عمان- شووفي نيوز - نشأت في بيت الهم الوطني العراقي يسكنه، واثرت بها شخصيتها والدها الى الحد الذي دفعها الى تقمص شخصيته في لاوعيها، من الشعر الى القصة القصيرة، وتحديدا قصص الاطفال التي قالت بأن ادب الاطفال هو الذي اختارها وليس هي من اختارته، فكتبت 16 قصة للطفل وأكثر من 14 كتاب تعليمي.
سارة السهيل الشاعرة والقاصة تحدثت عن طفولتها وتجاربها الشعرية والقصصية والمراة في مقالاتها الشعرية، وعن الشعر الذي اعتبرته بأنه الهواء التي تنفسته كانت البداية..
- كيف كانت بدايتك مع الشعر؟
الشعر يولد مع الانسان يمكنك تطوير ملكاتك لكن لا يمكنك ان تكون شاعرا بالارادة انها موهبه الاهيه
كانت بدايتي مع الشعر من طفولتي بدات بتجارب بسيطه تطورت مع الزمن بحكم الخبرة و الاطلاع و القراءة
أغلبية قصائدي وطنية تتحدث عن الوطن و الوحدة و المحبة و نبذ التعصب و العنصرية ونبذ الطائفية قصائدي رسائل محبة للكون ارسلها من العراق من الاردن من مصر الى الكون عَل صداها يصل للقلوب التي تبحث عن ما يربطنا و يقربنا عن مشتركاتنا لا نزاعاتنا عن روابطنا لا مشاكلنا.
- كيف أثر والدك المعارض السياسي الشيخ طالب السهيل التميمي في نشأتك ومشوارك الأدبي والصحفي؟
■ لاشك ان نشأتي في بيت أب اشتغل بهموم وطنه العراقي وقضايا شعبه و اهله أثرت بي حد الهوس فأصبحت اتقمص بالاوعي شخصية والدي حبه للجميع كرمه عطائه بلا مقابل قربه من كل اطياف الشعب كرمه في عواطفه و وقته وصل الى كرمه بدمه الذي أعطاه للوطن أبي كان و سيبقى مثلي و قدوتي كان يؤثر الناس على نفسه و اخر من يفكر به نفسه مثال التواضع و اخلاق الفرسان الشجعان اخلاق الأصول النبيلة التي تعطي و تخدم دون أهداف او اطماع ابي كان يحمل قلب طاهر و نية صافية نقية الى جانب حنكته السياسية و رؤيته العميقه لما كان يحدث في وطنه
لقد كان ابي ثائرا في وقت السكون هو و رفاقه و لا أخفيك انه تنبأ لما سيحدث في وطننا العراقي و الشرق الأوسط قبل حدوثه بعشرات الأعوام وكان يعمل من اجل محاولة إنقاذ الأمة من المنحدرات و الأفخاخ التي كانت تحيط بها من كل صوب لكن شاء الله له ان يموت شهيدا مرفوع الرأس و لهذه النشأة بجو يملأه حب الوطن و الانتماء و قبول الاخر على انه منا و فينا و ليس اخر من الاقصاء في تشكيل وعي السياسي مبكرا، وان كنت لا أهتم بالعمل السياسي نفسه، ربما لأني قد شاهدت حصاده مرارة لا تنتهي ولكن هذه البيئة السياسية الخصبة، ترعرع معها فضاء ثقافي ومعرفي واسع حيث كان بيتنا محطة ثقافية يفد اليها كبار المثقفين والمبدعين في صالون ثقافي وادبي تفوح منه خلاصة رحيق الكتب واصوات منازلات الشعراء.
وهذه البيئة الخصبة سياسيا وثقافيا حثتني علي عشق لغة الضاد والي عشق الشعر والادب وفنون الرسم، فمبكرا حاولت في سني المرحلة الابتدائية نسج أبيات شعرية تفيض حبا في الوطن وكانت ارهاصات أولية لعشقي للشعر لاحقا، بجانب مكتبة أبي العامرة بكتب التراث من طيف ولون، ومساهمة امي لي في شراء الكتب والمجلات في طفولتي وكل هذه المطارات اسهمت في تشكيل مشواري الادبي والكتابة معا.
- ما سبب اختيارك مجال أدب الأطفال؟
■ الحقيقة ان حقل أدب الطفل اختارني قبل ان اختاره، فأنا عاشقة لكل ما يخص الطفولة وخيالها الذي يتسم بالفضاء الواسع والافق المفتوح بلا سقف ولا نهاية، فهذا الخيال الخصب للاطفال أجدني منجذبة نحوه بشكل عفوي، لانه يمس الفطرة البشرية في مهدها ولا يحدها حد ولا يوقف أحلامها اي عائق. وعالم الفاتنازيا والاسطورة المتحقق في فضاء أدب الطفل بصفة خاصة يطلق ملكات النفس البشرية للغوص في عالم متخيل يصنعه الانسان لنفسه يحلم به ويشاركه فيه كل ذي خيال خصب.
ومن ناحية اخري فاني استشعر بداخلي طفولة انسانية تعشق الخير وتناهض الشر الكامن بالبرية، وعندما اكتب شيئا للطفل أشعر وكأنني اكتب لنفسي ايضا وعن حلمي وخيالي الطفولي الكائن بداخلي ولم تزعزعه الخبرات المؤلمة في الحياة.
وفي يقيني ان الطفولة بما فيها من مرح وحب الاكتشاف ولذة المغامرة هي عنصر مهم لبقاء الانسان علي الارض فلولا هذه الروح الطفولية في كل واحد فينا لما اكتشفنا العالم، ولما تولد بداخلنا النزوع الدائم للمعرفة والتجديد والابتكار والتغيير الذي هو سنة الله في كونه.
- وكيف تطورت أعمالك وتعددت لتصل لأكثر من 16 قصة للطفل وأكثر من 14 كتاب تعليمي في مرحلة الحضانة بخلاف الكتب الثقافية الأخري للمراحل العمرية المختلفة؟
■خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة و انا مازلت بالبداية و في جعبتي الكثير من الأفكار و المشاريع التي تخص تعليم الاطفال و تثقيفهم و هذيبهم و ايضا تسليتهم بما يفيدهم و لا سيما اطفال بلادي ممن تأثروا نفسيا و معنويا من الحروب و الاٍرهاب من النازحين و اللاجئين و الاطفال الذين توقفوا عن الدراسة او ممن ذاقوا مرارة فقد الاهل و اليتم و الفقر
بدات في ديوان شعري كتبته و انا طالبه في المدرسه لأضع قدمي على اول الطريق فوصلت إصداراتي بمجملها و تنوعها ٥١ أصدار بفضل الله
- هل اكتسبت ميزة ما من خلال التبكير بالكتابة للطفل؟
■ لاشك ان بداية تجربتي مع الاطفال قد ساهمت بشكل كبير في تنمية الحس الخيالي، والقدرة علي المخاطبة الفنية للأخرين بمستويات مختلفة من اللغة والقدرةعلي توظيف ملكات الخيال، فالكتابة للاطفال يمثل امتحان لمستويات اللغة والقدرة علي التأثير علي الطفل ايجابيا و إيصال رسالتك المرجوة من العمل الأدبي وسبل اقناعهم وكيفية اقامة علاقة صداقة حقيقة بين الكاتب وجمهوره، فاذا نجح الكاتب في هذه المهمة مع الاطفال فانه يكون قد قطع شوطا كبير في اكتاسب خبرة الكتابات المعرفية والثقافية الاخري بكل سلاسة ويسر.
- هل تجدين صعوبة في الكتابة للطفل؟
■ لا اجد صعوبة في الكتابه للطفل إنما نعم توجد صعوبة بالغة في مخاطبة الطفل خاصة طفل الالفية الثالثة للميلاد و هناك فرق لان الكتابه سهله إنما وصولها القاريء هي الامر الصعب هناك تحديات كثيره تواجهنا، فطفل اليوم هو طفل اكثر ذكاءا وانفتاحا علي العالم ويصعب عليه تصديق اي شئ بسهولة مقارنة بالاطفال في الازمنة القديمة، فطفل اليوم يعيش في معطيات قرية كونية ويمتلك من وسائل الاتصال العالمي عبر الانترنت وجهازه التابلت وما شابه ما يجعله اكثر ثقافة واكثر وعيا وفهما وخيالا ايضا، ومن ثم تصبح عمليات اقناع الطفل بالمحتوي الفني والاسطوري لاي عمل مقدم للاطفال يكون شديد الصعوبة.
وهنا لابد وان يجد الكاتب المتخصص في هذا المجال نفسه مطالبا بالاجتهاد لفهم عقلية الطفل ووجدانه وخياله وكيفية اشباع احتياجاته المعرفية عن العالم المحيط به، وكيف يثري خياله ويقنعه بالقيم الانسانية التي يود ان يغرسها بداخله بمتعة وتشويق واثارة عبر النص الذي يكتبه.
و لا بد من أخذ بعين الاعتبار الشريحه التي يتم مخاطبتها نعم هناك مشتركات بين كل طفل بالعالم الا ان لكل شريحه ظروف و أحوال مختلفه
- هل هناك علاقة بين الصحافة وكتابتك أدب الأطفال؟
■ فضاء الكتابة واسع الافق، وكل مجال من مجالات الكتابة الادبية والفنية والصحفية يخدم بعضها بعضا ويصب في خدمة القراء كل حسب نهله من النهر واحتياجاته منه. ولاشك ان هناك ارتباط كبير في علاقة الكتابة الصحفية بأدب الاطفال، وهذه العلاقة قائمة من منطلق ان مخاطبة الطفل تحتاج الي لغة سهلة ميسرة ومبسطة لكنها مغلفة بالتاثير الخيالي والقادر علي الاقناع، بينما تحتاج لغة الصحافة ' وهي لغة وسط بين العامية والفصحي الزجيلة ' الي لغة بسيطة ايضا قادرة علي الاقناع في توصيل الرسالة الاعلامية التي يرغب الكاتب في التأثير بها علي جمهوره عندما يتبني قضية رأي عام معينة. ربما باختيار القضايا التي تخص الطفولة و حقوق الطفل و مشاكله ربط كبير فهنا نحن ندافع عن الصغار بين الكبار
- هل للسياسة دور في أعمالك؟
■ العالم الذي نحياه ملئ بالسياسية، فالسياسة تدخل كل بيت وفي مفردات حياتنا اليومية من مأكل وملبس وسفر وسياحة وتعليم ومستقبل وأمن واستقرار، فأشعاري علي قدر ما هي تتغني العاطفة الانسانية لا انها تذرف دما علي وطني العراق، ومعظم كتاباتي عن العراق وهو محاصر من داعش وتحرير الموصل من يد هذا السفاح الارهابي كلها تعكس دخول الفضاء السياسي في اعمالي وفي اعمال غير من الكتاب.
كما فى تناولي لقضايا المرأة والطفل وهمومهما فان للسياسة ايضا دور فيه رغم دخول عوالم اخري في هذين الملفين مثل العادات والتقاليد والثقافة المتوارثة البالية، الا ان الابعاد السياسية التي قد تترجم الي مشاريع قوانين هي التي تنتصر لحقوق هاتين الفئتين. كما ان نشر الحب و السلام سياسه و محاربة العنف و الارهاب سياسه و بناء مجتمع مثقف واع سليم سياسه فبناء الانسان ابتداء من الطفل يعني وطن مستقر و يعني ولادة من سيعمر و يبني و يحمي الوطن كما ان التصدي للأفكار الهدامه ماهي الا وسبله دفاع و وسيلة حرب و وسيلة تصدي لا تقل أهمية عن القتال في المعارك و الميادين
- لك الكثير من المقالات بخصوص المرأة .. كيف تنظرين إلي المرأة العربية فى الوقت الحاضر .. وماذا تتوقعين دورها فى المستقبل؟
■ المرأة العربية، هي الركن الاساسي في البيت العربي وهي السكن والمودة والرحمة، فلولاها لما خرج العلماء للوطن ولا المفكرين ولا ابدع الشعراء، وتغنوا بها حبيبة وام واخت وزوجة، و كيان قائم بحد ذاتها بعيدا عن انتسابها كونها ام فلان او اخت فلان فهي قيمه معهم و هي قيمه بحد ذاتها في نفس الوقت ولولاها ما خرج للوطن جنود بواسل يدافعون عن الارض والعرض والمال والوطن، فالمرأة هي كل شئ.
ورغم دور المرأة الصامدة في فلسطين وسوريا واليمن والعراق وتحملها تبعات محاولات تقسيم اوطانها ومسئوليتها تربية اليتامي، بجانب دورها في اعالة الاسر الفقيرة كما هو الحال في الكثير من اقطارنا العربية، ورغم ايضا ما حققته من منجزات تختص بحقوقها وتبوأها العديد من المناصب القيادة في اكثر من حقل علمي وسياسي وفكري وابداعي في حياتنا العربية، الا انها لا تزال تعاني من معطيات ثقافات شعبية بالية تتنتقص من قدرها ومن قيمتها الانسانية ومن احقيتها في المساواة بالرجل في مجال العمل والترقي.
ولكني علي يقين بأن المرأة العربية وهي تناضل من اجل الحصول علي حقوقها ستنال ما تصبو اليه ايمانا من حقيقة انه لا يضيع حق ورائه مطالب. و انا دايما احب ان تحل المشكله من جذورها فالجذر بهذا الامر هو عائلي اجتماعي بيئي تحتاج المراة بالدرجه الاولى ان تأخذ حقها في بيتها حتى يتم تمكينها بالطريقه الصحيحه دون كل هذه المعاناه التي تواجهها
- ماذا يمثل لك الإبداع في مجال الشعر؟
■ الشعر هو الهواء الذي اتنفسه والماء الذي أشربه فيروي عطشي ويحييني من بعد موت، فالشعر هو الواحة التي تملأ حياتي بأهازيج الموسيقي وعبير الورود ونسمات الفجر الندية واشراقة الصباح. فالفضاء الشعري يعكس انسانية الانسان وخياله وفكره ووجدانه في لحظة انسانية خالية مبدعة يخلو فيها الي ذاته محملا بخبراته الحياتية المختلفة فيفيض كما يفيض النهر بالماء فيملأ الجداول والحقول فتزدهر بالازهار والرياحين.
- ما رأيك في المشهد الثقافي العربي ووضع الشعر الحالي وأسباب تراجع دوره؟
■ لاشك ان تداعيات ثورات الربيع العربي وما شهدته منطقتنا العربية بعدها من صراعات سياسية وأزمات أمنية نتيجة ظهور الجماعات التكفيرية والارهابية وما ارتبط بذلك ايضا من ازمات اقتصادية، جعلت المشهد الثقافي العربي متراجعا عن صدارة المشهد العربي العام، بينما احتلت جهود مكافحة الارهاب امنيا وسياسيا صدراة المشهد العربي.
ولكن المشهد العربي لم يتغافل دوره ايضا في نشر الوعي باهمية كشف ضلالات الفكر الارهابي الذي يستغل الدين تحقيقا لاهداف سياسية ويريق لاجله دماء الابرياء باسم الدين وحق الرب. وربما قد تراجع الابداع نسبيا في العالم العربي امام الازمات السياسية والاقتصادية ولكنه يواصل دوره التنويري في كشف الزيف وابراز الحقائق وتبصير الشعوب بمخاطر الارهاب ورعاته.
- من هم أحب الكتاب والشعراء إلي قلبك؟
■ العالم العربي يزخر بكبار المبدعين والمفكرين شرقا وغربا، وقد قرأت الكثير من ابداع التراث العربي الكثير خاصة الف ليلة وليلة، واعمال المتنبي واحمد شوقي ونجيب محفوظ والجواهري والبياتى وغيرهم الكثير. فأنا احب من الشعر أقدمه و اقرا للكثيرين
- ما هي الكتب التي تفضلين قراءتها؟
■ اهوي قراءة أدب الاطفال والشعر وكتب التاريخ والاديان و كتب الأبحاث خاصة في حقوق الانسان وكتب التراث وعلم النفس.
- ما هي أهم المحطات الأدبية في مشوارك ؟
■ تظل قصة (سلمى والفئران الأربعة) وهي اول عمل قدمته للاطفال نقطة فارقة في مشواري خاصة وانه أول عمل رسمي قدمني للساحة الادبية وقد شهد نجاحا كبير خاصة بعد ترجمته للغة الانلجيزية والكردية بتقديم للفنان القدير عبد المنعم مدبولي.
و تنفيذه كمسرحية بطلتها الفنانه الجميلة دلال عبدالعزيز وتوالت بعدها قصة ( قمة الجبل )، وقصة (نعمان والأرض الطيبة) التي تحولت الي طريقة برايل لاهدائها إلى الأطفال المكفوفين. وكذلك قصة (السور الحزين) باللغتني العربية والصينية.
وقصة (اللؤلؤ والأرض) تناولت فيها التراث الفلسطيني. وقصة (أميرة البحيرة) التي سيجري تحويلها إلى فيلم كرتوني ، بجانب قصة (ليلة الميلاد) التي قدم لها البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية بالاسكندرية الراحل.و ندى و طائر العقاقير
ويظل ديواني ' دمعة على أعتاب بغداد ' الصدرعام 2005 صرخة من الفؤاد علي ألام الوطن العراقي النازف من جراء الحروب والصراعات.
و الكتب التعليميه و حاليا أوشك على الانتهاء من كتابة بعض الكتب التي اتمنى ان تكون هي المحطه الحقيقيه في حياتي
- كيف تكونت مواهبك المتعددة لتصبحى سارة السهيل؟
■ ولدت باسم سارة و كنت فخورة بأبي و عائلتي و جذوري و فخورة بوالدتي التي كان لها الأثر الأكبر في حياتي بعد ابي كنت طفله حساسه جدا و كانت حساسيتي تزداد مع كل يوم يمر التقط الفرح قلادات من نجوم و أطير في فضاء الكون ابحث عن الخير و الطيبه و الانسانية اجد الظلم و الافتراء و لا اجد العدل و الانصاف في كل مكان احمل هموم كل مظلوم ربما لا أستطيع مساعدته و لكنني احاول كان طموحي دايما يخصني بنسبة ٣٠٪ اما بنسبة ٧٠٪ من اجل ان آكون قادرة على مساعدة الناس يقولون لي انتي أعيش في زمن قديم و كانني خرجت من رواية قديمه بالسفر مع الزمن ولكنني احاول دائما ان اطور من نفسي و أدواتي، الموهبة موجودة لدي كل انسان، ولكنها تنمي وفقا لعوامل تساعد علي اظهارها وتنميتها، بدءا من البيئة المحيطة، ومرورا بالتعليم ومكتسابتها المعرفية، وصولا لرغبة الانسان نفسه لان يصنع ذاته علي الكيفية التي يحلم بها لنفسه.
فقد كرست فترة في رحلتي للاهتمام بأدب الطفل لتغطي مراحل سنين مختلفة من عمره، وتوازي معها رحلة شعرية مزجت فيها بين العاطفة والقضايا الوطنية، وكتابات نقدية تتبني قضايا الدفاع عن المرأة والطفل، ومع كل مرحلة قد احرص علي السفر والترحال أجوب العالم لاتعرف علي ثقافات الشعوب وحضارتها المختلفة، مع حرص علي مواصلة دراساتي الاكاديمية في مجالات الحقوق الاعلام وغيرها، وكان العلم والمعرفة والتثقف زادا لا ينتهي، وكما يقال بالاثر الشعبي الاناء ينضح بما فيه، فكذلك الكاتب ينضح بما فيه من وعاء معرفي وثقافي في كل سطر يسطر به قلمه ويخرج به خبرته في الحياة وينقل به هذه الخبرات للاخرين ليشيع نور المعرفة لكل من يريد الافادة منها.
- أطلق عليكِ القاب كثيرة منها سفيرة الطفولة العربيه و سندريلا ادب الطفل و النحلة و الكاتبة الطفله و حبيبة الايتام و غيرها من الالقاب .. فما اللقب الأقرب على قلبك؟
■ هذه الألقاب شرف كبير في رحلة عمري وأوسمة افتخار، وخاصة ان كل منها يجسد رحلة اخلاص فيما قمت به من عمل، ولكني افضل لقب حبيبة الايتام لانهم اشد خلق ضعفا ووهنا، ولاسند لهم الا الله ومن يجندهم الله تعالي لنصرتهم او مساعدتهم او تخفيف الالام عنهم، ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم اسوة حسنة حين شدد علي اهمية رعاية اليتامي والحنو اليهم كما في الحديث الشريف: ' أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه ' يعني السبابة والوسطي '. وأتمني ان كون اهلا لهذا اللقب. وكما قال السيد المسيح دعوا الاطفال ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات.
وعن نفسي احب سارة الانسانه فالإنسانية ملخص لكل خير و عطاء.
- ما الجديد لدي الشاعرة سارة السهيل؟
■ كتاب عن العنف و كتاب عن المراة عبر العصور و بعض روايات للأطفال و اعمال تحت الطبع
- من هي سارة السهيل في سطور؟
■أنا كاتبة عربية ولدت بالاردن من أب عراقي الشيخ طالب السهيل التميمى وأم هاشمية ودرست فى مدارس راهبات الوردية في الاردن وتخرجت من كلية التجارة قسم إدارة الأعمال من جامعات لندن.
أنتقلت للقاهرة لادرس الاعلام و انفتحت على عالم الأدب و الثقافه في المحروسه و تخرجت و درست علم النفس و أملت ماجيستير حقوق الانسان من لندن وصدرت لي العديد من المؤلفات في الشعر وقصص الاطفال وترجم بعضها للانجليزية والكردية والصينية.
مشغولة دامئا بالهم العربي دم الشهيد الذي يراق ظلما في ارضنا المقدسة. ومهمومة بقضايا المرأة والطفل والتعليم والثقافة. واناهض من خلال مقالتي العادات والتقاليد البالية التي تنتقص من قدر المرأةالعربية واحافظ علي التقاليد التي تنتصر للعروبة والفروسية والاخلاق. اعشق الشعر وارتوي بالادب والفنون واهوي اكل الشيكولاته وتربية الحيوانات وشرفت بانتمائي لعضوية عدد من اتحادت الكتاب في العراق والاردن ومصر وعضوية عدد من الجمعيات الادبية والثقافية والنسانية، وكنت عضوا في لجان تحكيم العديد من المهرجانات الثقافيه و لي مشاركات عديدة في ندوات و مؤتمرات انسانه بسبطه لا تغيرني الظروف احب الجميع و لم اكره احد في حياتي متسامحة حد الزهد و قنوعة و طموحه بذات الوقت مؤمنه بقدر الله و لا اعترض على شيء من الله نهائيا و لكن ظني بالله يخلق بي التفاؤل الدائم أتعاطف و أحزن لكل موقف و لا احب النكد اسمع الموسيقى و احب الكلمات المعبره، أدافع عن حقي بأدب اثق بالناس و لم يخيب ظني بأحد نظرتي للحياة بيضاوية عكس سوداوية و في داخلي طفلة ابت ان تكبر
- متى تكونين جد أكثر من اللزوم؟
■ الجدية من الامور الاساسية في شخصيتي وتتطور الي الحسم عندما اكون مشغولة بانجاز كتاب او ديوان او حتي كتابة مقال، فانا أميل الجدية والجزم في انجار الاعمال دون تراخي او تهاون، لان الوقت نعمة من الله يجب استثماره في كل ما هو مفيد ورغم ذلك فانا جادة جدا عندما الهو مع الاطفال لاني أري لهوي عمل مهم يجب انجازه علي اكمل وجه حتي أدخل البهجة والسعادة علي قلوبهم الصغيرة. كما انني اشد جدية مع الكاذب والمنافق وبكل صراحة أقول له بعد كشف أمره ' لا تلزمني معرفتك '.
- ما هو أكثر شىء يستفزك؟
■ الغباء، والاستسلام بدعوي القدر، فالغباء قرين تجاهل نعمة العقل التي وهبنا الله اياها للتأمل والتدبر في الكون وفي انفسنا، والغباء ايضا يجعلنا نفقد نور اعمال العقل في اختيار ما يناسبنا في الحياة من فرص يجب علي كل منا ان يستغلها لصالحه وصالح مجتمعه.
بينما يكون الاستسلام عند اي طارئ من طورائ الحياة قرين لاختيار الهزيمة طريقا في الحياة وهو أمر لا يستقيم مع سنن الله في خلقه، فلولا المقاومة والعلم والعمل والصبر عند الشدائد ما قامت الدنيا وعمرت الارض وازدهرت المجتمعات ونهضت الشعوب، فالاستسلام لأي تحديات تواجه الانسان هو موت حقيقي لحياة كتبها الخالق لبني البشر لكي يعمروا الارض بالجهد والعرق والصبر والاخلاص وليس بالوقوف عن ازمة والاستسلام لها.
و اكره الكذب و لا اقتنع بكلمة مستحيل
- ما هي الساعة التي لا يستطيع أحد أن يقترب فيها من «سارة»؟
■ لا يوجد ساعه لا يستطيع احد الاقتراب فيها مني فأنا لست مزاجيه ولكن حين اغضب ازعل لدقائق اثور بها و انفعل و سرعان ما اهدأ و ان كنت مخطئة اعتذر و ان كنت محقه ابدا بالنقاش و الحوار العقلاني واتجاوز الخلاف و انسي ما لحق بي من اذي او سوء فهم واتجاوز عن المسيئ.
- ما هو أكثر شىء ممكن أن تفعليه فى عصبيتك؟
■ يصبح دمي في وجهي، أردد بعض الكلمات و اثور ثم اذهب بعيدا و ابكي اخاطب الله بالدعاء و أتكلم مع نفسي أراجع كل شيء بعد البكاء و احاول تقييم الموقف.
- ما أكثر شىء يقلقك فى الحياة؟
■ اراقة الدماء البريئة في الحروب العشوائية التي تجري في منطقتنا العربية، والتي تأتي فتأخذ العاطل في الباطل، فأصعب مشهد يقلقني في الدنيا لحظة سفك الدماء الطاهرة علي يد جبناء، بينما قلبي يكتوي بهذه الالم، فان اقف انسانيا عاجزة عن وقف الدم البريء وهو يراق ظلما وعدونا.
- ما هي الصفة التى تحبي أن يقولون الناس أنك متميزة بها؟
■ الاخلاص، وهي اهم سمة اجدني مفطورة عليها، فأنا اخلص للاهل والعشيرة والوطن والعروبة ولديني، كما أخلص لاصدقائي ومعارفي، ويمتد هذا الاخلاص في بحورة لاورق الشجر وعبق الوردة ونسيم البحر وشلال المياة ودفتري واقلامي، ولكل من صادفتهم في رحلة من كتاب وفنانين و فقراء ومساكين وأيتام وأرامل وعجزة مسنين.
- ما لا يمكنك غفرانه؟
■ الكذب والغدر، فهتان الصفات اكرهما كما أكره ابليس، لان الكذب يضيع الحقوق ويقود الي الفتن، اما الغدر فلا يقوم به الا كل انسان جبان خسيس تجرد من انسانيته وجري وراء غواء الشيطان ليغدر بمن أحسن اليه
- عندما يحاربك أحد .. ماذا يكون سلاحك؟
■اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، اتركههم لله فانه لم يضيع حقي يوما واحدا دون حتى الدعاء عليهم احيانا اجد عقاب رباني لمن ظلمني اشعر بالحزن عليهم و ادعو الله ان يعفو عنهم
- لكل إنسان نقطة ضعف .. فما هى نقطة ضعفك؟
■ الحب، فاني اضعف كثير بحبي لامي واهلي ووطني، وحبي للاطفال الصغار، كذلك عشقي للطبيعة من نقاط ضعفي فأنا لا احتمل نفسيا فكرة قطع الاشجار واتلاف الزروع لاجل بناء المساكن الخرسانية الصماء قلبي ضعيف جدا عندما اري طفلا يبكي أملا او جوعا او خوفا.احب الحيوانات و أحزن عليهم لا ادري لماذا تكونت شخصيتي بهذا الكم من العاطفيه ربما ظروف حياتي و ما مر علي من ايام عصيبة و ربما لأنني يتمت صغيرة بفقدي لوالدي و الحروب التي واجهناها من بعد رحيله.
- وإذا شعرتى أنك فى لحظة ضعف، من الذى من الممكن أن يسندك؟
■ اول سند لي نفسي افكر بايجابية و ثقه كبيرة و لكنني احتاج للناس ايضا فلا يمكننا العيش بمعزل عن احبابنا كما ان ايماني بالصداقة لا حدود له، وانا لي العديد من الاصدقاء المقربين الذين يشعرون بي لحظة احساسي بالضعف، فاجدهم يتصلون بي لحظات ضعفي ويخرجوني من هذه الدوامة بكل حيلة ووسيلة.
-مع من تكوني طفلة، ومع من تكوني إنسانة ناضجة؟
■ انا طفله مع نفسي و مع المقربين مني ومع من اشعر معهم بالامان فأترك اسلحتي و اظهر لهم ما بداخلي . ومع اصدقائي المقربين خاصة ممن يشتغلون بالابداع والفكر اكون اكثر نضجا وحيوية عقلية ونفسية.
- ما هو الخط الأحمر الذى لا تسمحين للأخرين بتجاوزه معك؟
■كرامتي التي بها أصون عزتي و احترامي لذاتي و التي تميز الانسان بهاله يعرفها و يقدرها جيدا الناس الاصيله و الاحترام اولا و اخيراً فأنا اعرف واجباتي و لا أفرط في حقوقي خاصة لمن عنده القدرة لإعطائها
-ما هو برجك .. وماذا اخذتي من صفاته؟
■ برج الاسد ، بكل ما فيه من صفات طيبة وأخري في نظر البعض سيئة، فأنا محبة للناس وعاشقة للاخلاص، ومنفحتة مع بني البشر كما تنتفح الوردة علي اغصانها، ومتحمسة لكل ما هو جديد ومعرفي، واحرص علي مد يد العون للاخرين بحسب ما يتوافر لي من امكانيات للمساعدة.
اؤمن باهمية ان تدخل السعادة علي من حولك خاصة الضعفاء والمرضي والمساكين، وأسامح كثيرا من يؤذونني، برج الأسد يحب الحياة ايضا و الاناقة بكل شيء الملبس و المأكل و المسكن متواضع رغم اتهامه بالغرور بسبب هيئته و الأسد مخلص و عاطفي ووفي و لكنه كريم و مبذر يشعر بانه وصيً على مصالح الناس لهذا يفرض رأيه عليهم
- إذا كلفت بالدفاع عن قضية، ما هي القضية التي ستتناولي الدفاع عنها؟
■ حقوق المرأة والطفل هي شغلي الشاغل، ومعظم مقالاتي تنصب حول هاتين القضيتين و لكن القضيه الأهم في هذا التوقيت نبذ العنف و اعادة الشعوب لمحبة بعضها البعض بعيدا عن التفرقه العنصريه و الطائفيه و الدينيه و العرقيه و بالتالي محاربة الارهاب و الأفكار المحرضه عليه
- و إذا كنت مذيعة، من هي الشخصية التي تتمني استضافتها .. ولماذا؟
■ اذا كنت مذيعه كنت اتمنى ان أستضيف المتنبي و جرير و الفرزدق و ابي فراس الحمداني في مبارزة شعرية
و في احد الحلقات ستستضيف جحا و أعيد له اعتباره بعد كم النكات و الطرف التي قيلت فيه، بعيدا عن الخيال و قربا من الواقعيه احب ان أستضيف قادة المنظمات الإرهابية و المجرمين و القتله في مناظرة مع الرومي ليعلمهم ان الله محبه و ان الله رحمته وسعت كل شيء.
- أخيراً .. لمن تقولي شكراً .. ولمن تقدمي إعتذارك؟
■ اقول شكرا لابي الشهيد الذي ضحي بعمره فدءا لقضية وطنه، وشكرا لكل شهيد علي ارضنا العربية قدم روحه فداء، وشكرا لكل ام تحملت بجلد فقدان ابنها، وشكرا لكل أم تحملت المشقات في تربية ابنائها، وشكرا لكل ارملة ثبتت علي الارض وكافحت من اجل تربية صغارها.
اقدم شكري لوالدتي التي وقفت مع ابي وقفة جيش و عشيره و وقفت لنا من بعده ام و اب و مربية فاضله معطاءة ضحت بكل شيء من اجلنا و زرعت بِنَا الأمل والطموح و الحياة و حثتنا على العمل و نهلت علينا من منابع ثقافتها المتميزة و علمها الوفير و فكرها النير و ساهمت في بناءها و اقدم شكري لكل من وقف جنبي و ساعدني و ساندني ابتداء من مدرستي و الراهبات و المعلمات و التلاميذ الى الجامعات و ايضا الكتاب و النقاد في مصر الحبيبه الذين ساهموا في توعيتي و تعليمي و لم اكبر الا بمن علمني.
و ايضا بمن يعمل معي في إدارة عملي من جنود وفيه و طيبه احبت بي الانسانه و ساندتني بالسراء و الضراء
اشكر الاردن بلدا و شعبا و حكومه لما قدموه لطفولتي و حياتي عوضا عن الأب فكانوا الوطن و دواء للجرح و بلسما للألم و اقدم شكري للعراق الوطن الغالي الحبيب بالالم و الحزن و الفقد و الحرمان أصبحت اشعر مع كل متألم و كل مظلوم فالنجاح يولد من صلب المعاناة و الالم و العواطف النبيلة لا تاتي الا بثمن اشكر اهلي في العراق الذين يساندوني دوما و اشتاق لرؤياهم بحنين الاهل و الدم.
أقدم اعتذاري لأي شخص اخطات بحقه بقصد او بدون قصد اقدم اعتذاري لنفسي لأنني احيانا لم انجح و احيانا أخفقت و احيانا لم احسب الامور بشكل صحيح فظلمت نفسي في بعض الأحيان، اقدم اعتذاري من كل شخص حاولت مساعدته و لم انجح من كل طفل حاولت الوصول اليه و منعتني الظروف التي كانت أقوى مني و لكن مازال هناك متسع من الوقت لتحقيق ما لم يتم، تحقيقه و إنجاح ما لم يتم نجاحه.