مدريد - يشكل البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة ثلاثي الـ"بي بي سي" الذي لا يمكن المساس به في خط هجوم ريال مدريد، بطل دوري ابطال اوروبا لكرة القدم في الموسمين الماضيين، لكن الأول هو الوحيد الضامن لمكانه في مواجهة بايرن ميونيخ الالماني في ذهاب نصف النهائي اليوم الأربعاء.
وتحمل رونالدو العبء الأكبر في تأهيل الفريق الملكي الاسباني إلى دور الاربعة من خلال ما يملك من مؤهلات وتسجيل اهداف رائعة وصل عددها إلى 22 هدفا في 12 مباراة، وبتسجيل هدف على الأقل في آخر 11 مباراة اوروبية.
واعتبر مدافع بايرن ميونيخ الدولي جيروم بواتنغ قبل يومين من اللقاء المنتظر على ملعب اليانز ارينا في عاصمة مقاطعة بافاريا، انه "من المستحيل +خنق+ رونالدو كليا (...)، ولا يمكننا إيقافه إلا كفريق".
وأضاف في حديث لمجلة "كيكر" الألمانية "لا يمكن لمهاجم ان يكون اكثر منه كمالا. يلعب بالقدم اليسرى، بالقدم اليمنى، بالرأس. يتحكم في كل شيء، وفي مواجهة المرمى، هو عبارة عن آلة".
وتابع "في مطلق الأحوال يحصل على فرص خلال المباراة لأنه يطلب الكرة بشكل رائع ولديه التوقيت الممتاز. علينا كفريق أن نبقى موحدين.. وأن نترك له أقل قدر ممكن من المساحات"، مشيرا الى ان "إسكات رونالدو ليس سوى 50 بالمائة فقط من العمل، لأن بقية اللاعبين جيدون للغاية".
ولم تأت كلمات بواتنغ من فراغ، فذكرى الخسارة القاسية أمام ريال الموسم الماضي في الدور ربع النهائي للمسابقة الأوروبية بنتيجة إجمالية للمباراتين 3-6 ما زالت تقض مضاجع النادي البافاري وتؤرق مسؤوليه حيث سجل رونالدو 5 أهداف من أصل أهداف فريقه الستة مع "ثنائية" ذهابا في ميونيخ و"ثلاثية" (هاتريك) إيابا في مدريد.
لكن عندما يستمتع رونالدو بطفرة ناجحة من خلال دوره الجديد في مركز رأس الحربة كمهاجم صريح، يجد شريكاه في خط الهجوم ان مسؤولياتهما قد تقلصت.
وعلى الأرجح، لن يشارك بايل اساسيا في لقاء اليوم. فبعد عودته من اصابة تعرض لها مطلع العام الحالي، بقي على مقاعد احتياط الفريق في مباراتي ذهاب واياب ثمن النهائي ضد باريس سان جرمان الفرنسي، وذهاب ربع النهائي ضد يوفنتوس الايطالي (3-0).
وعاد الويلزي في مباراة الإياب "المذلة" على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد التي ضمن فيها ريال بشق النفس بطاقة التأهل بفضل ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع نجح رونالدو في ترجمتها، لكنه لم يلعب إلا الشوط الأول.
في المقابل، يبدو سقوط بنزيمة أكثر غرابة بالنسبة إلى المهاجم الفرنسي الذي يفضل مدربه ومواطنه زين الدين زيدان ان يكون الى جانب رونالدو.
لكن زيدان ابقى بنزيمة احتياطيا طوال مباراة الإياب ضد يوفنتوس وفضل عليه لاعب الوسط الدولي ايسكو، لأن مشكلة المهاجم الفرنسي في الآونة الأخيرة تكمن في عدم نجاحه على الصعيد التهديفي (هدف واحد في آخر 10 مباريات، وأربعة فقط في 24 مباراة).
واشار زيدان مؤخرا الى ان بنزيمة "يعاني في هذه الاثناء. يعاني عندما يفوت الفرص، لكن الحل سهل. عليه ان يعمل باستمرار. انها غيمة عابرة في هذا الوقت".
ويتزامن تدني مستوى بايل وبنزيمة مع المسار الذهبي لرونالدو. لكنه قد يكون تزامنا جزئيا وليس كليا.
ويلعب رونالدو ضمن فريق يعتمد بشكل كبير على قدراته، وهذا الأمر ليس جديدا، لكن النجم البرتغالي يزداد تألقا لأن الآخرين يفضلون على الارجح التركيز على تقديم الخدمة له ومده بالكرات في كل المباريات.
واعتمد زيدان على طريقة 4-4-2 في معظم المباريات المهمة هذا الموسم مع الدفع بلوكاس فاسكيز وماركو اسينسيو على الاطراف بسبب قدرتهما الدفاعية ونجاحهما في ارسال الكرات العرضية إلى داخل المنطقة.
ولا ينظر إلى بايل حاليا على انه يقوم بدور منجز كفاية في خط الوسط، بينما يكون دور بنزيمة اساسيا في عملية الربط، وعندما لا ينجح في ذلك تتضاءل فرصة دعوته الى التشكيلة.
وقال زيدان الاسبوع الماضي "لا أرى أحدا يشتكي. لقد قلت للإثنين معا يوما ما أن عليهما ان يسجلا المزيد من الاهداف، لكن كلا منهما يقوم بعمل جيد".
واضاف "هذا الأمر يحدث مع فرق أخرى كما يحصل معنا. لديهم لاعبون جيدون من مستوى عال ويلعبون بشكل جيد".
وأكد المدرب الفرنسي "أنا لست قلقا. هذه حقيقة، لقد كانت لدينا فرص كثيرة في آخر مباراتين لم نستغلها، وها نحن على اعتاب مواجهة الأربعاء خارج ارضنا".
وختم بالقول "سنحاول التسجيل، وسنفكر بشكل ايجابي انه في كرة القدم كل شيء ممكن الحدوث بغض النظر عمن يلعب افضل على ارض الملعب". -(أ ف ب)