عواصم - أعلنت باريس امس ان معركة استعادة مدينة الرقة السورية من عصابة داعش ستبدأ في الايام المقبلة، لكن الطريق لا يزال صعبا امام قوات سوريا الديموقراطية التي تخوض منذ اشهر اشتباكات عنيفة للسيطرة على معقل الارهابيين الابرز في سوريا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان امس «اليوم يمكننا القول ان الرقة محاصرة ومعركة الرقة ستبدأ في الايام المقبلة».
واضاف «ستكون معركة قاسية جدا لكن أساسية لانه وبمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الآخر فان داعش ستواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار».
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية خلال الاشهر الماضية من احراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الامداد الرئيسية للارهابيين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وهي موجودة حاليا على بعد ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية في اقرب نقطة لها من المدينة.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو ان «اتمام عملية الاطباق على مدينة الرقة يحتاج لاسابيع، ما من شأنه ان يهيء الامور لاطلاق المعركة رسميا».
وتتركز المعارك حاليا في ريف الرقة الشرقي والريف الغربي، وفق ما قالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ احمد.
وبحسب شيخ احمد فان المدة الزمنية للمعركة مرتبطة «بمدة نجاح المخطط العسكري ومجريات المعركة»، الا انها توقعت «ألا تطول كثيرا».
واضافت «هي مسألة اشهر لتحرير مدينة الرقة بالكامل».
وتتجه الانظار حاليا باتجاه مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي، خصوصا بعد عملية الانزال الجوي التي قامت بها قوات اميركية قبل أيام على بعد كيلومترات منهما لدعم هجوم جديد لقوات سوريا الديموقراطية.
وقال مصدر في قوات سوريا الديموقراطية «نتعامل بحذر مع سد الفرات لتجنب كارثة انسانية» تفاديا لتضرره من المعارك وخشية من ان يلجأ تنظيم الدولة الاسلامية الى تفجيره.
وفي الامم المتحدة في جنيف، التقى المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا امس، غداة عودته من جولة خارجية شملت عواصم عدة أبرزها موسكو وأنقرة، وفد الحكومة السورية على ان يلتقي لاحقا وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وعلى الاثر، اعلن بشار الجعفري ان بحث جدول الاعمال المؤلف من اربعة عناوين رئيسية سيبدأ مع بند مكافحة الارهاب، انطلاقاً من التصعيد العسكري للفصائل المقاتلة في دمشق ووسط سوريا.
وقال ان «التطورات التي تحدث على الارض.. تستدعي او استدعت ان نبدأ السبت بسلة مكافحة الارهاب»، لافتاً الى ان دي ميستورا «ابدى تفهما لوجهة النظر هذه ووافقنا الرأي باننا يجب ان نبدأ بمناقشة سلة مكافحة الارهاب».
وانطلقت الجولة الخامسة من مفاوضات السلام الخميس بمحادثات تمهيدية عقدها مساعد المبعوث الخاص رمزي عز الدين رمزي مع الوفود المشاركة في مقار اقامتهم، وقال انها تمهد للانطلاق في النقاشات الجوهرية.
وفي العراق قال مسؤولون عسكريون امس إن القوات العراقية تتأهب لهجوم جديد على داعش بالاستعانة بأساليب جديدة بعد أن تباطأ في الآونة الأخيرة التقدم في الحملة لطرد الارهابيين من آخر معقل كبير لهم في البلاد.
وقال متحدث عسكري إن وحدات مكافحة الإرهاب الخاصة حققت بعض التقدم ضد الارهابيين في مناطق في غرب الموصل امس على الرغم من توقف العمليات التي تقوم بها الوحدات الأخرى.
وفي تلك الأثناء تدفقت عائلات من المدينة الواقعة في شمال البلاد في موجات نزوح جماعي بالآلاف يوميا إلى مخيمات مزدحمة أو يتوجهون للإقامة مع أقاربهم.