اللوحة هي الطريق الرئيس في احدى ساحات «معركة فلاندرز» ابان الحرب العالمية الاولى وطابعها سوريالي لكن تكوينها مستقى من حدث حقيقي واللوحة برغم الدمار الهائل فيها الا ان الشمس المشرقة خلف كتل غيوم كثيفة على ارض المعركة تنبيء عن الانتعاش الذي سيصيب تلك الارض بعد حين من الزمن.
شعاع الشمس الثنائي في اقصى شمال اللوحة والحادين مثل نصل السيف يمنحان الارض الطاقة ويضيئان كل الاجزاء والتفاصيل في اللوحة من الغيوم وبقايا الاشجار المقصوفة والكتل الخرسانية وسطوح المياه التي تشكلت في الحفر بفعل القذائف والخنادق والهياكل الفولاذية.
وما الجنود الاربعة الظاهرون في اللوحة الا جزءا هامشيا من التفاصيل الكثيرة، فاحجامهم ضئيلة ولم يركز عليهم الرسام ناش لان الحرب وضعت اوزارها وبات الان وقت السلم والحب والبناء والازدهار.
بنى الفنان اللوحة بطريقة ذكية من خلال اكثر من منظور للحصول على تعبير اكبر في اللوحة وليمنح المتلقي حرية التجوال واراد ان يبرز كم ان الحرب بشعة وان للحياة وجه اخر اجمل من وجه الدمار.
الوانها ترابيه غباريه دخانيه غيميه في الافق لكنها تنجلي وتصفو رويدا رويدا انها الالحرب تتلاشى
ولد الفنان بول ناش في لندن يوم 11 ايار عام 1889 - 11 1946 تلقى تعليمه في مدرسة سانت بول، وكان يعد نفسه للعمل في سلاح البحرية مثل جده لأمه, بيد انه فشل في امتحاناته، وقررالاتجاه للفن كمهنة, فالتحق في الدراسة الأولى في كلية الفنون التطبيقية تشيلسي، ومدرسة لندن للحفر والطباعة الحجرية.
نصحه صديقه الشاعر غوردون بوتوملي، ان يلتحق في اكاديمية سليد للفنون في كلية جامعة لندن. 1910، فسجل في وقت لاحق وكان أول لقاء له مع أستاذ الرسم، هنري تونكس، وكان واضحا أنه لا سليد ولا تونكس يوفرا للفنان الفائدة، لكنه اعتمد على نفسه.
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، اجبر ناش وعلى مضض وأرسل إلى الجبهة الغربية في 1917 باعتباره ملازما ثانيا في فوج هامبشاير، وبعد أيام قليلة سقط في خندق. وكسر ضلع له فالزم المنزل ليتعافى واثناء ذلك رسم ناش اسكتشات من خط المواجهة له لانتاج سلسلة من رسوم الحرب.
خلال الحرب العالمية الثانية عمل مرة أخرى كفنان الحرب الرسمية، وهذه المرة من قبل وزارة الإعلام ووزارة الطيران حيث انجز لوحات من الجو وجميعها عن دمار الحرب وصورة المدن بعد الدمار.