بقلم فيصل الذيابات
في مدينة الرمثا، حيث تمتزج البساطة بعمق الانتماء، يبرز الفنان شادي الغوانمة كأحد الأصوات التشكيلية التي حملت في خطوطها وألوانها ملامح الإنسان الأردني، ووجع المكان، ودفء الانتماء.
ليس شادي فنانًا يرسم فقط، بل هو حالة فنية واجتماعية متكاملة، جعل من فنه وسيلة لخدمة مجتمعه المحلي، ومن حضوره الإنساني جسرًا بين الفن والناس.
في لوحاته، نرى الرمثا كما لم نرها من قبل: مدينةٌ تعبق بالحنين، وبساطة الحياة اليومية، وأصالة أهلها. كما يعكس من خلال فنه رموزًا وطنية وشعبية تعيد إلى الذاكرة قيم الكرامة والعطاء، ليصبح فنه بمثابة ذاكرة بصرية للوطن والهوية.
لم يكتفِ الغوانمة بعرض أعماله في المعارض والمهرجانات، بل كان حاضرًا دائمًا في المناسبات الوطنية والمبادرات الاجتماعية، داعمًا للشباب، ومشاركًا في الأنشطة التطوعية، ومساهمًا في نشر الوعي الفني بين الأجيال الجديدة.
هذا الحضور المزدوج — الفني والاجتماعي — جعل منه شخصية محبوبة في المجتمع، وركيزة في المشهد الثقافي المحلي.
إن دعم مثل هذه النماذج ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية. فالفنانون الذين يوظفون إبداعهم في خدمة المجتمع يستحقون الدعم المعنوي والمادي، سواء من المؤسسات الرسمية كوزارة الثقافة والبلديات والمراكز الفنية، أو من الجهات غير الرسمية كالمجتمع المحلي والقطاع الخاص.
يمكن أن يتم هذا الدعم من خلال تبني معارضهم، أو إشراكهم في البرامج الثقافية الوطنية، أو دعم مبادراتهم المجتمعية التي تحمل رسالة الفن والوعي والانتماء.