Off Canvas sidebar is empty

لماذا لا ينبغي ضرب الأعاصير بالأسلحة النووية

موسم الأعاصير يبدا في يونيو وينتهي في نوفمبر

واشنطن - تقول وكالة علمية في الولايات المتحدة إن استخدام أسلحة نووية لتدمير الأعاصير ليس فكرة جيدة. وجاء ذلك في أعقاب ورود تقارير نسبت إلى الرئيس دونالد ترامب الرغبة في استكشاف هذا الخيار.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري إن ترامب سأل عددا من مستشاري الأمن القومي عن هذا الاحتمال.

لكن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قالت إن النتائج التي قد تترتب على ذلك ستكون "مدمرة".

ويتعرض الساحل الشرقي للولايات المتحدة لأضرار بالغة بسبب الأعاصير التي يواجهها.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها هذه الفكرة.

وعقب ورود التقارير بالاقتراح المنسوب إلى ترامب، انتشر على موقع تويتر هاشتاغ#هكذا تبدأ نهاية العالم.

سأل ترامب لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة إلقاء قنبلة على عين العاصفة لوقف وصولها إلى اليابسة، بحسب ما ذكره موقع أكسيوس.

وقالت إدارة المحيطات والغلاف الجوي إن استخدام الأسلحة النووية "قد لا يغير وجهة العاصفة" وإن "النشاط الإشعاعي الناتج سيتحرك بسرعة مع اتجاه الرياح ويؤثر في الأراضي القريبة".

وتضيف أن الصعوبة في استخدام الأسلحة النووية لمواجهة الأعاصير تكمن في كمية الطاقة المطلوبة.

إذ إن الحرارة الناتجة عن الإعصار تعادل الحرارة الناتجة عن تفجير قنبلة نووية قوتها 10 ميغاتون كل 20 دقيقة.

وبالرغم من تقارب الطاقة الناتجة بين القنبلة النووية والإعصار، فإن "تركيز نصف هذه الطاقة على بقعة محددة وسط المحيط البعيد مهمة بالغة الصعوبة"، بحسب ما تقوله الإدارة.

وتضيف أن: "مهاجمة الأمواج المدارية الضعيفة أو المنخفضات، قبل أن تتاح لها الفرصة لتصبح أعاصير، غير مجد أيضا".

"إذ إن حوالي 80 في المئة من تلك الاضطرابات تتشكل كل سنة في قاع المحيط الأطلسي، لكن خمسة منها فقط تنمو وتصبح أعاصير خلال السنة. وليس هناك ما يساعدنا مقدما في معرفة أي منها سينمو ويتطور".

برزت فكرة تدمير الأعاصير بالقنابل النووية في الخمسينيات من القرن الماضي، حينما قدم الاقتراح عالم يعمل في الحكومة الأمريكية.

وفي خطاب أمام نادي الصحافة الوطنية في عام 1961، قال فرانسيس ريتشيلدرفير، رئيس مكتب الأحوال الجوية في الولايات المتحدة إنه "يمكنه تخيل احتمال تفجير قنبلة نووية، يوما ما، في إعصار في منطقة بعيدة في البحر".

وكان حصول مكتب الأحوال الجوية على قنابل نووية آنذاك مرهونا بـ"أن نعرف ماذا نفعل"، بحسب ما نقله موقع (ناشونال جيوغرافيك) عن ريتشيلدرفير.

وتقول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن الفكرة يعاد طرحها غالبا في موسم الأعاصير.

وتقول شارون سكواسوني، الأستاذة في جامعة جورج واشنطن، إن الفكرة بزغت من برنامج (بلاوشيرز بروغرام) في الخمسينيات حينما "وضعت قائمة بالاستخدامات المختلفة، والغريبة، والخيالية، والمجنونة" للأسلحة النووية، بحسب ما رآه علماء الحكومة.

وخلال 20 عاما تقريبا، فجرت الولايات المتحدة 31 رأسا حربية في 27 اختبارا من أجل التأكد من إمكانية استخدام أمريكا لأسلحتها النووية في حفر قنوات، أو مناجم، أو إنشاء موانئ للسفن.

ومع وضوح مخاطر الإشعاع أكثر، أسقطت الفكرة، بحسب ما قالته البروفيسورة سكوانسي لبي بي سي.

وأضافت أن المعاهدات الدولية الحالية تحظر على الولايات المتحدة تفجير أي سلاح نووي في إعصار.

وطفت على السطح في السنوات الماضية عدة أفكار أخرى غريبة، من بينها الدعوة التي ظهرت على صفحة في فيسبوك، وطالبت مالكي البنادق في الولايات المتحدة بـ"إطلاق النار" على إعصار (إرما) في 2017، باستخدام الرصاص وقاذفات اللهب.

واجتذبت الدعوة 55000 شخص، وقعوا عليها، وأخذوا الأمر على محمل الجد، إلى درجة أن أحد رؤساء الشرطة في فلوريدا أصدر أمرا صارما نشره على تويتر يقول فيه: "لن تستطيعوا تحويل مسار (الإعصار)، وسيكون لهذا عواقب وخيمة"

يبدأ موسم الأعاصير الأطلسية من 1 يونيو/حزيران وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. وتكون ذروة الموسم في سبتمبر/أيلول، حينما تكون حرارة مياه البحر في أعلى درجاتها.

وبدأت حاليا دوامات العاصفة المدارية، دوريان، باتجاه جزر الكاريبي، ويتوقع أن تتحول إلى إعصار الثلاثاء، وسوف تهدد حدود جزيرة بورتو ريكو الأمريكية في الأيام المقبلة.

وعندما سألت بي بي سي المتحدث باسم مركز الأعاصير في ميامي عن تعليقه على هذا الأمر، قال إن المركز يركز على دوريان، ويحيل أي أسئلة عن "موضوع الأعاصير والأسلحة النووية" إلى إرشادات إدارة المحيطات والغلاف الجوي.

وكانت إدارة المحيطات قد حذرت الشهر الماضي من أن الظروف مناسبة الآن للأنشطة غير الطبيعية للأعاصير. وتنبأت بحدوث ما بين 10 إلى 17 عاصفة، سيتحول منها ما بين 5 إلى 9، إلى أعاصير، من بينها 2 إلى 4 ستكون أعاصير كبيرة.

وقد تكونت هذا العام أربعة أعاصير حتى الآن، وهي أندريا، وباري، وشانتال، ودوريان. بي بي سي عربيه