لندن - من المألوف أن يكون لدى الأزواج تفاوت في دوافعهم الجنسية. وفي كثير من الأحيان، فإن المرأة هي التي لديها انخفاض في الرغبة الجنسية، وفقًا لبحث نشرته مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، وخاصة النساء اللواتي ليس لديهنّ اهتمامٌ بأيّ نوعٍ من أنواع النشاط الجنسي، بما في ذلك الاستمناء أو ليس لديهنّ أيّ تخيلاتٍ أو أفكارٍ جنسيّة، أو أنّها من النادر أن تنتابهنّ أو يزعجهنّ التخيلات الجنسية.
وانخفاض الحافز الجنسي لدى النساء له العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك المشكلات الطبية الأساسية أو المشكلات العاطفية أو النفسية أو الإجهاد المرتبط بالعمل والأسرة. وتحديد السبب الجذري للمشكلة يمكن أن يؤدي إلى خيارات علاج فعالة.
* أسباب انخفاض الحافز الجنسي في الأناث
أولا: الأسباب الجسدية
- المشكلات الجنسية مثل عسر الجماع.
- الأمراض الطبية بما فيها التهاب المفاصل والسرطان وداء السكري وارتفاع ضغط الدّم ومرض الشرايين الإكليلية والأمراض العصبيّة.
- الأدوية، بما فيها مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للاختلاجات، من العوامل المعروفة بتقليلها للرغبة الجنسية بدرجة عالية.
- الجراحة مثل العمليات الجراحية المرتبطة بالثديين أو الجهاز التناسلي.
- الإرهاق الناتج عن العناية بالأطفال الصغار أو الأبوين المسنين، كما قد يلعب التعب الناتج عن الأمراض أو العمليات الجراحية دورًا في انخفاض الحافز الجنسي.
ثانيا: التغيّرات الهرمونية
- انقطاع الطمث، حيث يمكن أن تَهبط مستويات الإستروجين أثناء الانتقال إلى مرحلة الأياس، وهذا من شأنه أن يسبب تراجع الاهتمام بالجنس وجفاف أنسجة المهبل؛ مما يؤدي إلى الألم وعدم الراحة في ممارسة الجنس.
- الحمل والرضاعة الطبيعية والتغيرات الهرمونية خلالها. أيضا، التعب أو التغيرات في شكل الجسم أو ضغوطات الحمل أو العناية بالمولود الجديد كلّها قد تساهم في التغييرات في الرغبة الجنسية.
ثالثا: الأسباب النفسية
- مشكلات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.
- الضغوط، مثل الضغوط المالية أو ضغوط العمل.
- العيوب في شكل الجسم.
- تدني تقدير الذات.
- وجود تاريخ من التعرض للإيذاء البدني أو الجنسي.
- التجارب الجنسية السلبية السابقة.
رابعا: مشكلات العلاقات
- انخفاض التواصل مع زوجك.
- النزاعات أو الشجارات التي لم تحلّ.
- قلة الحديث عن الحاجات والتفضيلات الجنسية.
- الخيانة أو ضياع الثقة.
* تشخيص انخفاض الحافز الجنسي
قد يشخَّص لديكِ اضطراب فتور الرغبة الجنسية إذا كنتِ تفتقرين إلى الأفكار أو الرغبة الجنسية على نحو متكرر، ويسبّب غياب هذه المشاعر الاضطراب الشخصي لك، وسواء أكان هذا التشخيص الطبي صحيحًا أم لا، يمكن أن تبحث طبيبتك عن أسباب عدم كون حافزك الجنسي مرتفعًا بالقدر الذي تودّينه وتجد طرقًا للمساعدة. وإضافةً إلى طرح الأسئلة عليك بخصوص تاريخك الطبي، فقد تقوم الطبيبة بإجراء فحص الحوض ويمكن أن تطلب الطبيبة اختبارات الدم لفحص مستويات الهرمون والبحث عن أدلّة لمشاكل الغدّة الدرقيّة وداء السّكري وارتفاع مستوى الكوليسترول واضطرابات الكبد.
* علاج انخفاض الحافز الجنسي لدى الإناث
- الاستشارة
إن التحدّث إلى أخصائية علاج أو استشارات الحالات الجنسية متدربة في معالجة المخاوف الجنسية يمكن أن يساعد في تحسين انخفاض الحافز الجنسيّ، ويتضمن العلاج على الأغلب التثقيف عن الاستجابة والأساليب الجنسيّة، إضافةً إلى التوصية بقراءة بعض المواد أو تمرينات للزوجين، كما يمكن أن تساعد الاستشارة التي تتناول المشكلات في العلاقات في معالجة انقطاع الشعور بالحميمية والرغبة.
- الأدوية
سوف تحتاج الطبيبة إلى تقييم الأدوية التي تتناولينها لمعرفة ما إن كان أيّ منها قد يسبب آثارًا جانبيةٍ جنسية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مضادات الاكتئاب مثل "الباروكسيتين" ("باكسيل" و"بيكسيفا") و"الفلوكسيتين" ("بروزاك" و"سارافيم") إلى انخفاض الحافز الجنسي، كما يؤدي الانتقال إلى استخدام "البوبروبيون" ("أبلينزين" و"ويلبوترين")، وهو نوعٌ مختلفٌ من مضادات الاكتئاب التي تحسّن في العادة من الحافز الجنسيّ.
- العلاج الهرموني
يمكن أن يكون للإستروجين الذي يوزّع إلى كل أنحاء جسمك (الشامل) من خلال الأقراص أو اللصقات أو البخاخ أو الجيل أثرٌ إيجابيٌّ على وظيفة الدماغ والعوامل المزاجية التي تؤثر في الاستجابة الجنسية، لكن العلاج بالإستروجين قد ينطوي على مخاطر لدى نساءٍ بعينهنّ.
ويمكن أن تزيد الجرعات الصغيرة من الإستروجين، سواء كانت على هيئة كريم مهبلي أو تحميلة بطيئة الإطلاق، إلى تدفق الدم إلى المهبل وتحسن الرغبة دون التعرض للأخطار المرافقة للإستروجين الشامل، وفي بعض الحالات، يمكن أن يصف طبيبك الجمع بين الإستروجين والبروجيسترون.
وتلعب الهرمونات الذكرية، مثل التستوستيرون، دورًا مهمًا في الوظيفة الجنسية لدى النساء، وذلك بالرغم من أن التستوستيرون يوجد بنسبة أقل بكثير لدى النساء، ولكن إعاضة التستوستيرون لدى النساء أمرٌ مثيرٌ للجدل ولا توافق عليه دائرة الغذاء والدواء لعلاج العجز الجنسي لدى النساء، فضلاً عن أنه قد يسبب حب الشباب، أو الشعر الزائد في الجسم، إضافةً إلى التغيرات في المزاج أو الشخصية.
* توصيات طبية
1- ممارسة الرياضة، حيث يمكن أن تزيد الممارسة المنتظمة للتمارين الهوائية، وتدريبات التقوية، من قوة تحملك، وتحسن شكل جسمك، وترفع من مزاجك، وتعزز رغبتك الجنسية.
2- التخفيف من الضغط النفسي وإيجاد طرقٍ أفضل للتكيّف مع ضغط العمل، والضغط المالي، والمتاعب اليومية تعزّز الحافز الجنسيّ لديك.
3- التحدث إلى زوجك، لأنه غالباً ما يحافظ الأزواج الذين يتعلمون التحدث بطريقةٍ منفتحةٍ وصريحة على درجةٍ عاليةٍ من الاتصال العاطفي، والذي يؤدي بدوره إلى علاقة جنسية أفضل، كما أن الحديث عن الجنس مهم أيضاً، ويمكن أن يمهّد التحدث عمّا تفضّلانه وما لا تفضلانه الطريق لتحسين الحميمية الجنسية.
4- الاهتمام بوقت العلاقة الحميمية وجعلها أولوية من شأنه المساعدة في إعادة الحافز الجنسي إلى المسار الصحيح.
5- إضافة بعض النكهة إلى حياتك الجنسية، مثلا، جرّبي وضعيةً جنسيةً أخرى أو وقتاً أو مكاناً آخر لممارسة الجنس في المنزل، اطلبي من زوجك أن يستغرق المزيد من الوقت في المداعبات قبل بدء العلاقة، إذا كنت أنت وزوجك منفتحين على التجريب، يمكن أن تساعد وسائل الإثارة الجنسية في إعادة إحياء الرغبة لديك.
6- تجربة منتجات من الطب البديل. وثمّة منتجٌ يشكل مزيجاً من المكملات العشبية يسمى "أفيلميل Avlimil"، ويتميز هذا الدواء بتأثيرات مشابهةٍ للإستروجين في الجسم، وبينما قد تساعد هذه التأثيرات في علاج انخفاض الحافز الجنسي، فإنها نفسها يمكن أن تعزّز أيضاً نموّ أنواعٍ محددةٍ من سرطان الثدي.
وهناك منتج آخر عبارة عن زيت تدليك نباتي يسمى "زيسترا Zestra"، يستخدم على البظر والشفر والمهبل، وقد توصلت إحدى الدراسات الصغيرة إلى أنّ "زيسترا" كان يزيد من التهيج والمتعة بالمقارنة مع زيت دوائي آخر، وكان الأثر الجانبي الوحيد هو حرقة خفيفة في منطقة العضو التناسلي.
7- دعم العلاقة بزوجك، لعلّ انخفاض الحافز الجنسيّ أمرٌ صعبٌ جداً بالنسبة لكِ ولزوجك، ومن الطبيعي أن تشعري بالإحباط أو الحزن إذا لم تستطيعي أن تكوني بالقدر الذي ترغبين به من الإثارة والرومانسية، أو الذي كنتِ عليه. وفي نفس الوقت، ربما يجعل انخفاض الحافز الجنسي لديكِ زوجك يشعر بالرفض؛ مما قد يثير النزاعات والخلافات، وقد يحدّ هذا النوع من الاضطراب في العلاقة من رغبتك في الجنس بنسبة أكبر.
وربما يعينكِ أن تتذكري أن التقلبات في حافزك الجنسي جزءٌ طبيعيٌّ من كل علاقة وفي كل مرحلةٍ من مراحل الحياة، حاولي ألّا تجعلي تركيزك كله ينصب على الجنس، بل اقضي بعد الوقت في رعاية نفسك وعلاقتك بالآخرين.
- اذهبي في نزهاتِ مشيٍ طويلة.
- احصلي على قدرٍ إضافيٍّ من النوم.
- عبّري لزوجك عن محبّتك له.
- رتّبا حفلة عشاءٍ في مطعمكما المفضل.
فقد يشكّل شعورك الجيد اتجاه نفسك واتجاه زوجك أفضل مقدمات ممكنة لممارسة العلاقة الحميمية.- الغد