عمان- تلك العادة المزعجة التي نشاهدها أحيانا أمامنا، وحتى نقوم بها، "قضم الأظافر" بطريقة تدل على وجود مشكلة ما، لها علامة ربما على عدم التوازن العاطفي، بحسب المجلة الأميركية لتقويم الأسنان التي نشرت دراسة في العام 2016 بعنوان "قضم الأظافر؛ عادة خاصة".
وفي الوقت الذي تشيع فيه هذه العادة وبشكل واضح، إلا أن الخبراء يعيدونها إلى أنها وسيلة لقول "الفزع والبلاء والإجهاد"، والتي تحفز سلوكيات بالفم مثل قضم قلم الرصاص وعض الشفاه أو التدخين حتى وقضم الأظافر.
وتأتي هذه المراحل الأربع التي ترتبط بالتوتر والإجهاد، وآخرها قضم الأظافر، فبعد أن ترفع يدك لبضع لحظات للوجه أو الفم، فإن الأصابع سرعان ما يتم استغلالها ضد الأسنان الأمامية وفقا لمؤلفي الدراسة، وبعدها سلسلة من القضم السريع تقع وكأنها مجزرة متبوعة بفحص بصري لتنتقل لبقية الأصابع في محاولة لتسويتها بالشكل نفسه.
وإن بدا هذا النمط مألوفا بالتسلسل نفسه، فإن تلك العادة من السهل تقييمها، فأنت تمارسها حين تقع تحت الضغط والتعب، ويمكن أن تكون من أعراض الإجهاد الصامت وأمور مختلفة، ولكن ما يجب أن تدركه أن تلك العادة لها جوانب صحية خطيرة لاحقا وبالمجمل بحسب الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية في جامعة جورج واشنطن د. آديم فريدمان، ووفقا لموقع "prevention":
- عدوى سيئة: إن كنت ممن يقضمون أظافرهم بمساحات كبيرة، فأنت تكشف الجلد الحساس الخاص بك وتجعله عرضة للبكتيريا المسببة للأمراض في فمك، وهنالك الكثير منها في تلك المنطقة.
وبحسب فريدمان، أفواهنا مليئة بالبكتيريا، ويمكن أن تصيب نفسك بأمراض متعددة وأكثرها شيوعا "الداحس"، وهو تورم واحمرار وألم وكتل مليئة بالصديد، وهذه العدوى تبقى لأسابيع وفقا لدراسة نشرت في مجلة طبيب العائلة الأميركية.
ويضيف فريدمان أن قضم البشرة يضيق الجلد من الأسفل فتميل لشكل الهلال للظفر، وهي السبب الأكثر شيوعا في تشكل الداحس.
كما أن التركيب الكيميائي الخاص باللعاب يسمح بتكسير الدهون والمواد الغذائية الأخرى، وهذا يسبب بإلحاق الضرر بالجلد، والتهابه وأي حركة تقوم بها بأصابعك مثل النقر على الأسطح، ومن ثم لاحقا تعيد وضع أصابعك في فمك، فإنها تتعرض للأمراض، لأن الجلد متشتقق ولاحقا تصاب تلك الطبقة الحساسة في الأظافر التي قضمتها والتي تقع تحتها بتآكل الجلد.
- المرض: في الوقت الذي تتعرض فيه أظافرك للبكتيريا من الفم، فأنت تتيح للكائنات الدقيقة أن تصل لفمك نتيجة ملامستها كل الأسطح التي تسبب الأمراض والأشياء التي يمكن أن تعلق تحت الأظافر، وتلك يمكن ترجمتها إلى فيروسات خطيرة بين نزلات للبرد وتطال المعدة.
- نمو الأظافر للداخل: الظفر يحتوي على طبقة تعرف بالمصفوفة، وهي أشبه بسرير لخلايا الطبقات من الأظافر الجديدة، وهي ما تدفع خلايا الطبقات القديمة إلى الخارج، وعض الأظافر وقضمها يسبب الالتهابات ما يقود لتدمير تلك الطبقة وأيضا تشوهات في طريقة نموها.
- البثور في الوجه: تكون تلك نتيجة انتقال الجراثيم للوجه، من تحت الأظافر، ولمس الوجه بأظافر ملوثة يمكن أن يسبب انتشار للبثور على الوجه والرقبة، وبالتخلص من تلك العادة تتخلص من أي بثور.
- القوباء الجلدية: هو ليس اسمها الفعلي، ولكن الفكرة تكمن في الحالة التي تسببها وهي الداحس الهربسي، فهي تصيب أي القوباء نحو 40 % من البالغين، وتصيب في هذه الحالة مع قضم أظافر الأصابع، وينجم عنها الحمى وأعراضها مؤلمة وكأنها حروق ووخز، وبعد أسبوعين يبدأ السائل والدم يملآن القروح والشعور بألم شديد.
- مشاكل في الأسنان: جذور التوصيل التي تمسك الأسنان تدمر عبر قضم الأظافر، ما يسبب تكسرا للأسنان والتهابا في اللثة وأمراضها الأخرى.