عمان - لؤي العبادي وحابس الجراح
بعد مرور عَقد آخر من الزمان، عادت العُقدة، ولكن هذه المرة بمساعدة النيران الحليفة، لتظهر مجدداً، أمام الفيصلي في المباريات النهائية التي خاضها طيلة مشاركاته في البطولات العربية.
ورغم تحليق «النسر الأزرق» في سماء البطولة العربية التي اختتمت في مصر، ومطاردته الشرسة والمضنية للقب، إلا أن «فريسته» انقادت عنوة عنها، نحو الترجي التونسي الذي فاز بنتيجة 3/2 بالمباراة النهائية التي جمعت الطرفين الليلة الماضية على ستاد الاسكندرية، وكان وقتها الأصلي انتهى بالتعادل 2/2.
وبعدما تقدم الترجي بهدفين، رفض نجوم الفيصلي التنازل بالسهولة، ليسجل أكرم الزوي الهدف الأول ويعادل خليل بني عطية الكفة، قبل ان يسجل الترجي من حالة تسلل واضحة هدف الفوز، والذي بدأت صناعته أصلاً رغم سقوط ابراهيم دلدوم على أرض الملعب بداعي الإصابة.
ووسط غبن وظلم صريح تعرض له لاعبي الفيصلي، أقيمت مراسم التتويج بحضور الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي والعديد من ممثلي الهيئات الرياضية والشبابية العربية، وقبلها كان يتحفظ الفيصلي على الصعود لمنصة التتويج لولا تدخل الإدارة.
وستبقى مصر شاهدة على ما حققه الفيصلي بطل كأس الاتحاد الآسيوي 2005 و2006، قياساً بمستوى «الزعيم» ومقارنة بالنتائج التي مالت لصالحه.
الفيصلي حاول تجاوز عقدة النهائي في المناسبات العربية الثلاث الماضية، حينما حل وصيفاً لبطولة أبطال الكؤوس العربية 1996، وللنخبة العربية نسخة 2000، ولدوري أبطال العرب 2007، ولكنه اصطدم بحاجز «الترجي» ليستقر بمركز الوصافة في طبعة 2017، ودون ان يقلل ذلك أبداً من قيمة ما حققه في البطولة الحالية، وخصوصاً انه ظهر بـ ثوب الزعيم وهو يتسيد أولاً فرق عرب آسيا التي تواجدت بالبطولة، ويُقصي بطريقه زعيم أفريقيا الأهلي المصري (نادي القرن) في القارة السمراء، ومرتين.
- مثل الفيصلي: معتز ياسين، ياسر الرواشدة، ابراهيم الزواهرة، ابراهيم دلدوم، عدي زهران، بهاء عبد الرحمن، خليل بني عطية (مهدي علامة)، يوسف الرواشدة محمد العلاونة)، دومينيك، لوكاس، اكرم الزوي.
- مثل الترجي: معز بن شريفية، إيهاب المباركي، خليل شمام، علي المشاني، شمس الدين الذوادي، فوسيني كوليبالي، غيلان الشعلالي (فخر الدين بن يوسف)، الفرجاني ساسي، أنيس البدري، سعد بقير (بران كوم)، هيثم الجويني (الطالبي).
قصة الأهداف
الفيصلي
د 72:عكس الرواشدة كرة داخل منطقة الجزاء تابعها الزوي في المرمى.
د 88: عكس الرواشدة كرة متقنة نحو رأس بني عطية فحولها للشباك باقتدار.
الترجي
د 46: استلم بقير كرة انطلقت من وسط الميدان وسدد في زاوية المرمى هدف.
د54: نفذ بقير كرة من موقف ثابت استقرت يمين الحارس في الشباك.
د 100: حول الذوادي كرة فرانكو في الشباك.
شريط الفرص
الفيصلي
د 22: رأسية لوكاس هددت مرمى بن شريفية.
د 44: افسد التسلل خطورة رأسية لوكاس.
د 57: لم يحسن لوكاس استغلال كرة عبد الرحمن المنطلقة من موقف ثابت.
د 72: رأسية لوكاس المنفرد مرت فوق العارضة.
د 75: قذيفة بني عطية غالطت المرمى.
د 89: رأسية الذوادي فوق المرمى.
الترجي
د 8: ابعد دلدوم كرة الشعلاني أمام المرمى.
د 15: دربكة وصلت بعدها رأسية المباركي لأحضان ياسين.
د 18: ابعد زهران كرة البدري ببسالة.
د 20: رأسية كوليبالي الخطرة مرت فوق العارضة.
د 23: سدد الجويني بجانب القائم تحت ضغط الدفاع.
د 42: شتت الدفاع عرضية الشعلان.
د 81: رأسية لجويني مرت بجانب القائم.
د 97: سدد كوليبالي بأحضان ياسين
حالة
د 100: توقفت المباراة بعد اعتراض الفيصلي على الهدف الثالث بداعي التسلل.
الرسم التكتيكي
بهدوء وحذر، انطلقت المواجهة الحساسة وسط تناقل مدروس للكرة من قبل لاعبي الطرفين، نظرا لاهمية الثواني الاولية والانطباع المبدئي.
وما ان دارت عجلة المباراة حتى اصبح اي تقدم للاعبي الترجي صوب مناطق الفيصلي يحبس الانفاس في الوقت الذي ظهر فيه لاعبو الفيصلي بثقة وتروٍ بحثاً عن الاختراقات التي بدت صعبة، وسط تكتل وسرعة ارتداد لاعبي الترجي.
محاولات تونسية تكررت امام مرمى ياسين، الا ان عوامل عدة بددت الخطر كان ابرزها بسالة الدفاع الازرق وتسرع لاعبي الترجي بالاضافة لاهمية ثبات واستمرار تألق الحارس الامين ياسين.
عاد الهدوء مجددا ليغلف الاحداث مع نهاية الربع ساعة الاولى، الا ان الخطر كان قاب قوسين من كل المحاولات التي دانت للترجي حين قدم اداء اسرع واختراقات انجع.
الفيصلي من جانبه، وجد نفسه امام مد ومحاولات «ترجاوية» سريعة خصوصا حين هددت كرة كوليبالي مرمى ياسين عند الدقيقة 20 الامر الذي زاد من اصرار الفيصلي على الاسلوب ذاته وعم الانجرار وراء الخوف من المنافس بل زاد الامر من اصرار المدير الفني للأزرق على الاستمرار بذات الطريقة التي كسب فيها الرهان في سابق المواجهات.
«الهدوء الفيصلاوي» استمر في محاولة من المدير الفني للفريق لقتل انتفاضة الترجي الذي كان الاخطر عندما بدأ باستغلال اسلحة جديدة (الكرات الطويلة واستغلال العامل البدني).
وبالنظر للجانب البدني، فقد بدا لاعبي الفريقين بحالة متوسطة من النشاط نظرا للمخزون المتوفر بعد مشوار البطولة ليستقر اللعب منتصف الميدان وسط تمركز لنجوم «الزعيم» والالتزام في المواقع التي تطلبها اللقاء.
الدقائق الاخيرة من الشوط الاول كانت عبارة عن استسلام من الجانبين واعلان لتأجيل الحسم للنصف الثاني من النهائي، مع ان الخطورة استمرت في بعض المحاولات التي دانت للترجي.
الجزء الثاني من اللقاء شهدت بداية صادمة للفيصلي عندما تلقت شباكه هدف التقدم للترجي بعد تسديدة غالطت تمركز ياسين والدفاع لتنطلق معها شرارة انفجار اللقاء.
ما ان استوعب الفيصلي صعقة الهدف الاول، حتى وقع تحت صدمة الهدف الثاني مجددا بعد ركلة حرة نفذها صاحب الهدف الاول بقير، الامر الذي خلف حالة من الارتباك.
الارتباك وعدم التركيز من نجوم الازرق لم يدم طويلا خصوصا بعد الصحوة التي ضربت خط الهجوم ليخطف الزعيم هدف التعديل وسط تكتيك غابت عنه السرعة المطلوبة في تنفيذ الواجبات.
الحال لم يستمر «تونسيا» حين عاد نجوم النسر الأزرق بفرد اجنحتهم فوق ارضية ستاد الاسكندرية وليخطفوا هدف التعديل الغالي في الوقت المناسب ولتستسلم المواجهة للتمديد.
الوقت الاضافي الأول، لعبه الفيصلي بذات التشكيل وبكامل الصفوف ليشهد هذا الشوط منعرجا واضحا حين تعمد الفيصلي استنزاف الطاقة البدنية للاعبي الترجي ولكن كانت الخطورة واضحة على مرمى ياسين الذي استبسل مجددا.
الترجي ترجم خطورته مجددا عندما استغل لاعب الترجي البدل فرانكو غفلة الحكم المصري ليصطاد الكرة ويسلمها للذوادي الذي اعطى التقدم لفريقه في الوقت الصعب.
الهدف «الظالم» وضع اللقاء على صفيح ساخن ادى الى استفادة المنافس من الوقت وسط اصرار الحكم على موقفه برغم التوتر الذي جلبه للقاء.
في الوقت الاضافي الثاني، لم تثمر الكرات الفيصلاوية بعيدة المدى في انقاذ النتيجة التي لم يستحقها الفيصلي في مباراته التاريخية، ليخرج خاسرا بمساعدة التحكيم الذي عكر مسيرة النسر الأزرق وأفسد نهايتها.
الأفضل: يوسف الرواشدة وخليل بني عطية.
وزير الشباب يشيد
اشاد وزير الشباب، حديثة الخريشا عقب اللقاء بمشاركة الفيصلي في البطولة العربية معتبرا هذه المشاركة انجازا تاريخيا يسجل للرياضة الاردنية بشكل عام ولكرة القدم الاردنية على وجه الخصوص.
وهنأ الخريشا اتحاد كرة القدم بالانجاز الذي حققه الفيصلي رغم خروجه وصيفا من البطولة مؤكدا ان ما تحقق من جانب الفيصلي يعتبر بداية صحيحة في طريق الارتقاء بالكرة الاردنية بقيادة ورؤية سمو الامير علي.
واكد الخريشا ان المشاركة التاريخية التي للفيصلي تعتبر بصمة مهمة للرياضة الاردنية حيث نقلت تلك المشاركة كرة القدم الاردنية نقلة نوعية ووضعتها في مصاف الرياضات العربية وباتت من ابرز الرياضات المتقدمة التي تبشر بمستقبل زاهر.
واعتبر الخريشا ان البطولة العربية اثبتت اهميتها نظرا للجماهيرية التي حظيت بها لتصبح مكسبا مهما للشباب العربي والشباب الاردني على وجه الخصوص.
إمام ينتقد التحكيم
انتقد النجم المصري حازم إمام محلل قناة أون سبورت الرياضية بشدة مستوى التحكيم بشكل عام في البطولة.
وقال إمام خلال الاستديو التحليلي للمباراة النهائية، وتعليقاً على خسارة الفيصلي بهدف من موقف تسلل واضح: مستوى التحكيم ظهر بشكل اقل جداً من المستويات الفنية للفرق المشاركة، وهي مشكلة لا بد من التعاطي معها أفضل المرات القادمة.- الراي