عمان - يستقبل الأردن اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يصل المملكة في زيارة رسمية تسبق مشاركة جلالته في الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية، التي يستضيفها الأردن بعد غد الأربعاء.
ويعقد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وضيفه خادم الحرمين الشريفين لقاء قمة في عمان، يبحثان فيه تعزيز العلاقات الاخوية والمتينة بين البلدين الشقيقين، ومختلف التحديات الاقليمية والدولية التي تواجهها الامة العربية اليوم.
وتعطي زيارة خادم الحرمين للمملكة قوة دفع كبيرة لملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتفسح المجال أمام مزيد من الشراكات التجارية والاستثمارية بين قطاعي الأعمال السعودي والأردني، كما تعزز التشاركية السياسية بين الرياض وعمان.
وتأتي الزيارة التاريخية والمهمة لخادم الحرمين الشريفين تجسيداً للعلاقات ما بين المملكتين الشقيقتين، وفي إطار العلاقات الوثيقة والراسخة التي تربط البلدين بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين.
واتسمت العلاقات الأردنية السعودية على مر العقود بخصوصية مميزة عن غيرها من العلاقات العربية العربية، حيث أسهم في رسم هذه العلاقة الكثير من المعطيات التاريخية والسياسية والحضارية والثقافية والجغرافية، فعلاقة البلدين تزداد قوة وثباتا في أوقات الازمات والتحديات الإقليمية والدولية.
وتعكس الزيارة مدى التوافق الأردني السعودي سياسيا وفكريا، حيث تلتقي المملكتان في أهداف مشتركة خصوصا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، لما فيه من نفع للأمتين العربية والإسلامية، عبر توفير كل الوسائل لاجتثاث هذه الآفة ومسبباتها عبر تنسيق على أعلى المستويات، فهما يمتلكان رؤى تشاركية للانضمام في التحالفات الإقليمية والدولية والإسلامية المشتركة لهذه الغاية.
كما تجهد المملكتان في إظهار الصورة الحقيقة للإسلام دون تشويه، عبر المحافل الدولية والاقليمية المختلفة.
وتضع القيادة الهاشمية والقيادة السعودية مصلحة الأمة العربية على رأس الأولويات السياسية، وتعمل القيادتان معا على التنسيق لتجاوز كافة العقبات، التي تعترض تطوير العلاقات العربية، والأهم من ذلك حماية الدول العربية وشعوبها من الآثار السلبية لتدخل القوى الإقليمية والخارجية ذات الطموحات التوسعية، التي تحاول العبث باستقرار المجتمعات العربية.
وفيما يستعد الأردنيون لاستقبال ضيف المملكة الكبير، فإنهم يؤكدون على أن العلاقة بين البلدين قيادة وشعبا شكلت محوراً مهما، له أثره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، ولتكون أنموذجا مثاليا في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.
اقتصاديا، تتبوأ السعودية موقعا متقدما في قائمة المستثمرين في الأردن، مع حجم استثمار فاق 10 مليارات دولار في قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية.
وكان جلالة الملك وأخيه خادم الحرمين الشريفين أصدرا في السابع والعشرين من نيسان (ابريل) العام الماضي بيانا مشتركا، أعلن فيه عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الاردني بهدف تنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز التعاون في كافة المجالات بالاضافة إلى التنسيق السياسي في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية.
وبحسب تصريح صحفي لرئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس الأعمال السعودي الأردني الدكتور حمدان السمرين فإن مجلس الغرف السعودية سيشارك في الزيارة بوفد رفيع المستوى من قطاع الأعمال السعودي، وتنظيم الملتقى الاقتصادي السعودي الأردني، وعقد مجلس الأعمال المشترك، إضافة لما سيصاحب هذه الفعاليات من توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين الشركات السعودية والأردنية.