لوس انجلوس -يستعد رائد الفضاء الأميركي “سكوت كيلي” للعودة إلى الأرض يوم الثلاثاء المقبل بعد أن قضى نحو سنة كاملة تقريبًا في الفضاء، وهي ضعف المدة لأي رحلة نموذجية تجريها وكالة الطيران الأميركية والفضاء “ناسا” NASA، ليصبح كيلي أول أميركي يتحمل مثل هذه المهمة الشاقة.
وأوضحت ناسا أن “بعثة العام” One-Year Mission ركزت على سبع فئات بحثية، بما في ذلك التحديات الطبية والنفسية والطبية الحيوية خلال الرحلات الفضائية الطويلة الأمد، والتي سوف تساعد العلماء في نهاية المطاف على الاستعداد على نحو أفضل للقيام بمهمة إلى كوكب المريخ (وما بعده)، وهو الهدف الذي تعمل عليه الوكالة على مدى السنوات القليلة الماضية.
يُذكر أن كيلي ليس أول شخص يقضي سنة في الفضاء، وهو لقب منح لفاليري بولياكوف، الذي قضى نحو 438 يومًا على متن محطة الفضاء الروسية “مير” Mir بين كانون الثاني/يناير 1994 وآذار/مارس 1995؛ حتى أن كيلي ليس الثاني أو الثالث، إذ قضى رائدا فضاء روسيان سنة أو أكثر في المدار على متن المحطة الفضائية نفسها في تسعينيات القرن الماضي، ولكنه سيكون الأول الذي توظف رحلته للتركيز على تقنيات بحثية واسعة النطاق تهدف إلى دراسة كيفية تغير جسم الإنسان خلال البعثات الطويلة الأمد.
وشارك كيلي، البالغ من العمر 52 عامًا، في “بعثة العام” على متن محطة الفضاء الدولية رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنينكو، الذي قضى أيضًا 340 يومًا، وذلك في عدد من الاختبارات، وإعطاء عينات من دمائهما وبولهما، ولعابهما، وغير ذلك، موفرين للعلماء مجموعة واسعة النطاق من البيانات.
واستمر رائدا الفضاء بعد وصولهما إلى محطة الفضاء الدولية، وعلى مدى الاثني عشر شهرًا الماضية، في تقديم عينات، وسوف يستمر ذلك لمدة عام كامل أخر بعد عودتهم إلى الأرض أيضًا. والهدف من ذلك معرفة ما الذي تغير خلال الرحلة، وكيف تتكيف أجسامهما بعد العودة إلى الأرض، حيث تختلف الجاذبية كثيرًا.
ومما يميز حالة كيلي أيضًا أنه سيكون باستطاعة العلماء مقارنة نتائجه مع نتائج أخيه التوأم (الحقيقي) مارك، وهو رائد الفضاء سابق. وسيكون مارك بمثابة التحكم البشري على الأرض، حيث سيركز العلماء على الكيفية التي تؤثر بها رحلات الفضاء طويلة الأمد على أشياء مثل الصحة النفسية والسلوكية، وغير ذلك.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي مقابلة معه من المدار، قال كيلي مازحًا إنه ولأن البشر يكبرون عندما يقضون وقتًا طويلًا في الفضاء، فسيصبح أخيرًا أطول من أخيه.
يُشار إلى أن الوقت الذي قضاه كيلي في الفضاء لم يكن لاختبار التحمل البشري فقط، إذ شارك رائد الفضاء الأميركي في ما يقرب من 400 دراسة علمية، شملت اختبارات حاسوبية، وأنشطة يومية، ورعاية للمحاصيل، ومسح للعين، وقياس الإشعاع، وأكثر من ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، كان كيلي أيضًا نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ التقط بعضًا من الصور التي وصفت بأنها الأجمل على الإطلاق لكوكب الأرض من الفضاء، ونشرها عبر حساباته على خدمتي إنستاجرام وتويتر.