة
للان لم تطلق وزارة الزراعة ولا وزارة البيئة -والتي يجب ان تكون سيادية في الاردن -ولا اية هيئات اخرى اية مبادرات او ارشادات او تحذيرات ولا حتى تهديدات بعقاب العبث بالغابات بل الحرائق باتت فعاليه صيفية او طقس اردني تقليدي .
هذه المقالة لن تغير من الواقع شيئا بل سيحدث الحريق تلو الحريق وسنكون مجرد جمهور غفور نتحسر ونختنق من دخان تقصيرنا .
جهد الدفاع المدني الكبير والمقدر لن يطفيء كل هذا المشتعل بل ان جهد الجميع غائب ولا بد ان يحضر في هذا الصيف جهد طلبة الجامعات والمدارس والاهالي وجبران الغابات والرعيان وعابري الطريق والمزارعين والبلديات ومن نسينا ان نذكرهم جميعنا مطالبون بالا تقع اية حرائق والا لن تغفر لنا الطبيعة خطيئتنا ,