شو في نيوز - أعلن المركز الدولي للصحفيين في واشنطن اليوم الأربعاء فوز ثلاثة رواد في صناعة الإعلام من الأردن وكينيا وأوكرانيا بجائزة المركز للتميز الإعلامي الدولية تقديرا لتأثيرِهم الاستثنائي في مجتمعاتهم.
وذكر مركز ICFJ في بيان صحافي نشر ا أن الأردنية رنا صباغ، كبير محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود www.ocrp.org
حازت على جائزة The 2024 ICFJ Knight Trailblazer Award.
وهي أول عربي يفوز بجائزة "فروسية تريلبليرز" منذ استحداث الجائزة الرفيعة عام 2021.
وتعكس مفردة "تريلبليزر" الريادة في شق دروب الابتكار والنجاح ووضع معايير استباقية بحيث يسير الآخرون على خطاهم.
وفاز الكيني جون ألان مانو أحد رواد الصحافة في بلاده والصحافية الاستقصائية الأوكرانية فاليريا يغوشينا كل على حده بجائزة المركز للصحافة الدولية 2024
وسيتسّلم الفائزون الثلاثة جوائزهم في 14 تشرين الأول/ نوفمبر في واشنطن على هامش الذكرى الأربعين لموسم تكريم الصحفيين.
وتلقت الزميلة رنا الصباغ قرار المركز الدولي في رسالة من كبير مدراء الزمالات فيه ماغي فارلي. وأشادت فارلي بإسهام الإعلامية الأردنية في "ممارسة صحافة عالية الجودة" والأثر الذي تركه عملها والمعايير الإعلامية التي وضعتها وحافظت عليها لوسائل الإعلام في منطقتها وسائر العالم.
وبسبب سقفها المرتفع، لا تستطيع صباغ السفر إلى أربع دول عربية.
ولفت المركز - الذي يتخذ من واشنطن مقرا له - إلى استثنائية عمل صباغ على مدى أربعة عقود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخطر إطلاقا على الصحفيين.
وصباغ شريك مؤسس لشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (اريج) عام 2006. ودرّبت هذه الإعلامية المخضرمة جيلاً من الصحفيين الاستقصائيين العرب وأشرفت على نشر مئات التحقيقات ذات الصلة بكشف الفساد وانتهاك حقوق الإنسان.
كما دافعت عن حرية الرأي والتعبير في المنطقة ما شكل خطرا عليها. وتستمر صباغ في إنجاز تحقيقات استقصائية قوية في موقعها الحالي؛ كبير محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود" www.ocrp.org
جاكلين تشارلز في يومية ميامي هيرالد - أحد حائزي جائزة ICFJ سابقا وأحد محكمي الجائزة للسنة الحالية- قالت إن صباغ "ليست فقط صحافية، بل هي معلمة ومرشدة تعمل مع الصحفيين وتدلهم على قوة وتأثير التحقيقات الاستقصائية وتمنحهم فرصة لنشر اعمالهم في مؤسسات دولية خارج نطاق الشرق الاوسط".
أمضت رنا صباغ أكثر من أربعة عقود في بناء ثقافة التحقيقات الصحافية الاستقصائية النابضة بالحياة.
بدأت صباغ مسيرتها المهنية عام 1985 في صحيفة الجوردن تايمز الناطقة باللغة الإنجليزية في عمان، قبل أن تنتقل إلى وكالة رويترز للأنباء العالمية في عمان ثم دبي.
ثم عادت رئيسا لتحرير الجوردن تايمز مطلع الألفية الثالثة قبل أن تعزل من منصبها.
بين ليلة وضحاها بقرار حكومي بعدما أرسلت زميل صحافي لتغطية مظاهرات اندلعت في مدينة معان الجنوبية قتل فيها شاب وسط مزاعم متضاربة بين رواية رسمية وعمل الصحفي في الميدان. وثم طالبت في افتتاحية الصحيفة الرئيسية بإجراء تحقيقات حول مزاعم التعذيب أثناء عملية التوقيف في مراكز الشرطة.
ساهمت صباغ ضمن مجموعة صغيرة أسست صحيفة الغد الأردنية ذات الملكية الخاصة. وفي العام 2003 تم إخراجها من الصحيفة بسبب مقالات رأي كتبتها ثلاث مرات أسبوعيا كشفت فيها ممارسات فساد وطالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية.
أسست صباغ في العام 2005 شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية والمعروفة باسم "أريج" كأول مؤسسة ريادية تعني بنشر صحافة المحاسبة في العالم العربي. وكأول مدير تنفيذي للشبكة تحول المشروع من مركز صغير يغطي ثلاث دول عربية ويروج لنشر ثقافة الصحافة الاستقصائية شبه المغيبة عن غرف التحرير في المنطقة و بميزانية متواضعة الى مركز تدريب يتواجد في 16 دولة عربية وبميزانية تفوق 2 مليون دولار سنويا. وكسبت الشبكة تدريجيا سمعة عالمية نتيجة تحقيقات استقصائية مؤثرة أنتجها المتدربين الممولين من أريج وبمعايير تحريرية صارمة بعد مراجعات قانونية قبل النشر.
خلال عملها في شبكة أريج من مكتبها الإقليمي في عمان بين 2005 و نهاية 2019 قامت صباغ على تدريب أزيد من 4000 صحافي وأكاديمي يرغب بإدخال مساق استقصائي لكليات الاعلام وطالب إعلام في الجامعات العربية التي ترفد سوق العمل بالخريجين الجدد.
وانتقل عديد من الصحفيين ممن تدرب على يديها وبخاصة النساء الى العمل في مؤسسات إعلامية مرموقة مثل ال بي بي سي عربي وصحف وول ستريت جورنال و نيويورك تايمز والواشنطن بوست وفضائية سي ان ان ووكالتي انباء بلومبيرغ ورويترز. وفاز اكثر من 60 من التحقيقات التي أشرفت عليها أريج بجوائز محلية وعربية ودولية.
مؤخرا فاز زميلها محمد أبو شحمة المقيم في قطاع غزة وواحد ممن وجهتهم صباغ مهنيا خلال العقد الماضي بجائزة "سمير قصير لحرية الصحافة 2024 "عن فئة التحقيقات الاستقصائية" انتجه معها لصالح منظمة OCCRP كشف في كيفية استغلال تجار الحرب ووسطاء معاناة الغزيين المحاصرين ب الجوع والموت والمرض.
وما زالت وحدتي إنتاج برامج استقصائية في كل من شبكة وطن الإعلامية في رام الله و فضائية الجديد اللبنانية والتي تأسست بدعم من أريج في العام 2011 تنتج وتبث وتحصد جوائز عن تحقيقات قوية لصالح المجتمع. يرأس وحدة تلفزيون الجديد الزميل رياض والحائز على جائزة نايت للصحافة العالمية لعام 2023 الصادرة عن المركز الدولي للصحفيين لقاء شجاعته في كشف الفساد في بلاده. أنجز مشاريع عابرة للقارات وأخرى مع مشروع OCCRP.
واستهدفت صباغ وبقوة لعملها وزملائها من قبل متنفذين كشفتها التحقيقات الاستقصائية.
في العام 2021 و2022 اخترق تلفونها الذكي بنظام بيغاسوس للتجسس عدة مرات. تصادف ذلك مع إنجاز مشروعين قامت به OCCRP وعشرات الشركاء الدوليين حول شخصيات عالمية كبيرة تضمنت كبار المسؤولين في الأردن.
خلال السنوات الماضية استدعيت للتحقيق مرار حول أمور تخص عملها أو لمطالبتها بتحديد ولائها بصورة واضحة: مع مهنتها وعملها أو مع بلدها. لكنه ضغوطات الحكومة لم تثنيها عن عملها أو تطفئ شعلة شغفها. خلال عملها الحالي مع OCCRP لا زالت تنتج تحقيقات وتؤطر وتوجه زملاء لها في المنطقة لإنتاج أعمال استقصائية.
عملت مع طاقم بي بي سي عربي في العام الماضي على إنتاج فيلم وثائقي مشترك مدته ساعة تقريبا بعنوان: "الكبتاجون في سوريا: أدلة تربط نظام الأسد بتجارة المخدرات". أظهر التحقيق المتلفز كيفية تربح اسرة الرئيس بشار الأسد و قياديين كبار في القوات المسلحة من إنتاج وتهريب الكبتاجون، وهو مخدر من فئة امفيتامين يدمن عليه مستخدميه من الشباب في العالم العربي وحول العالم. وقال السفير السابق لدى سوريا أن أرباح وعوائد تجارة المخدرات تقزم الميزانية السورية بأكملها. وبحسب محرر وثائقيات قناة بي بي سي عربي كريستوفر ميتشل شوهد التحقيق أكثر من 1.6 مرة على قناة يوتيوب محققا أعلى نسبة مشاركة الجمهور لمتابعة تحقيقات أجرتها ال بي بي سي عربي في العامين الماضيين.
تحقيق الكبتاجون وقصص أخرى مشابهة إدارتها صباغ كان لها وقع كبير وتم محاسبة عديد الشخصيات التي مارست أفعال غير قانونية على حساب دافعي الضرائب والمواطنين. في عام 2023 و 2024 قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على شخصيات كشفها تحقيق الكبتاجون وتحقيقات أخرى نفذها مشروع ال OCCRP بإشرافها.
خلال عملها المهني على مدى اربعة عقود نجحت صباغ وبشجاعة كصحفية استقصائية و محررة و مشرفة ومدربة في منطقة يمكن أن يشكل استجواب الحكومات أمرا خطيرا للغاية، ومجتمعات تتكالب فيها النزعة الابوية لإبقاء المرأة في أدوار تابعة.