ميلانو - لعب الفن دوراً مهماً طوال تاريخ البشرية، ويمكن القول إنه منذ أن أصبح للعمل الفني قيمة مادية كبيرة، بدأ تفشي السرقات الفنية في جميع أنحاء العالم، وبالنظر إلى قائمة السرقات الفنية نجد أن هؤلاء اللصوص رفعوا بدون قصد قيمة الفن ملايين الدولارات، وأعدوا الكثير من الخطط الداهية لتنفيذ سرقاتهم، فبعضهم استخدم القوة والبعض الآخر استخدم أسلوب الإلهاء، ومن خلال هذا التقرير نحاول استعراض السرقات الفنية الأكثر فظاعة على مر التاريخ.
1- لص بريطاني يستخدم الألعاب النارية وقنابل الدخان لإنهاء سرقته
بينما كان الجميع يحتفلون بالألفية الجديدة ليلة 31 ديسمبر/كانون الأول عام 1999، سرق أحد اللصوص البريطانيين لوحة "أوفير سور واز"، التي تبلغ قيمتها نحو 5 ملايين دولار، ووقعت هذه السرقة في متحف "أشموليان" للفن والآثار الذي تأسس عام 1683، في مدينة أكسفورد بإنكلترا.
تتمثل تفاصيل السرقة في اقتحام اللص المتحف في لحظة شُتِتت المدينة فيها بأكملها بسبب الصوت العالي للألعاب النارية، إذ حفر حفرة في سقف المتحف وأسقط نفسه للداخل باستخدام الحبال، وبمجرد دخوله أطلق قنبلة دخان؛ لتشتيت كاميرات المراقبة وحتى يظن الحراس أن هناك حريقاً وقع بالمكان، وحتى الآن لم تُسترد هذه اللوحة، ومن الجدير بالذكر أنها من رسم الفنان "بول سيزان"، وهو فنان فرنسي وواحد من آباء الفن الحديث، وقد رسمها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
2- لص صيني يستبدل لوحاته الخاصة بـ 140 لوحة شهيرة
استبدل "شياو يوان" رئيس مكتبة أكاديمية "قوانغتشو" للفنون الجميلة، في غضون عامين 2004 إلى 2006 ، لوحات من أعماله الفنية الخاصة بـ 140 لوحة فنية شهيرة تدريجياً، وباع اللص القطع الفنية وحصل على 6 ملايين دولار، وعندما قُبض عليه وُجد في حوزته مجموعة من اللوحات المسروقة تصل قيمتها إلى 11 مليون دولار.
من أشهر اللوحات التي سرقها "شياو"، لوحة "الصخور والطيور" للرسام والخطاط الصيني "بادا شانرين"، التي تُقدر قيمتها بنحو 4.7 مليون جنيه إسترليني، ورغم اعترافه بالسرقة، إلا أنه دافع عن ذلك من منطلق أن مثل هذه السرقات الخادعة شائعة للغاية في المجتمع الفني، بل ادعى أن هناك لصوصاً مجهولين استبدلوا لوحاتهم الزائفة بلوحاته.
3- لصان يتنكران في زي ضابطي شرطة ويسرقان 13 لوحة فنية
تنكر اثنان من اللصوص بالولايات المتحدة في زي ضباط شرطة في ربيع عام 1990؛ لسرقة 13 قطعة فنية بلغت قيمتها 500 مليون دولار، ووقعت هذه السرقة الفنية في متحف "إيزابيلا ستيوارت غاردنر"، وهو متحف يضم مجموعات فنية تعبر عن الفن الأوروبي والآسيوي والأميركي، ويقع في مدينة بوسطن.
بدأت السرقة بارتداء اللصوص زياً مزيفاً ووضعهم شوارب شمعية، مدعين أنهم تلقوا مكالمة حول وجود اضطراب في المتحف، وبعد دخولهم بهوياتهم المزورة، قيدوا حراس الأمن ونفذوا سرقتهم في أقل من ساعة.
نجح اللصوص في سرقة قطع فنية لفنانين معروفين مثل "رامبرانت" و"فيرمير" و"مانيه" و"فلينك"، ولم تُسترد هذه القطع القيمة حتى الآن، ولا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يعرض مكافأة 5 ملايين دولار، مقابل الحصول على معلومات تساعدهم في الوصول إلى اللصوص.
4- حراس أحد السجون يسرقون لوحة شهيرة في خطة غبية
تآمر أربعة من حراس سجن جزيرة "ريكرز" الأميركية في عام 2004م؛ لسرقة لوحة قيمة من مكان عملهم، وقد تبرع الفنان الإسباني السريالي "سلفادور دالي" بهذه اللوحة للسجن؛ لشعوره بالذنب لرفضه تدريس دروس فنية في السجن، وحتى ينهوا سرقتهم أطلق الحراس إنذار الحريق؛ ليصرفوا نظر الحارس الليلي، بينما كانوا يسرقون القطعة الفنية ويستبدلونها بنسخة طبق الأصل.
لكن هذه النسخة المماثلة رُسمت بشكل سيئ للغاية، ووفقاً إلى الذين رأوها فإنها تبدو وكأن طفلاً قد رسمها، والأسوأ من ذلك أن اللصوص سرقوا الإطار الأصلي للوحة، ثم ببساطة علقوا لوحة "دالي" المزيفة بشكل معكوس، وفي تصريح لأحد محاميي اللصوص قال: "هذا الأمر غبي بشكل لا يصدق''، لذلك ليس من المستغرب القبض على الحراس واسترداد اللوحة".
5- موظف سابق في متحف اللوفر يخفي الموناليزا في معطفه
سُرِقت لوحة الموناليزا الشهيرة عام 1911، من أكبر متاحف في العالم متحف "اللوفر"، وبعد عامين من التحقيق المكثف عُثر على الجاني أخيراً، إذ اتصل الجاني بتاجر فني إيطالي، والذي ساعد بدوره السلطات الفرنسية عن طريق عقد اجتماع مزيف مع الجاني، وفي النهاية كُشف عن اللص "فينتشنزو بيروجي"، وهو موظف سابق في متحف اللوفر.
اعترف "بيروجي" أنه قرر سرقة اللوحة نتيجة جشعه، وقال إنه فعل ذلك فقط لأنه لاحظ أن الحارس متواجد خارج القاعة، فأزال اللوحة ببساطة من إطارها وأخفاها في معطفه وغادر المتحف.
6- لوحة فان جوخ سُرقت مرتين
سُرِقت لوحة "زهرة الخشخاش"، وهي لوحة تقدر قيمتها بـ 50 مليون دولار، للفنان "فينسنت فان جوخ" من متحف محمد محمود خليل في القاهرة بمصر، مرتين: المرة الأولى عام 1977، واستردت بعد عشر سنوات في الكويت، والثانية عام 2010 م ولم تُسترد حتى الآن.
في السرقة الثانية كان اللصوص محظوظين؛ لأن يوم السرقة عمل سبعة فقط من رجال أمن المتحف من أصل سبعة وأربعين رجل أمن مهمتهم حماية المتحف، وقطع اللصوص اللوحة من إطارها وخرجوا دون أن يقاومهم أحد.
اعتُقِل اثنان إيطاليان من المشتبه بهم في البداية واستُجوبا لكنهما شتتا انتباه المحققين، في حين فر اللصوص الحقيقيون بنجاح، وألقت الشرطة المصرية باللوم على أمن المتحف، وصرحت بأن أجهزة الإنذار لم تكن تعمل، ولم تكن هناك سوى سبع كاميرات مراقبة فقط.
لم يُعثر على اللوحة حتى الآن، ويعرض الملياردير المصري نجيب ساويرس مكافأة 175 ألف دولار، لمن يدلي بمعلومات ذات صلة تساعد في العثور على الجاني.
7- 7 لوحات سُرقت في ثلاث دقائق
سُرِقت سبع لوحات من متحف "كونسثال" في مدينة روتردام بهولندا عام 2012 ، وهذه اللوحات السبع رسمها فنانون مشهورون مثل "مونيه" و"دي هان"، و"غوغان"، إذ اخترق اللصوص النظام الأمني للمتحف وأتموا سرقتهم في 3 دقائق فقط.
وقالت مديرة المتحف: إن التدابير الليلية بالمتحف تتضمن نظام الأمن التقني فقط، وهو ما يتضمن المراقبة عبر الكاميرات وأجهزة الإنذار فقط، وأكد مسؤولون بالمتحف أن الشرطة وصلت إلى المتحف في غضون خمس دقائق من الإنذار، أي بعد دقيقتين من إتمام السرقة، ومن المثير للدهشة أن واحداً من اللصوص هدد بمقاضاة المتحف لدورهم في تسهيل السرقة.
8- المافيا الصقلية تسرق لوحة تُقدر قيمتها بـ 20 مليون دولار
سُرقت لوحة "المهد مع القديس فرانسيس وسانت لورانس" للفنان الإيطالي "كارافاغيو"، في مدينة باليرمو الإيطالية خلال خريف عام 1969، إذ قُطِعت اللوحة التي لا تقدر بثمن من إطارها وطُويت بإحكام، ونفذ هذه السرقة اثنان من أعضاء المافيا الصقلية.
وبشكل مأساوي قد تكون اللوحة الحقيقية دُمرت بالخطأ، وحُرِقت أثناء إخفائها في إحدى حظائر الخنازير، ومع أنه لم يُعثر عليها حتى اليوم، إلا أنه قد رُسمت منها نسخة طبق الأصل في العام الماضي.
9- لصان يسرقان لوحتين من متحف فان جوخ
سرق مجموعة من اللصوص لوحتين من متحف الفنان "فان جوخ" في أمستردام، في شتاء عام 2002، واللوحتان هما "منظر البحر في شيفيننغن" و"الكنيسة الإصلاحية في نوينن"، وقد دخل اللصوص المتحف من السقف وتمكنوا من إخفاء وجوههم من كاميرات المراقبة.
ورغم اعتقال اثنين من المشتبه بهم وإدانتهما لاحقاً في عام 2004، إلا أنه لم يُعثر على اللوحات وقتها، وفي العام الماضي وضعت مكافأة بلغت 100 ألف يورو لمن يدلي بأي معلومات ذات صلة عن اللصوص، وفي سبتمبر/أيلول 2016 ، عُثِر على اللوحتين المفقودتين في مزرعة بالقرب من مدينة نابولي بإيطاليا، ليسدل الستار عن واحدة من أكبر الجرائم الفنية في التاريخ وفقاً إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
10- لص يطلب فدية مقابل لوحة شهيرة
سرق لص مجهول عام 1934، لوحة "The Just Judges" للفنان الهولندي "يان فان آيك"، من كاتدرائية "سانت بافو" في مدينة غنت ببلجيكا، وهي لوحة من ضمن 12 لوحة فنية تُعرف بتقديس الحمل.
طلب اللص من المسؤولين الحكوميين فدية مليون فرنك بلجيكي، كما ترك ملحوظة تقول: "أُخِذت من ألمانيا وفقاً إلى معاهدة فرساي"، في إشارة إلى عودة اللوحة إلى مدينة غنت بعد خسارة برلين في الحرب العالمية الأولى، وكانت المفاجأة عندما اعترف اللص "أرسين غودرتير" على فراش الموت بأنه سارق اللوحة، لكنه رفض أن يخبر أحداً أين أخفاها.