عمَّان- ارتفع عدد شائعات شهر آذار في الأردن لتصل إلى 67 شائعة، من بينها 43 استهدفت القطاع الصِّحي، في شهر شهد ظروفًا استثنائية في دول العالم كافة بسبب فيروس كورونا.
وقال مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد” في تقرير صدر اليوم الثلاثاء، إنَّ شائعات شهر آذار الحالي شهد ارتفاعًا ملحوظًا؛ بسبب التَّطورات الحاصلة على فيروس “كورونا” المستَجدّ في الأردن، وظهور الحالة المصابة الأولى بداية الشَّهر، وازداد عدد الحالات والشائعات المرتبطة بها، وصولًا إلى إعلان قانون الدِّفاع وصدور ثلاثة أوامر دفاع تضمنت حظر التَّجوال ووضع قيود على التنقل والإقامة لمنع انتشار الوباء.
وأشار التقرير إلى أنَّ المرصد تتبع حركة تكوين الشَّائعات وانتشارها، وسجَّل شهر آذار 67 شائعة، محقِّقًا بذلك ارتفاعًا كبيراً مقارنة بشهري شُباط وكانون الثاني، حيث بلغت في شُباط 31 شائعة، وفي كانون الثَّاني 30 شائعة. وأكد التقرير تراجع دور الإعلام في ترويج الشَّائعات لشهر آذار، وتصدَّرت وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، خصوصًا “واتساب وفيسبوك”، حيث روَّج الإعلام 12 شائعة، بنسبة 18 بالمئة، فيما صدَر عن مواقع التَّواصل 55 شائعة بنسبة 82 بالمئة.
وبين أنَّ عدد الشَّائعات المتعلقة بالقطاع الصِّحي بلغ 43 شائعة بنسبة بلغت 64 بالمئة.
وتناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة بحسب التقرير، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة بلغ 57 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر آذار، وبنسبة بلغت 85 بالمئة، فيما صدرت 10 شائعات عن الجهات الخارجيّة وبنسبة بلغت 15 بالمئة.
وأشار التَّقرير إلى أنَّه تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 55 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة بلغت 82 بالمئة، صدر 49 منها من منصات التواصل المحليّة، بينما توزعت السِّت الأخرى على مصادر خارجية، وصدرت شائعة واحدة من صفحات مواطنين أردنيّين مقيمين في الخارج، و5 شائعات أخرى صدرت من مواقع تواصل عربية.
ونوه إلى أنَّ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام بلغ 12 شائعة وبنسبة بلغت 18 بالمئة، صدرت 8 منها عن وسائل الإعلام المحليّة، فيما صدرت 4 شائعات عن وسائل إعلام عربيّة.
وأكد أنّ الشَّائعات التي تناولت الشَّأن المتعلق بالقطاع الصحي شكلت النِّسبة الأعلى بواقع 43 شائعة وبنسبة بلغت 64 بالمئة، فيما تساوى عدد الشائعات التي تناولت الشَّأن الاجتماعي والأمني، وبلغ عدد كلِّ منها 8 شائعات بنسبة 12 بالمئة لكلٍّ منها، والشَّائعات حول الشَّأن السِّياسي 6 شائعات بنسبة 9 بالمئة، فيما حصلت الشَّائعات حول الشَّأن الاقتصادي على النَّصيب الأقل بشائعتين وبنسبة 3 بالمئة.
وكان مرصد “أكيد” طور منهجيّة لرصد الشائعات، حيث تمّ تعريف الشائعة بأنّها “المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ”.
وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة وغيرها، ولكن هذا لا يعني “عدم انتشارها” في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.-(بترا)