-
0000000014...
شنيانغ - أطلقت الصين، أمس السبت 9 سبتمبر/أيلول 2017 قطار شحن من محطة سكة حديد مدينة شنيانغ في مقاطعة لياونينغ (شمال شرق)، متوجهاً نحو مدينة دويسبرغ الألمانية (غرب).
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم الأحد، إن إطلاق قطار الشحن يمثل خطاً تجارياً جديداً عابراً للحدود، بطول 9300 كم.
وتهدف الصين من توسيع نطاق خطوطها التجارية البرية عبر سكك الحديد، إلى تعزيز التجارة العابرة للقارات، وبوقت مختصر عن النقل البحري، وتكلفة أقل.
وأشارت الوكالة، إلى أن القطار "سيمر عبر منغوليا وروسيا وبولندا، في رحلة تستغرق 17 يوماً، ما يعادل نصف المدة التي كان الشحن التقليدي عبر البحر يستغرقها للوصول إلى وجهته".
وتهدف الصين، إلى توسيع رقعة تغطية تجارتها البرية نحو القارة الأوروبية، لتشمل دولاً أخرى مثل فرنسا وإسبانيا، وصولاً إلى البرتغال.
وسيغادر قطاران اثنان أسبوعياً كمرحلة أولى من شنيانغ ودويسبرغ، فيما ستتم زيادة هذا العدد إلى خمسة قطارات لاحقاً.
وتعد الصناعات الصينية، من أكبر المنافسين للصناعات الوطنية في القارة الأوروبية، وفرضت دول ضرائب ورسوم على بعض السلع ذات البديل المحلي، لمكافحة إغراق السوق.
ويعتقد مراقبون أن خط سكك الحديد بين أوروبا وآسيا سيؤثر سلباً على إيرادات قناة السويس المصرية.
وتعاني القناة مشاكل كبيرة في الآونة الأخيرة دفعت الفريق مهاب مميش إلى محاولة تحصيل الإيرادات مقدماً وعرض نسبة تخفيض على الرسوم للشركات العالمية، وذلك بسبب بطء التجارة العالمية، والركود بالاقتصاد العالمي.
ويتميز قطار شحن الصين بميزة تنافسية كبيرة، إذ أنه يقدم خياراً وسطاً للمصدرين بين النقل الجوي السريع والمكلف، وبين النقل البحري البطيء والرخيص، فيعلو القطار في سعره وسرعته عن النقل البحري، وينخفض في سعره وسرعته عن النقل الجوي.
شبكة سي إن إن الأميركية أشارت في تقرير لها إلى أن قطار الصين للشحن إلى أوروبا، يُمثل «متاعب جديدة لقناة السويس» المصرية، لافتاً إلى انخفاض إيرادات قناة السويس، وتنافس القناة مع طرق ملاحية أخرى، مثل: «طريق بحر الشمال» الذي يُقصر وقت الشحن، وطريق رأس الرجاء الصالح الذي يمثل ثمناً أوفر للشحن بحسب سي إن إن، التي أنهت تقريرها «لكم أن تتخيلوا المصاعب التي ستواجهها قناة السويس في حال نجاح طريق القطار هذا!» في إشارة لقطار الصين.
وبعد إطلاق خدمة قطار الشحن الصيني بالسكك الحديدية المباشرة إلى لندن، لتحسين العلاقات التجارية مع أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، في إطار مبادرة بنية الصين التحتية وطريق الحرير الجديد، أصبحت المخاوف تحوم حول مدى جاذبية قناة السويس، التي قد تتضرر إيراداتها التي تعد من أهم موارد العملة الصعبة للبلاد.
وذكرت شركة السكك الحديدية الصينية أن هذه الخدمة ستحسن العلاقات التجارية بين الصين وبريطانيا وتعزز التواصل مع غرب أوروبا، بينما ستخدم بشكل أفضل مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي تتكون من شبكة بنية أساسية وتجارة تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا على طول الطرق التجارية القديمة.
وفي وقت سابق، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن العلاقة مع الصين تتيح فرصة "ذهبية" لجلب استثمارات صينية بمليارات الدولارات، في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.