الدوحة - عندما كشفت قطر عن ملفها لاستضافة كأس العالم 2022، وعدت بتقديم حلول مبتكرة لمجموعة من التحدّيات، فكان أحدها تطوير تقنية التكييف لملاعب كرة القدم.
تَعِد قطر بأن البطولة التي ستستضيفها بعد أقلّ من 235 يوماً ستكون نسخة "لا مثيل لها عبر التاريخ"، حيث ستكون المَرافق والفَعاليات مترابطة بشكل يضمن المحافظة على البيئة. وبصرف النظر عن كلّ الأشياء الرائعة الأخرى التي يمكن توقّعها من هذه البطولة العالمية لكرة القدم، مثل الملاعب والأجواء العامة، ستحفل البطولة بعدد من التقنيات الرائعة، وفقاً لموقع قطر الخاصّ بأخبار كأس العالم.
في العام 2010، بدأت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بالتعاون مع جامعة قطر، بتصميم وتنفيذ أنظمة تبريد مبتكرة لملاعب كأس العالم لكرة القدم. كان صاحب الرؤية من وراء هذه التقنية الدكتور سعود عبد العزيز عبد الغني، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة قطر.
صُمّمت تقنية التبريد في الملاعب لضمان وصول درجات الحرارة في الملعب ومنطقة المتفرّجين إلى نحو 26 درجة مئوية، مع الحفاظ على الاستدامة والكفاءة العالية في استخدام الطاقة مقارنة بتقنيات التبريد التقليدية، وذلك بنسبة تصل إلى 26 في المئة.
من أفضل التقنيّات المتعلّقة بنكنولوجيا التبريد الذكية أنّه يمكن التحكّم بدرجة الحرارة بحسب عدد الأشخاص الموجودين في الملعب، بغضّ النظر عن درجة الحرارة في الخارج. وسيتم أيضاً تنظيف وتنقية الهواء في الملاعب أثناء التكييف.
ستقام البطولة في شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2022، عندما يتراوح متوسط درجة الحرارة بين 18 و24 درجة مئوية، ممّا يعني أن ال#تكنولوجيا ستساعد على تطوير بيئة حرارية جيّدة خلال البطولة. بالإضافة إلى ذلك، ستسمح التقنية للملاعب الواقعة في البلدان الحارّة باستضافة الأحداث على مدار العام، مما سيوفّر الراحة للرياضيين والمتفرّجين على حدّ سواء.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقنية غير محميّة ببراءة اختراع، ويُمكن بالتالي لأيّ دولة الاستفادة من مخطّطها وتصميمها وفقاً لملاعبها، من دون أن يتمّ تحصيل رسوم منها.
وتعمل تقنية التكييف على تبريد الهواء الخارجيّ بوساطة مراوح للتكييف تعمل بالطاقة الشمسية، فتُدخل الهواء البارد بعد ذلك إلى الاستاد من خلال فتحات في المدرّجات وفوهات كبيرة في الملعب. وباستخدام تقنية تدوير الهواء، يتمّ سحب الهواء المبرّد إلى الخلف، ليُعاد بعد ذلك تبريد الهواء الخلفيّ المسحوب وتصفيته، ثمّ يُدفع الهواء المعاد تدويره إلى الخارج مرّة أخرى في داخل الملعب
قال الدكتور سعود "إن تقنيّة التبريد في قطر هي مثال يُمكن لبقية العالم التعلّم منه". ولفت إلى أنّه فخور جداً بأن "هذه التكنولوجيا، التي نشأت في قطر، يمكن تبنّيها من قِبل البلدان والشركات الأخرى"، بحسب موقع "قطر 2022
تم تشغيل أول نظام تكييف في استاد خليفة الدولي، وهو أحد أقدم الملاعب القطرية، والذي تمّ إصلاحه وتجديده ليكون مناسباً لاستضافة مباريات البطولة.
وفي استاد المدينة التعليميّة، على سبيل المثال، وهو الملعب الذي أُنجز بناؤه في العام 2020، أُضيفت التقنية خلال مرحلة التصميم، ممّا جعلها أكثر تطوّراً من غيرها؛ فالهواء البارد هناك أقرب إلى المتفرّجين، إذ يجري تبريد الهواء أسفل المقاعد ويُعادة تدويره وتنقيته في داخل المكان.
تكمن الاستدامة أيضاً من خلال التّصميم الذي يسمح بتبريد مساحات معيّنة فقط من الملعب في أوقات محدّدة. بالإضافة إلى ذلك، تأتي الطاقة المستخدمة في ملاعب قطر 2022 مباشرة من الألواح الشمسية الواقعة خارج الدوحة، والتي طوّرتها شركة "قطر للطاقة" وشركة "الكهرباء والماء القطرية".
هذا، ويعود العمل في ملاعب كرة القدم بالفائدة أيضاً على الأمن الغذائي في قطر باستخدام نفس التكنولوجيا في المزارع، حيث قامت الدولة بتطوير طرق جديدة للزراعة في الصيف مع استهلاك أقلّ للطاقة.
النهار - علي زلزله