الدوحة - احتفل عشاق كرة القدم الأرجنتينية حول العالم بفوز الفريق على فرنسا في واحدة من أروع نهائيات كأس العالم في تاريخ البطولة.
لكن بالنسبة للمشجعين الفرنسيين، كانت تلك خيبة أمل وحزن حيث كان فريقهم قريباً جداً – لكنه فشل في النهاية- في الفوز بكأس العالم مرتين متتاليتين.
الفوز رفع معنويات الأرجنتين خلال أوقات صعبة
هذه أول مرة تفوز الأرجنتين فيها بنهائي كأس العالم لكرة القدم منذ العام 1986
تعكس الاحتفالات في شوارع العاصمة الرجنتينية بيونس آيريس مشاعر الابتهاج- ولكن الارتياح أيضاً- من نتيجة ما اعتبر مباراة أثارت التوتر بصورة لا تصدق. فالفرح الذي غمر الناس في الشوط الأول من المباراة سرعان ما تحول إلى صمت في الشوط الثاني- والكثيرون منهم أمسكوا رؤوسهم بأيديهم، غير قادرين على مشاهدة ركلات الجزاء الترجيحية في نهاية المباراة.
لكن مئات الآلاف من مشجعي ليونيل ميسي، وجميعهم يرتدون قمصاناً تحمل الرقم 10، خرجوا للاحتفال في شوارع البلاد بأسطورتهم في كرة القدم وفريقهم الفائز بالكأس.
وبدأت حفلات الشواء وأخذ الباعة المتجولون في الشوارع يشوون شرائح اللحم الأرجنتيني بينما انطلقت الألعاب النارية في وسط المدينة.
وكان هذا نصراً لم تكن ترغب به الأرجنتين فحسب وإنما كانت بحاجة إليه أيضاً. فالبلاد تعاني اقتصادياً-وارتفاع التضخم يعني أن الأرجنتينيين يجدون صعوبة في الغالب من أجل تلبية احتياجاتهم في نهاية كل شهر.
إحدى النساء، واسمها “إلي”، كانت تغالب دموعها عندما قالت إن بطولة كأس العالم هذه منحتها فرصة للشعور بالسعادة والترابط.
لكن البطولة وحدت المنطقة أيضاً. ففي العادة تعتبر البرازيل، جارة الأرجنتين، الخصم الأكبر لها في كرة القدم، لكن تلك الخصومات تمت تنحيتها جانباً. وبدا شعور الفخر محسوساً في أوساط مواطني أمريكا الجنوبية بأن الأرجنتين تمكنت من انتزاع الكأس من فرنسا وإعادته إلى المنطقة.
حسرة لفرنسا بعد أن عادت إليهم الآمال في الشوط الثاني
المشجعون الفرنسيون انتعشت آمالهم بعد أن تمكن فريقهم من تحقيق التعادل والذهاب إلى ضربات الجزاء بعد أن كان متراجعاً امام الفريق الفرنسي بهدفين نظيفين
تعرض مشجعو المنتخب الفرنسي لموقف صعب خلال المباراة، حيث تأوهوا وابتهجوا وبكوا على النتيجة المحزنة لفريقهم في كأس العالم وهي فوزهم بمركز الوصيف.
وتُرك المشجعون يتساءلون ما الذي حدث للفريق الذي كان مبهراً في وقت سابق من هذا الأسبوع- بعد شوط أول بدا فيه اللاعبون وكأنهم يلعبون المباراة بالحركة البطيئة.
ولم يبدأ الفريق الفرنسي في إظهار جانب من حيويته المعهودة إلا بعد أن أصبحت النتيجة هدفين نظيفين للأرجنتين ودخل البديل راندال كولو مواني قبل نهاية الشوط الأول بقليل.
وكما هو الحال في أغلب الأحيان، كان تألق كيليان مبابي هو الذي صنع الفرق. فثلاثيته التي سجلها في المباراة أدخلته كتب الأرقام القياسية. ومن المجهول عادت فرنسا بفرصة للفوز.
وبدت فرنسا، ليس في مرة واحدة بل مرتين، وفي الوقت الإضافي أيضاً، وكأنها قادرة على تحقيق أكثر حالات العودة إثارة، عندما سجلت الهدف الثالث من ضربة جزاء في آخر المباراة لتتعادل مع الأرجنتين.
وتحول ما بدأ كحالة مملة ومحبطة تذكرنا بكيفية سقوط جميع الفرق العظيمة في نهاية المطاف عن عرشها، إلى درس رائع في كرة القدم حول الطريقة التي يمنح بها القدر الأمل لليائسين.
لكن حالة الأمل لم تستمر. فعندما وصلوا في النهاية إلى ركلات الجزاء، بدا وكأن معظم المشجعين كانوا يعرفون أنهم سيواجهون هذا المصير. فحارس المرمى الفرنسي هيوغو لوريس لم يكن في أحسن حالاته في المواجهة فرداً لفرد.
بعد الساعة السابعة مساء بتوقيت فرنسا، انتهى كل شيء. فقد خيّم الصمت على المقهى. وأغلق أحدهم التلفاز. وبدأن الناس ينسلون إلى الخارج تحت البرد والمطر.